ولاية هندية تكافح من اجل الحفاظ على ديانة وثنية

> ايتاناجار «الأيام» عن رويترز :

>
ولاية هندية تكافح من اجل الحفاظ على ديانة وثنية
ولاية هندية تكافح من اجل الحفاظ على ديانة وثنية
بدأ تامو ميندو ذلك الرجل الهندي ذو الجسد النحيل والعينان الجاحظتان يحملق بشدة في كبد دجاجة كان قد ذبحها للتو بحثا عن شيء ما,وميندو (58 عاما) من فئة العرافين المعروفين باسم الشامان ويتبع ديانة دونيي بولو الوثنية. وكان يبحث في كبد الدجاجة عن اي دليل يقوده الى الروح التي سكنت جسد امرأة طلبت منه علاجها.

وميندو من بين عدد قليل من الاشخاص الذين يحاولون الحفاظ على ديانته من التأثير المتزايد للهندوسية والمسيحية في ولاية اروناتشال براديش النائية الواقعة شمال شرق الهند.

ودونيي بولو واحدة من بين عدد قليل من الديانات الوثنية التي ظهرت قبل قرون طويلة ولا تزال قائمة في الولاية الجبلية التي تضم نحو 20 قبيلة كبيرة وهى تعني الشمس والقمر. وتعتقد القبائل بأن الشمس والقمر هما عينا الله وما من شيء يمكن ان يخفى على الله.

وبينما لا يزال اغلب سكان ولاية اروناتشال براديش او ارض الشمس المشرقة من الوثنيين على عكس الولايات الاخرى الواقعة شمال شرق الهند والتي باتت الديانة المسيحية تمثل فيها الاغلبية فان عدد الذين اعتنقوا المسيحية في الولاية زاد على مدى السنين.

ويبلغ سكان ولاية اروناتشال براديش ما يزيد قليلا عن مليون نسمة وزاد عدد المعتنقين للمسيحية من 10.3 في المئة عام 1991 الى نحو 18 في المئة في عام 2001.

وقال موجي ريبا وهو منتج افلام يوثق التغييرات التي تطرأ على القبائل في ولاية اروناتشال براديش "ليس عدد المسيحيين بالولاية هو الذي يثير القلق ولكن السرعة التي تم بها التحول الى المسيحية منذ التسعينات."

وعاشت ولاية اروناتشال براديش لفترة طويلة في عزلة عن باقي الهند لحماية ديانات القبائل من المبشرين المسيحيين وشهدت حركة لتحويل ديانة دونيي بولو الى ديانة منظمة وجعلها اكثر قبولا لدى العامة.

وخصص يوم امس الاول السبت كيوم للصلاة وبنيت معابد وتم الحد من تقديم القرابين في محاولة لمواجهة انتشار المسيحية.

ومع ذلك اصبحت المسيحية اليوم تمثل قضية حساسة في هذه الولاية الجبلية.

وقال توني كويو (43 عاما) وهو فنان يعمل على انتاج نصوص للحفاظ على التقاليد الشفاهية للقبائل في اروناتشال براديش "الديانات الغريبة والثقافات الغريبة اثرت على نحو سيء على ايماننا التقليدي."

وتتهم بعض الجماعات الهندوسية في الهند بعثات التبشير المسيحية باستخدام مغريات مثل التعليم لاغراء الفقراء باعتناق المسيحية وشنت ايضا حركة مضادة لاعادة العديد من المسيحيين القبلييين الى الديانة الهندوسية.

وصدقت عدة ولايات على مشاريع قوانين مناهضة لتغيير العقيدة تستهدف في المقام الاول منع الاشخاص من التحول الى المسيحية. وقد اقرت ولاية اروناتشال براديش مشروع قانون مماثل في عام 1978.

واقرت ولاية جوجارات الغربية والتي مزقتها في عام 2002 اسوأ اعمال شغب دينية تشهدها الهند منذ عقد من الزمان مشروع قانون يناهض تغيير العقيدة عام 2003.

وتعتزم ايضا ولاية راجاستان الصحراوية التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي طرح مشروع قانون مماثل. ولاقى الاقتراح معارضة كبيرة حيث لا يمثل المسيحيون سوى 0.1 في المئة من سكان الولاية.

وقال مادان ديلوار وزير الرعاية الاجتماعية بولاية راجاستان "سنطرح مشروع قانون ضد تغيير الديانات يستهدف احتواء التحول الديني القسري من قبل اي منظمة في الولاية."

وقال ام.ان توماس رئيس بعثة ايمانويل الدولية لرويترز "عندما تكون لدينا حرية دينية يكفلها الدستور فلا اعتقد انه ستكون هناك اي ضرورة لطرح هذا المشروع."

لكن التقاليد الوثنية لولاية اروناتشال براديش لا تواجه فحسب تهديدا من المسيحية بل ايضا من الهندوسية. ورغم ان عدد الهندوس في الولاية انخفض الى 34.6 في المئة عام 2001 من 37 في المئة قبل عشر سنوات فان الهندوسية تمثل تهديدا على الممارسات والمعتقدات التقليدية للقبائل.

وقال المنتج ريبا "بعثات التبشير الهندوسية تمضي قدما في الوقت الذي يعاد فيه احياء الايمان التقليدي (الوثني) ببناء معابد وترسيخ الرباط المقدس وحتى بقرع الاجراس."

وحينما تصطدم الهويتان في هذه الولاية المنعزلة الواقعة على الحدود مع الصين وبوتان وميانمار يجد ميندو نفسه محاطا بعوالم متباينة من الوثنية والهندوسية. وميندو لا يرأس فحسب رابطة من العرافين في ايتاناجار عاصمة الولاية بل هو ايضا عضو بحزب فيشوا هيندو باريشاد القومي الهندوسي.

ولكن بالنسبة لميندو فهو لا يرى اي تعارض بين المنصبين اللذين يتولاهما. فهو يعتقد ان الهندوسية والدونيي بولو متساويتان في معتقداتهما وطقوسهما الاساسية. ويعكس منزل ميندو ثنائية المعتقد الديني. فهو لا يعبد فقط يابوم وهو اله الجبال في دوني بولو ولكنه يعبد ايضا شيفا اله الدمار عند الهندوس. ويرفض ميندو التفريق بينهما في العبادة.

وقال ميندو "يطلب مني الناس عدم الانضمام الى الهندوسية. ورغم ذلك لا يعرفون شيئا عنها."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى