فرقاطة فرنسية تنسحب من البحر الأحمر وقائدها يوضح الأسباب

> "الأيام" وكالات:

>
​بعد أيام من مغادرة الفرقاطة الدنماركية "إيفر هويتفيلدت" البحر الأحمر لأسباب تتعلق بإحدى مهامها القتالية وما تعرضت له خلال مواجهة هجوم للحوثيين، أعلنت الفرقاطة الفرنسية "فريم" من طراز آكيتاين الألزاس مغادرة البحر الأحمر بعد مهمة استمرت 71 يومًا هناك، لأسباب تتعلق بنفاد الصواريخ والذخائر المستخدمة في صد هجمات قوات الحوثي، وفقًا لقائدها جيروم هنري.

ووفقا لوكالة "القدس العربي"، قال هنري في مقابلة حصرية مع صحيفة "لوفيغارو" الباريسية نُشرت، الخميس، إنه لم تتعامل البحرية الفرنسية "مع هذا المستوى من التسلح" منذ فترة طويلة، في إشارة إلى ما يملكه الحوثيون من مخزون من الأسلحة.

واعتبر الحوثيون أن قرار مغادرة هذه الفرقاطة “يكشف حجم التآكل والتلاشي في صفوف تحالف واشنطن ولندن".

وفي تقييمه للوضع هناك وماهية التهديد الحقيقي الذي يشكله الحوثيون، قال جيروم: "لم نتوقع بالضرورة هذا المستوى من التهديد. كان هناك عنف غير مقيد كان مفاجئًا للغاية وهامًا للغاية".

وأضاف: "لا يتردد الحوثيون في استخدام المسيرات التي تحلق على مستوى الماء، لتفجيرها على السفن التجارية، وإطلاق الصواريخ الباليستية. كان علينا تقديم ما لا يقل عن ست عمليات مساعدات بعد ضربات الحوثيين، وقد استفاد الجميع من المعدات القتالية”.

ويضيف هنري: "من صاروخ أستر إلى المدفع الرشاش 7.62 للمروحية، بما في ذلك المدفع 12.7 ملم أو 20 ملم أو 76 ملم”.

وقال: “إن صاروخ أستر الفرنسي الإيطالي – الذي يبلغ سعر الواحد مليوني دولار –تم دفعه إلى أقصى حدوده” من قبل الحوثيين، حيث كان على الألزاس استخدامه “على أهداف قمنا بقصفها”.

وأضاف هنري أن الحوثيين زادوا بشكل ملحوظ استخدامهم للصواريخ الباليستية بعد الاعتماد بشكل أساسي على المسيرات الانتحارية في بداية عمليات البلاد المؤيدة لفلسطين في البحر الأحمر.

وأكد أن البحرية الفرنسية لم تواجه مثل هذه المعركة الصعبة منذ أن أطلق الناتو بشكل جماعي حملته العسكرية والحرب على ليبيا عام 2011 للإطاحة بالحاكم الراحل معمر القذافي.

ويقول هنري: "لقد مر وقت طويل منذ أن تعاملنا مع هذا المستوى من الأسلحة والعنف، مؤكدًا أن التهديد الذي واجهوه في البحر الأحمر "أكبر بكثير".

ودخلت “فريم الألزاس” البحر الأحمر في أواخر يناير، بعد أسابيع قليلة من شن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عملية ضد قوات جماعة الحوثيين لاستهدافهم السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة الى إسرائيل “تضامنًا مع غزة”، ومن ثم استهداف السفن الأمريكية والبريطانية “ردًا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن” حسب الحوثيين، الذين تتهمهم واشنطن باستهداف كل السفن في البحر الأحمر.

ونشر الاتحاد الأوروبي من خلال مهمته “إسبيدس” العديد من السفن الحربية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. وأعلن الاتحاد حينها أن مهمته دفاعية وليست هجومية، ولا علاقة لها بالمهمة التي تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف في اليمن.
وأكد الحوثيون استمرار عملياتهم في البحر وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، كما أعلنوا، مؤخرًا، تمدد العمليات لتشمل المحيط الهندي في سياق ما يعتبرونه “تضامنًا مع قطاع غزة” الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي يرتكب أبشع جرائم الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع منذ أكثر من ستة شهور.

