لا أخفي خيطًا من الحقيقة أنه يحدث لي ضرب من الحبور عند قراءة نصوص مصطفى عطية وأسعد بحضوره الأدبي الماتع المندغم برجاحة العقل ونقاء البصيرة.

من صميم قلبي أشكر المفضال/ مصطفى عطية جمعة على هذه الكلمات الجميلة السامية الارتفاع التي تلامس أوتار الروح وتزخر بالمعاني الجليلة ولها وقع أنيس في خافقي وعمق خاطري.

فأنا أقدر النفوس الأدبية ذات المدارك العالية والقلوب الواسعة التي قوامها الإبداع والنزاهة والأدب والمعرفة.

أ. د.مصطفى عطية (البروفيسور وعالم الاجتماع اليمني سمير الشميري).

يمثّل البروفيسور وعالم الاجتماع اليمني د. سمير الشميري نموذجًا للعالم الأكاديمي، الذي لم ينغلق على البحوث الأكاديمية الجافة، التي تتوجه إلى شريحة محدودة، ونخبوية من الباحثين، وإنما انفتح في كتبه العديدة، وبحوثه المتوالية على قراءة أبعاد الأزمة في المجتمع العربي عامة، والمجتمع اليمني خاصة، جامعًا النظرية مع التطبيق، والتحليل مع المثال، واضعًا نصب عينيه الظواهر الاجتماعية التي اكتنفت وتكتنف المجتمعات العربية، خاصة ما أصابها في العقد الأخير من أزمات، تتعلق بسؤال الهوية، ومشكلات الحروب، وتغييب الحريات، والتأزم الاجتماعي. فما يميّز كتابات د. سمير الشميري، ويجعله متميزًا بين علماء الاجتماع، ألا وهو الروح الأدبية التي تغلّف أسلوبه، فهو يكتب بأسلوب أدبي راق، في بحوثه الأكاديمية، بعيدا عن الأسلوب الأكاديمي الجاف، مما يجعل قراءة البحث متعة في حد ذاتها، كما يكثر من الاستشهادات الشعرية والسردية والفكرية، مما يدفعنا إلى وضعه في قائمة الأدباء السوسيولوجيين، الذين يمزجون الإبداع بالسوسيولوجيا، ويقرأون بالسوسيولوجيا واقع الإبداع، ونصوصه، قديمًا وحديثًا.

إن استراتيجية د. سمير الشميري قوامها موسوعية الثقافة، مع وفور الذائقة الأدبية، في قراءة نصوص حديثة وتراثية، بعين استفادت من منهجية علم الاجتماع، لتطوّعها في قراءة النصوص الأدبية، قراءة تضيف لها أبعادًا جديدة، بتفعيل إجراءات علم الاجتماع الأدبي، وهي أيضا استراتيجية نابعة من حس نهضوي، يتحسس مشكلات الوطن والأمة، ويضع نصب عينيه تشخيص أبعاد المشكلة، برؤية علمية، موضوعية، واقعية؛ بعيدًا عن التفلسف والتنظير، فلكم عانينا من نخبوية الأكاديمي وانعزاله عن واقعه وعن أمته!