> «الأيام» غرفة الأخبار:

حذرت منظمة الصحة العالمية بتقرير أصدرته أمس الثلاثاء من تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وأكدت أن الوباء يستمر في الانتشار بشكل مقلق في البلاد.

وذكرت المنظمة في تقريرها: "يستمر تفشي الكوليرا في اليمن، حيث تم الإبلاغ عن ما مجموعه 112,583 حالة اشتباه بالإصابة بالوباء في معظم المحافظات، منذ مطلع العام الجاري 2024".

وأوضحت المنظمة أن "معظم الحالات المُبلغ عنها كانت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وبنسبة 83 % من إجمالي الحالات المسجلة، حيث تم الإبلاغ عن 92,918 حالة مشتبه بها، حتى تاريخ 6 يوليو 2024".

وتضمن التقرير الإشارة إلى أن النسبة الباقية، وهي 17 %، تم تسجيلها في المحافظات الواقعة تحت نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًّا. وفي هذا السياق، أفادت المنظمة: "تم الإبلاغ عن 19,665 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا حتى 10 يوليو 2024".

وأكدت المنظمة أن كتلة الصحة تواصل التنسيق مع الجهات المعنية والشركاء الإنسانيين للاستجابة السريعة لتفشي المرض وكبح جماحه بحسب التمويلات المتوفرة.

وشددت على أهمية تقديم الدعم اللازم لتمكين الفرق الطبية من أداء عملها في المناطق المتضررة.

ويأتي هذا التقرير في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن، والتي تفاقمت بسبب النزاع المسلح المستمر منذ سنوات، مما أدى إلى تدهور النظام الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

ودعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لليمن من أجل تحسين الوضع الصحي والحد من انتشار الكوليرا، التي تهدد حياة الآلاف من السكان.

وترافقت تطورات تفشي الكوليرا في مناطق سيطرة الحوثيين مع تحذير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من خطر متزايد للفيضانات التي سيشهدها كثير من المناطق اليمنية خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا في المناطق الساحلية والمنخفضة، وتضرر المحاصيل الزراعية الضعيفة وزيادة التهديد للأمن الغذائي.

وتظهر البيانات الأممية وجود 6 ملايين شخص مهددين بالمجاعة نتيجة التراجع الكبير في حجم المساعدات التي تقدم من المانحين، وإيقاف برنامج الأغذية توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، منذ نهاية العام الماضي.

ورجحت نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التي تصدرها المنظمة أن تشهد الأسابيع المقبلة زيادة في كثافة هطول الأمطار ما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة خلال موسم الأمطار في اليمن، من يوليو إلى سبتمبر المقبل، وأكدت أن «هناك خطرًا زائدًا من الفيضانات»، خصوصًا في المناطق الساحلية والمنخفضة.

ونبهت «الفاو» في نشرتها إلى أن الشهر الحالي على وجه الخصوص يشهد عادة هطول أمطار غزيرة في كثير من مناطق اليمن، وأنه يمكن لعوامل مثل هطول الأمطار الغزيرة، وأنظمة الصرف غير الكافية، وإزالة الغطاء النباتي، وغيرها من الظروف البيئية أن تسهم في حدوث فيضانات مفاجئة، ويؤدي ذلك إلى تضرر الموارد الزراعية الضعيفة، وتضخيم التهديد للأمن الغذائي.

وأفادت «الفاو» بأنه مع توقع ارتفاع مستويات هطول الأمطار اليومية، لتصل إلى قيم تراكمية تتجاوز 200 مليمتر في مناطق مثل محافظة إب، فإن المرتفعات الوسطى وأجزاء من المرتفعات الجنوبية على استعداد لتلقي أشد هطول للأمطار في الفترة المقبلة، وبالإضافة إلى ذلك توقعت أن تتلقى مناطق مثل محافظة حضرموت، التي تشهد عادة الحد الأدنى من هطول الأمطار، أمطارًا غزيرة تقترب من 40 مليمترًا.

وبينت المنظمة الأممية أن هذه التوقعات الجوية، إلى جانب الخصائص الهيدروطوبوغرافية لتجمعات المياه في المناطق المنخفضة والساحلية، ستؤدي إلى إعادة ظهور الفيضانات المفاجئة، مع احتمالات متفاوتة عبر مناطق مختلفة، كما أكدت أن درجة الحرارة ستظل مرتفعة في أيام معينة خلال فترة العشرة الأيام المقبلة على الرغم من أنها أقل عمومًا من الفترة السابقة.

وستشهد بعض المناطق اليمنية - وفق الفاو - درجات حرارة تتجاوز 44 درجة مئوية وعلى وجه التحديد، محافظتي حضرموت والمهرة، وكذلك المناطق الساحلية في عدن ولحج.