> واصل القضاة الروس امس الثلاثاء قراءة حكم يبدو حتميا أنه سيكون بالإدانة على ميخائيل خودوركوفسكي الرئيس السابق لشركة يوكوس الروسية العملاقة للنفط ثم رفعوا الجلسة إلى اليوم منهين اليوم الثاني من جلسات قراءة الحكم في قضية احتيال وتهرب ضريبي يعتقد على نطاق واسع إن لها دوافع سياسية.

واستأنف القضاة يوم امس قراءة النتائج التي توصلوا إليها لكن الجلسة رفعت حتى اليوم الأربعاء دون صدور حكم رسمي أو تحديد العقوبة على الرئيس السابق لعملاق النفط الروسي.

لكن يبدو أن إعلان القضاة رسميا إدانتهم لرجل وصفوه بانه يرأس "جماعة من جماعات الجريمة المنظمة" مجرد مسألة وقت بعد قضية فتح ملفها منذ 22 شهرا وافزعت المستثمرين الأجانب واضرت بعلاقات روسيا مع واشنطن.

وقال جينريخ بادفا محامي خودوركوفسكي للصحفيين اثناء استراحة في جلسات النطق بالحكم التي بدأت أمس الاول الاثنين "المحكمة قررت إدانته في كل الاتهامات المنسوبة إليه."

وكان القضاة قد أدانوا الملياردير البالغ من العمر 41 عاما الذي يحاكم مع مساعده بلاتون ليبيديف بالتهرب الضريبي واتهامات أخرى.

وتقول هيئة الدفاع إن نتائج هذه المحاكمة المسيسة بدرجة كبيرة معروفة مسبقا وهي الإدانة في بعض الاتهامات المنسوبة إليه أو كلها.

ويواجه خودوركوفسكي وليبيديف سبعة اتهامات بالسرقة والاحتيال والاختلاس والتهرب الضريبي ترجع جذورها إلى صفقات مزعومة في عهد برنامج خصخصة غامض بدأ في منتصف التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويدفع خودوركوفسكي ببراءته.

ويطالب الادعاء بالعقوبة القصوي وهي السجن عشر سنوات للرجلين.

ولا يتعاطف مع خودوركوفسكي الكثيرون من الروس العاديين الذين أفزعهم الغنى الفاحش الذي حققته القلة المستفيدة من عمليات بيع الشركات المملوكة للدولة.

لكن الاسلوب الذي انتهجته المحكمة والذي كان متوقعا على نطاق واسع من المؤكد ان يثير مجددا مزاعم المدافعين عنه بأنه سقط ضحية "محاكمة استعراضية" على الطريقة الشيوعية ويثير انتقادات بأن القضاء الروسي يتحرك بإشارة من الكرملين.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن يوري شميت وهو محامي آخر من هيئة الدفاع قوله بعد رفع الجلسة "الحكم لم يصدر بعد لكننا مع ذلك نعتبره غير قانوني." وقال إن القضية قد تستمر لعدة أيام أخرى.

ويعتقد على نطاق واسع أن الكرملين احكم القضية ضد خودوركوفسكي للقضاء على الخطر السياسي الذي يمثله. واثرت القضية بالسلب فعلا على موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية.

واحتشد يوم امس نحو 200 من المتظاهرين ضد خودوركوفسكي بعضهم يحمل لافتات كتب عليها "خودوركوفسكي.. أعد أموالنا" و"بوتين.. احمنا من خودوركوفسكي."

واصطفت أكثر من 12 حافلة وشاحنة محملة بالجنود بالقرب من المحكمة.

وقبيل رفع الجلسة حاول نحو 30 من أنصار خودوركوفسكي اختراق الطوق الأمني للاقتراب من المحكمة لكن تم ابعادهم. وكانوا يحملون صوره ولافتات تقول "خودوركوفسكي هو فخر قطاع الأعمال الروسي".

وقالت وكالات أنباء روسية إن نحو عشرة من المتظاهرين اعتقلوا لفترة وجيزة.

وشكت الولايات المتحدة التي تحث روسيا على تشجيع الديمقراطية ومناخ الاستثمار وزيادة الالتزام بحكم القانون من أن جلسة أمس الاثنين عززت مخاوفها بشأن القضية.

وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "سير قضية خودوركوفسكي-يوكوس قوض سمعة روسيا وبدد الثقة في المؤسسات القضائية الروسية."

وأضاف "نحن نعتقد ان من مصلحة الحكومة الروسية أن تعمل على طمأنة العالم إلى أن الضعف الذي أظهرته هذه القضية سيعالج في الوقت المناسب وبشكل مباشر."