وفي تعليق للحوثيين، اعتبر تقرير نشره موقع قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة أن مغادرة الفرقاطة الفرنسية “يمثل اعترافًا صريحًا بفشل تحقيق أي شيء يذكر من خلال العدوان الأخير على اليمن".

وقال التقرير: "يأتي هذا بعد انسحاب فرقاطة دنماركية مطلع الأسبوع الجاري، وسفن حربية بريطانية وهولندية خلال الأسابيع الماضية، والسبب لم يتغير ويتمثل في “الهروب قبل الاستهداف”، في حين يكشف هذا الفرار حجم التآكل والتلاشي في صفوف واشنطن ولندن وتحالفهما المتخوف”.

وفي تعليق سابق للقيادي في حركة “أنصار الله”، محمد علي الحوثي، عقب مغادرة السفينة الحربية البريطانية ريتشموند، ومن ثم السفينة الحربية الدنماركية إيفر هويتفيلدت، قال: “بعد انسحاب مدمرة (البيض) البريطانية ريتشموند من الأحمر تنسحب فرقاطة (الزبدة) الدنماركية إيفر هويتفيلدت أيضًا لتبقى قصص البحر الأحمر شاهدةً على طغيان دول الاستكبار ضد غزة، ولتسطّر لقواتنا المسلحة اليمنية مواقف النصرة والمساندة في وجدان الأحرار بإذن الله بأحرف الإنجازات المشرقة”. وفي الرابع من أبريل، قال قبطان فرقاطة دنماركية، لدى وصولها إلى الدنمارك، إن الفرقاطة التي كانت متمركزة في البحر الأحمر في إطار عملية تقودها الولايات المتحدة تعرضت لخلل في أنظمة أسلحتها عندما أصيبت في هجوم بطائرات مسيّرة تابعة أنصار الله في مارس، حسب وكالة “رويترز”.

فيما قالت مصادر حوثية إن هجوم لهم أخرج الفرقاطة عن جاهزيتها، وتسبب في الإطاحة برئيس أركان قواتها. وكان زعيم حركة “أنصار الله “، عبدالملك الحوثي، قد توعد في أحد خطاباته، قبل نحو شهر “بمفاجآت” قال إنها “ستكون فوق ما يتوقعه العدو والصديق”، وستأتي “فاعلة ومؤثرة”، في إشارة إلى تطوير مستمر في قدراتهم العسكرية.

ويؤكد متابعون أن ثمة تطويرًا حثيثًا في قدرات الجماعة العسكرية، ولم يتم الإفصاح عن ماهيته، لكن تأثيره يظهر فيما سبق وأعلنه قادة عسكريون أمريكيون الشهر الماضي، ويؤكده مؤخرًا قائد الفرقاطة الفرنسية وما شهدته الفرقاطة الدنماركية قبل أيام.

كما أن المعركة التي تخوضها السفن الحربية الأوروبية والأمريكية في البحر الأحمر قد تكون أول المعارك بذات المستوى منذ الحرب العالمية الثانية، كما أن السفن الحربية الأمريكية والأوروبية المتواجدة في البحر الأحمر تمثل نخبة التسليح البحري للقوتين، ولم يسبق لهما أن خاضا مواجهة بحرية بهذا الحجم ضد خصم يستخدم أسلحة تقليدية ممثلة في الصواريخ البالستية والمجنحة (غير مخصصة في الأصل للأهداف المتحركة) بالإضافة إلى طائرات مسيرة، وبإمكانات لا يمكن مقارنتها بطائراتهم المسيرة والأكثر ذكاءً، علاوة على الكلفة المالية الباهظة التي تنفقها تلك الدول على طواقم بحرياتها في البحر الأحمر، بالإضافة إلى الكلفة المرتفعة للأسلحة.

وهذا ما يضع هذه الدول في مأزق حقيقي عسكريًا وماليًا، إذ هم في مواجهة مع خصم لا تمثل إمكاناته شيئًا مقارنة بما يمتلكونه، وبخاصة على الصعيد التقني والسلاح الذكي، ومع ذلك تمضي هذه العمليات لإكمال الشهر الرابع منذ انطلاقتها، ممثلة في عمليات تحالف “حارس الازدهار”، التي انطلقت في 18 ديسمبر، فيما انطلقت رسميًا عملية المهمة الأوروبية (إسبيدس) في 19 فبراير، والوضع مرشح للتصاعد، ما لم توقف إسرائيل عدوانها الهمجي على قطاع غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى