مجنون على السطح

> بما أن الحال بالحال يذكر فقد قفزت إلى ذهني أحداث رواية الأديب التركي عزيز نيسين وروايته مجنون على السطح إذ صعد ذالكم المجنون على سطح مرتفع أمام المارة وظل يهدد بأنه سيقفز من على السطح وسط دهشة من تجمع من المارة بهدف إثنائه عن فعل ذلك وهكذا فشلت كل المحاولات إلى أن جاء شخص وقال أنا أستطيع أن أجعله ينزل من على السطح فتقدم نحوه وقال يا صاحب السعادة هل يمكنك أن تتفصل بالنزول عبر هذه السلالم.. فاستجاب المجنون وأخذ ينزل بشكل تدريجي إلى أن نزل إلى الأرض...بمعنى أن طريقة خطاب الرجل معه أشعرته بالمكانة التي ربما افتقد لها.

وها هو العالم يحتشد أمام أعمال الحوثي التي شكلت تأثيرًا كبيرًا على الملاحة الدولية ناهيك عن تضرر اليمن عمومًا مما يجري من تأثير تهديد الممرات المائية الشديد والمتنوع.

واستمرار الهجمات الحوثية توحي بعدم الاكتراث للنتائج ووسط صخب دول العالم مازال الحوثيون يؤكدون عدم تراجعهم مهما كانت الأسباب.. فماذا يمكن فعله من بلدان العالم التي ربما كانت سببًا أساسيًّا في صناعة الحوثي وبما وصلوا إليه من مستوى في التسليح.

فالعالم الذي ظل يقدم لهم كل تلك العروض الغريبة على حساب القوى الوطنية الأخرى ربما تفاجأ بموقف الحوثي المختلف مما جعلهم يوقظون فكرة اعتباره منظمه إرهابية وهو قرار غير نافذ يظل معه الباب مواربًا لتلك الجماعة وبإمكانية تعديل تصرفاتها مقابل عروض ربما تكون مغرية.

من جراء ما سلف لم تجد تلك الجماعة حرجًا في تقديم شرط وهو أن تكون لها الحاكمية المطلقة على اليمن كل اليمن وسوف تستمر ساحة الصخب أمام مشاهد السفن المحترقة والضربات الدقيقة التي يعبرون عن إنجازها حتى يفيء الغرب إلى رشده بعدم الاستهانة بقدرة المستضعفين وأن يدركوا أن القوة ليست كل شيء.

ناهيك عما يمارسون من أخطاء بحق الشعوب بما في ذلك تلك المواربات في التعاطي مع تلك الجماعات التي يلوح بتصنيفها إرهابية في حالة واحدة فقط أي حين تضر بمصالحهم بغض النظر عن أي ممارسات بحق شعوبها وهي مكاييل أفقدت الغرب المصداقية.

فهل يمتد حبل المقايضات للحوثيين حتى مع ما أظهروه من أعمال تؤكد مضيهم في تنفذ أولويات تتعارض مع العالم بأسره؟

وهل تنجح المقايضات أم أنها مسكنات لا تجدي نفعًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى