> «الأيام» غرفة الأخبار:

عرض الباحث السعودي د. عواض القرني ستة سيناريوهات محتملة لمستقبل الأوضاع في اليمن، في ظل تصاعد وتيرة الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثيين.

وأوضح الدكتور القرني، الذي يُعد من أبرز المحللين السياسيين والعسكريين في السعودية، تصوّراته عبر منشور على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مؤكدًا أن هذه الرؤية تأتي استنادًا إلى قراءة متأنية للمعطيات العسكرية والسياسية والدولية المؤثرة في المشهد اليمني.
  • السيناريو الأول: الانهيار المحتمل للحوثيين
يفترض القرني أن الضربات الأمريكية الدقيقة التي تستهدف منشآت حساسة للحوثيين، من بينها مخازن السلاح ومراكز القيادة في صنعاء وصعدة، إضافة إلى تعطيل مطار صنعاء وموانئ الحديدة ورأس عيسى، قد تفضي إلى انهيار بنيوي داخل الجماعة.

وأشار إلى أن الضغط الدولي المتزايد، إلى جانب تقليص الدعم الإيراني، يجعل من الصعب على الحوثيين مواصلة المعركة، خاصة مع استهداف القادة من الصفين الأول والثاني، بمن فيهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ما قد يقود إلى تفكك الجماعة وانهيارها كقوة مؤثرة ميدانيًا.



السيناريو الثاني: مفاوضات مباشرة بين واشنطن والحوثيين

تناول القرني احتمال إقدام الولايات المتحدة على فتح قناة تفاوض مباشر مع الحوثيين، بهدف تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وأوضح أن واشنطن قد تسعى لتسوية مع الجماعة تضمن إنهاء التوتر وتأمين الممرات المائية، إلا أن تنفيذ هذا السيناريو يبقى مرهونًا بموافقة إيران، التي تعتبر الحوثيين جزءًا محوريًا في استراتيجيتها الإقليمية.
  • السيناريو الثالث: توسع الصراع ليشمل الخليج
حذر القرني من احتمال إقدام الحوثيين، بتشجيع إيراني، على توسيع رقعة الصراع نحو دول الخليج.

وأشار إلى أن طهران قد ترفض الانخراط في أي مفاوضات مع أمريكا، وتعمل على استخدام الحوثيين لتأزيم الوضع، ما قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق يشمل المنطقة ككل، وينعكس سلبًا على الأمنين الإقليمي والدولي.
  • السيناريو الرابع: التوجه نحو الشرعية اليمنية
أوضح القرني أن استمرار الضغوط قد يدفع الحوثيين إلى التفاهم مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

ويرجّح في هذا السياق العودة إلى مناقشة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسألة الأقاليم، وهو ما قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة.

ويرى أن هذا الاحتمال يستند إلى تصاعد مشاعر الاستياء في أوساط أنصار الحوثيين نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية ورغبتهم في إنهاء الحرب.
  • السيناريو الخامس: التمركز في المناطق الحالية
أشار القرني إلى احتمال لجوء الحوثيين إلى الاكتفاء بالسيطرة على مناطقهم الحالية، في ظل التراجع العسكري والدعم المحدود بعد تصنيفهم جماعة إرهابية.

وبيّن أن هذا السيناريو قد يحظى بدعم من أطراف دولية تجد في استمرار الجمود مصلحة مؤقتة لها، ما قد يدفع الجماعة إلى اعتماد نهج دفاعي دون محاولة التوسع خارج مناطق نفوذها.
  • السيناريو السادس: سيناريوهات غامضة لم يحن وقت الكشف عنها
ألمح القرني إلى وجود سيناريوهات أخرى محتملة، لكنه امتنع عن طرحها علنًا في الوقت الراهن.

ورجّح أن ذلك يرتبط بعوامل لم تتضح ملامحها بعد، أو بتطورات دبلوماسية وأمنية يجري العمل عليها في الخفاء، مما يتطلب الحفاظ على سريتها في المرحلة الحالية.
  • قراءة شاملة للمشهد اليمني
شدّد الدكتور القرني على أن السيناريوهات الستة تعكس مدى تشابك وتعقيد الوضع في اليمن، حيث تتقاطع التأثيرات الداخلية مع الأبعاد الإقليمية والدولية.

وأكد أهمية متابعة المستجدات السياسية والميدانية بشكل مستمر، خاصة في ظل تزايد الضغوط على الحوثيين من جهة، واستمرار الحراك الدبلوماسي في المنطقة من جهة أخرى.

واختتم تحليله بالتنويه إلى أن مستقبل اليمن مرهون بقدرة الأطراف الفاعلة على إدارة الأزمة بذكاء، سواء عبر الوصول إلى حلول سياسية أو اللجوء إلى أدوات التصعيد العسكري.

ويبرز من خلال تحليل الدكتور عواض القرني أهمية التعامل مع الملف اليمني بمنظور شامل يراعي تعقيدات الواقع ومصالح الأطراف المختلفة.

وفي وقت تواصل فيه واشنطن عملياتها ضد مواقع الحوثيين، تتزايد الخيارات الصعبة أمام الجماعة وإيران، مما يجعل الموقف أكثر غموضًا وتعقيدًا من أي وقت مضى.