أمين حزب التجمع الوحدوي: الأحزاب اليمنية «كارثة مضافة» لواقع الحرب

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> في الذكرى الـ34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية (22 مايو) هل صارت الوحدة في خطر حقيقي أم ما زالت في أمان؟ وما العوامل التي يمكن القول إنها ألحقت الضرر بالوحدة بدرجة رئيسية؟ وهل كان الرئيس الأسبق علي ناصر موفقًا في تحميل طرفي الوحدة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع حتى الوقت الراهن؟ وما هي فرص الانفصال مقارنة بواقع التوحد اليمني في الوقت الراهن؟ وهل يمكن أن ينفصل الجنوب ويعود إلى ما قبل 1990؟ كيف يمكن تعليق الأمل على الأحزاب اليمنية باعتبارها المشترك السياسي الوحيد المتبقي بين الشمال والجنوب؟

أسئلة ناقشتها «القدس العربي» في حديث خاص، مع وزير الثقافة الأسبق، أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، عبدالله عوبل، الذي أعرب في حديثه عن تخوفه من أن يصبح التشظي الراهن في اليمن، مع استمرار اللاسلم واللاحرب، أمرًا واقعًا؛ معتبرًا الأحزاب اليمنية «كارثة مضافة» لواقع الحرب، باعتبارها أنتجت حكومات الشرعية الأكثر فسادًا في تاريخ اليمن، على حد قوله.

وقال في قراءته لواقع الوحدة وما تتعرض له حاليًا: «إذا تفحصنا المشهد العام للبلاد فستجد انقسامًا مخيفًا في المجتمع، وسلطات متعددة نتيجة الحرب. لقد رسمت الحرب واقعًا متشظيًا؛ صار كل طرف من أطراف الحرب يحافظ على ما تحت يده من الجغرافيا. لدينا سلطة أمر واقع في صنعاء، وسلطة مشابهة في عدن، وأخرى في الساحل الغربي، رغم أنني لا أحبذ هذه التسمية، وأخرى في حضرموت وشبوة. والحبل على الجرار.

هذا التشظي، أخشى مع استمرار حالة اللاحرب واللاسلم، أن يترسخ واقعًا؛ ذلك لأن كل سلطة ليست في محيط مستقر. أطراف الحرب هذه لديهم خصومات ومصالح متناقضة وأهداف مختلفة، وبالتالي حتى لو توقفت الحرب الكبرى ستندلع معارك بين هذه السلطات المختلفة، التي لا يوجد فيها طرفان على وفاق، جميعهم خصوم بعض. لذلك الخوف من هذا التشظي أن يصبح مع الوقت أمرًا واقعًا».

عوامل عديدة يمكن من خلالها تقييم وإعادة قراءة الوحدة اليمنية، وصولًا إلى صورة كاشفة لما كانت عليه وما آلت إليه.

يقول عوبل: «أولًا: الطريقة التي تمت بها الوحدة لم تحفظ مصالح كل شرائح المجتمع وقواه السياسية، ولم تتبن استراتيجية تنموية تضع مصالح الشعب فوق كل اعتبار.

ثانيًا: تقاسم السلطة بين شريكي الوحدة ألحق ضررًا كبيرًا بالوحدة. ثالثا: لم يكن طرفا الوحدة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني على وفاق حقيقي، فقد كان صالح يتربص بالجيش الجنوبي انطلاقًا من حرب 1979 وهو قائد عسكري كان يشعر بمرارة مما جرى. والبيض وجماعته كانت نواياهم طيبة، والنوايا الطيبة في السياسة ثمنها باهظ.

رابعًا: حرب 1994 كانت خطأ كبيرًا، إذ كان يمكن أن تُحل المشكلة بالحوار، خصوصًا وقد أُعدت وثيقة العهد والاتفاق، التي كانت برضى وموافقة جميع القوى السياسية. وقد أحدثت ليست فقط الحرب وإنما ما جرى بعد الحرب شرخًا كبيرًا، من خلال إطلاق المشائخ والقبائل لنهب كل ما وصلت إليه أيديهم، كما حدث بعد ثورة 1948 في صنعاء.

خامسًا: بيع القطاع العام في الجنوب دون الطرق القانونية في الخصخصة، والاستيلاء على المنازل والأراضي وتوزيعها على الأقارب والشخصيات النافذة.

سادسًا: كان هناك تسريح قسري لنسبة كبيرة من الجيش الجنوبي، والتهاون في عدم دمجه، وفق أسس وطنية تمهيدًا للحرب.

وأضاف «تلك وأخرى كثيرة عوامل خطيرة أضرت بالوحدة. وفي كل الحالات فشل إدارة الوحدة من قبل القيادات السياسية هو الذي جعل الوحدة في مرمى النقد. ليس خطأ الوحدة كمفهوم مجرد، لكن خطأ القيادات الذين كان يجدر بهم أن يخلّصوا الشعب من مشاكله، وأن يحققوا له تنمية اقتصادية واجتماعية ليعيش الناس بكرامة. لكن ذلك لم يحدث، بل مهّد لحرب 1994 ثم تلتها حروب صعدة، ثم انقلاب 21 سبتمبر 2014 ثم حرب على الجنوب مرة أخرى في 2015 هذه كلها عوامل أضرت بالوحدة».

وحمّل عوبل أطراف الوحدة مسؤولية ما اعتبره فشل إدارة دولة الوحدة.
  • فرص الانفصال
وهنا لابد من تسليط ولو قليل من الضوء أمام فرص الانفصال مقارنة بواقع التوحد اليمني في الوقت الراهن.

يقول عبد الله عوبل: «لم يعد الأمر يتعلق بالخوف من الانفصال، فالجنوب وحدة مفتت ومجزأ في الواقع، والصراعات وآثار الصراعات السابقة ما زالت شاخصة. ولذلك يتفتت الجنوب والمشهد أمامنا، كما يتفتت الشمال. فتعز مقسومة وفي ساحل تهامة حتى المدينة أيضا سلطة أخرى، والحديث عن الانفصال في هذا الواقع أمر تجاوزه الواقع».
  • انقسام الأحزاب
ماذا يمكن قوله عن الأحزاب اليمنية باعتبارها افتراضًا هي المشترك السياسي الوحيد المتبقي بين شمال وجنوب اليمن؟

يقول أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني:»الأحزاب السياسية اليمنية، وما أدراك ما الأحزاب السياسية اليمنية؟ إنها كارثة مضافة إلى واقع الحرب. لقد انقسمت الأحزاب بين «أنصار الله» (الحوثيون) والشرعية، ثم انقسمت أحزاب الشرعية على دولتي التحالف، ثم انفصلت عن مجتمعها وقواعدها الحزبية. فهل نأمل خيرًا من أحزاب أنتجت حكومات الشرعية الأكثر فسادًا في تاريخ اليمن؟ ولن أقول أكثر من ذلك».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى