الطيار الذي ألقى القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية لا يشعر بأي أسف أو ندم
قائد قاذفة القنابل الاميركية B-29 التي ألقت القنبلة الذرية على مدينة هورشيما يتوسط ملاحيها في صورة التقطت في قاعدتها بجزر مارينا في اغسطس عام 1945
> واشنطن «الأيام» د.ب.أ/أ.ف.ب :
> لا يشعر بول تيبتس وهو الطيار الذي ألقى أول قنبلة ذرية في العالم على مدينة هيروشيما اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية بأي أسف أو ندم على المهمة التي نفذها قبل ستين عاما.
وكان تيبتس (90 عاما) قائد الطائرة القاذفة المعدلة من طراز بي- 29 التي ألقت القنبلة على المدينة اليابانية في 6 أغسطس عام 1945 إيذانا بحلول العصر النووي. وكان تيبتس قد صرح أنه لم يتردد على الاطلاق في إلقاء القنبلة.
وقال تيبتس في مقابلة مع صحيفة جارديان البريطانية عام 2002 "كلا لم تكن لدي أي مشكلة في هذا الشأن فقد كنت أعرف أننا فعلنا الصواب". وأضاف أن الفكرة التي جالت في ذهنه عندما تلقى التكليف بالمهمة هي "أننا سنقتل الكثيرين ولكننا سننقذ أرواحا كثيرة حيث لن نضطر إلى غزو اليابان".
وظل تيبتس ثابتا على موقفه الذي أعرب عنه في كثير من المقابلات والتصريحات أن إلقاء القنبلة على هيروشيما الذي أسفر عن مقتل ما يقدر بثمانين ألف شخص كان عملا صائبا.
ويشير الطيار السابق دائما إلى أن اليابان استسلمت بعد أيام من إلقاء القنبلة وأن الحرب انتهت دون الحاجة إلى تنفيذ عملية غزو أمريكية مكلفة.
والتقى تيبتس في عام 1948 مع الرئيس الامريكي آنذاك هاري ترومان وقال له "السيد الرئيس أعتقد أنني نفذت ما أمرت به".
وولد بول ورفيلد تيبتس في 23 فبراير عام 1915 في مدينة كوينسي بولاية إلينوي الامريكية وأطلق على طائرته القاذفة من طراز بي-29 اسم والدته إينولا جاي تقديرا منه لمساندتها له في دخول مدرسة الطيران بسلاح الجو الامريكي بالرغم من اعتراض والده.
وقام تيبتس خلال الحرب العالمية الثانية بعدة طلعات جوية فوق أوروبا قبل أن يعود في مارس عام 1943 إلى الولايات المتحدة لاختبار طائرة قاذفة جديدة من طراز بي-29 وكانت تعرف باسم القلعة الخارقة. وفي سبتمبر عام 1944 أطلع تيبتس على مشروع منهاتن وهو اسم البرنامج السري الامريكي لتصنيع القنبلة الذرية.
وكانت مهمة تيبتس تقتصر على تنظيم وتدريب فريق من الطيارين لالقاء القنبلة دون أن يعرف مدى قوتها. ولكنه قال لاحقا إنه كان يعرف أنها قنبلة شديدة الانفجار.
وفي 5 أغسطس عام 1945 أعطى ترومان أوامره بإلقاء القنبلة للمرة الاولى. وأقلعت الطائرة إينولا جاي من على متن جزيرة تينيان وهي جزيرة صغيرة في أرخبيل ماريناس.
وقال تيبتس وهو يصف اللحظات التي أعقبت إلقاء القنبلة في الساعة 15:8 صباحا "أضيئت كابينة الطائرة بضوء مبهر وعدنا مرة أخرى للنظر إلى هيروشيما وكانت المدينة مغطاة بسحابة مروعة تتصاعد إلى أعلى مثل نبات عيش الغراب".
واهتزت الطائرة بي-29 التي كانت قد ابتعدت بمسافة 16 كيلومترا بفعل الموجة الارتدادية الناجمة عن الانفجار.
