قرار الهيكلة عملية حساسة ومعقدة وبحاجة إلى إدارة متمكنة، تدرس أبعادها ولديها قراءة سياسية مسبقة لذلك.
المواطن العادي يتلمس نجاح الهيكلة عندما يكون البديل أفضل من الذي قبله.
لدينا إرث سياسي متراكم بحاجة إلى دراسة معمقة واستخلص نتائجه خلال المراحل السابقة وهذه التراكمات بحد ذاتها مدرسة سياسية ستكون البوابة الرئيسة لنجاح الهيكلة، في حال تمت قراءته قراءة وطنية.
المصطلحات السياسية التي يسوقها البعض دون معرفة، ستجعل صاحبها في مأزق لا يعلم أبعاده السياسية.
هناك من يسوق مصطلحات سياسية دون معرفة، فمثلا هناك فارق كبير بين مصطلح الميثاق الوطني وبين من يسوق لميثاق الشرف، فالأول يكون مقبولًا بين المكونات السياسية في ظل الدولة القائمة لاحتواء تمدد الصراعات ولكن في حالتنا الجنوبية الحالية لا يجوز أن نتبناه.
ميثاق الشرف عادةً يكون بين المكونات السياسية المتصارعة على السلطة كما شاهدناه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي تقاتلت فيما بينها وهذه الصراعات ليست موجودة في الحالة الجنوبية، فيفضل أن يكون ميثاقا وطنيا، لأن ميثاق الشرف يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستقبل المكونات السياسية بينما الميثاق الوطني يرتبط بمستقبل الوطن والأمة، فلا يجوز بالعرف السياسي أن نساوي بين مستقبل المكونات السياسية مع مستقبل الوطن، فالأول متغير بتغير مناخات السياسة والثاني لا يتغير بالسياسة إلا في حال انتهت جغرافيته من الأرض.
هذه هي ملاحظتي حول الميثاق الوطني وميثاق الشرف.
ملاحظة مهمة:
الصراع الذي حصل في عدن كان مع من يمثل دولة الاحتلال وليس مع مكونات سياسية جنوبية ترفع شعار استعادة دولة الجنوب وهذا الصراع الذي حصل في عدن كان حق مشروع للجنوبيين في مواجهته مهما كان نوع من يمثله، فالدفاع عن الحق الجنوبي مع من يمثل دولة الاحتلال حق مشروع.