وبعد ثلاثة أيام ألقت الولايات المتحدة قنبلة ثانية على مدينة نجازاكي.
وحصل تيبتس على العديد من الاوسمة العسكرية وسجل اسمه في قاعة مشاهير الطيران الامريكيين وترقي في عام 1959 إلى رتبة بريجادير جنرال وتقاعد من العمل بسلاح الطيران الامريكي في عام 1966.
وانتقل تيبتس للعمل بقطاع الطيران المدني في شركة لير في جنيف وتركها في عام 1970 للعمل بشركة إكسكيتيف جيت أفييشن وهي شركة تأجير طائرات في مدينة كولومبس بولاية أوهايو الامريكية التي ما زال يعيش فيها حتى الآن. وتولى تيبتس رئاسة الشركة في عام 1982.
وتعرض الطائرة إينولا جاي في مركز ستيفان أودفار هيزي بالمتحف الوطني للطيران والفضاء خارج واشنطن.
وفيما يستعد الناجون الذين باتوا طاعنين في السن، ومعهم رجال السياسة، لاطلاق اعلان جديد من اجل السلام خلال احتفالات الذكرى، ما زالت الاسلحة النووية تهدد الامن الدولي كما تظهر بوضوح الازمات النووية القائمة في كوريا الشمالية وايران.
اما اكثر ما يقلق المجتمع الدولي، فهو فرضية تعرض العالم لاعتداء ارهابي نووي، وهو امر اشارت اليه مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن النظرية القائلة بان اسلحة نووية قد تقع بين ايدي ارهابيين.
و قالت السفيرة كونيكو انغوشي التي ظلت حتى العام الماضي ممثلة لبلادها اليابان في مسائل حظر انتشار الاسلحة النووية ان "طبيعة التهديد النووي تغيرت والنظم التي بحوزة المجتمع الدولي لمواجهة هذا التهديد لم تتكيف مع الطبيعة الجديدة للتهديد".. وقالت انغوشي ان "التهديد الذي يواجهه اليوم العالم لا يمكن التكهن به. انه نوع جديد من الحرب تماما مثل مكافحة الارهاب، فهو يشمل نوعا جديدا من الخطر على أمننا. ويبقى السؤال الاساسي هو معرفة من يجب ان نفاوض ومن يجب ان نكافح".
قائد قاذفة القنابل الاميركية B-29 التي ألقت القنبلة الذرية على مدينة هورشيما يتوسط ملاحيها في صورة التقطت في قاعدتها بجزر مارينا في اغسطس عام 1945
وكان تيبتس (90 عاما) قائد الطائرة القاذفة المعدلة من طراز بي- 29 التي ألقت القنبلة على المدينة اليابانية في 6 أغسطس عام 1945 إيذانا بحلول العصر النووي. وكان تيبتس قد صرح أنه لم يتردد على الاطلاق في إلقاء القنبلة.
وقال تيبتس في مقابلة مع صحيفة جارديان البريطانية عام 2002 "كلا لم تكن لدي أي مشكلة في هذا الشأن فقد كنت أعرف أننا فعلنا الصواب". وأضاف أن الفكرة التي جالت في ذهنه عندما تلقى التكليف بالمهمة هي "أننا سنقتل الكثيرين ولكننا سننقذ أرواحا كثيرة حيث لن نضطر إلى غزو اليابان".
وظل تيبتس ثابتا على موقفه الذي أعرب عنه في كثير من المقابلات والتصريحات أن إلقاء القنبلة على هيروشيما الذي أسفر عن مقتل ما يقدر بثمانين ألف شخص كان عملا صائبا.
ويشير الطيار السابق دائما إلى أن اليابان استسلمت بعد أيام من إلقاء القنبلة وأن الحرب انتهت دون الحاجة إلى تنفيذ عملية غزو أمريكية مكلفة.
والتقى تيبتس في عام 1948 مع الرئيس الامريكي آنذاك هاري ترومان وقال له "السيد الرئيس أعتقد أنني نفذت ما أمرت به".
وولد بول ورفيلد تيبتس في 23 فبراير عام 1915 في مدينة كوينسي بولاية إلينوي الامريكية وأطلق على طائرته القاذفة من طراز بي-29 اسم والدته إينولا جاي تقديرا منه لمساندتها له في دخول مدرسة الطيران بسلاح الجو الامريكي بالرغم من اعتراض والده.
وقام تيبتس خلال الحرب العالمية الثانية بعدة طلعات جوية فوق أوروبا قبل أن يعود في مارس عام 1943 إلى الولايات المتحدة لاختبار طائرة قاذفة جديدة من طراز بي-29 وكانت تعرف باسم القلعة الخارقة. وفي سبتمبر عام 1944 أطلع تيبتس على مشروع منهاتن وهو اسم البرنامج السري الامريكي لتصنيع القنبلة الذرية.
وكانت مهمة تيبتس تقتصر على تنظيم وتدريب فريق من الطيارين لالقاء القنبلة دون أن يعرف مدى قوتها. ولكنه قال لاحقا إنه كان يعرف أنها قنبلة شديدة الانفجار.
وفي 5 أغسطس عام 1945 أعطى ترومان أوامره بإلقاء القنبلة للمرة الاولى. وأقلعت الطائرة إينولا جاي من على متن جزيرة تينيان وهي جزيرة صغيرة في أرخبيل ماريناس.
وقال تيبتس وهو يصف اللحظات التي أعقبت إلقاء القنبلة في الساعة 15:8 صباحا "أضيئت كابينة الطائرة بضوء مبهر وعدنا مرة أخرى للنظر إلى هيروشيما وكانت المدينة مغطاة بسحابة مروعة تتصاعد إلى أعلى مثل نبات عيش الغراب".
واهتزت الطائرة بي-29 التي كانت قد ابتعدت بمسافة 16 كيلومترا بفعل الموجة الارتدادية الناجمة عن الانفجار.
وبعد ثلاثة أيام ألقت الولايات المتحدة قنبلة ثانية على مدينة نجازاكي.
وحصل تيبتس على العديد من الاوسمة العسكرية وسجل اسمه في قاعة مشاهير الطيران الامريكيين وترقي في عام 1959 إلى رتبة بريجادير جنرال وتقاعد من العمل بسلاح الطيران الامريكي في عام 1966.
وانتقل تيبتس للعمل بقطاع الطيران المدني في شركة لير في جنيف وتركها في عام 1970 للعمل بشركة إكسكيتيف جيت أفييشن وهي شركة تأجير طائرات في مدينة كولومبس بولاية أوهايو الامريكية التي ما زال يعيش فيها حتى الآن. وتولى تيبتس رئاسة الشركة في عام 1982.
وتعرض الطائرة إينولا جاي في مركز ستيفان أودفار هيزي بالمتحف الوطني للطيران والفضاء خارج واشنطن.
وفيما يستعد الناجون الذين باتوا طاعنين في السن، ومعهم رجال السياسة، لاطلاق اعلان جديد من اجل السلام خلال احتفالات الذكرى، ما زالت الاسلحة النووية تهدد الامن الدولي كما تظهر بوضوح الازمات النووية القائمة في كوريا الشمالية وايران.
اما اكثر ما يقلق المجتمع الدولي، فهو فرضية تعرض العالم لاعتداء ارهابي نووي، وهو امر اشارت اليه مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن النظرية القائلة بان اسلحة نووية قد تقع بين ايدي ارهابيين.
و قالت السفيرة كونيكو انغوشي التي ظلت حتى العام الماضي ممثلة لبلادها اليابان في مسائل حظر انتشار الاسلحة النووية ان "طبيعة التهديد النووي تغيرت والنظم التي بحوزة المجتمع الدولي لمواجهة هذا التهديد لم تتكيف مع الطبيعة الجديدة للتهديد".. وقالت انغوشي ان "التهديد الذي يواجهه اليوم العالم لا يمكن التكهن به. انه نوع جديد من الحرب تماما مثل مكافحة الارهاب، فهو يشمل نوعا جديدا من الخطر على أمننا. ويبقى السؤال الاساسي هو معرفة من يجب ان نفاوض ومن يجب ان نكافح".