الشاعر عبدللاه الضباعي لـ «الأيام»:أبحث في النقد عن رؤية فكرية بعيدة عن النقد التأويلي

> «الأيام» مختار مقطري:

> عبداللاه الضباعي.. صوت شعري جميل مسافر من يافع، لم يحدد محطات معينة للتوقف فيها.. اختار اللهجة العامية لينسج بها أجواء قصائده ذات المضامين المتنوعة العاطفية والوطنية والناقدة للواقع.. مضيفا إليها القصة الشعرية.. صدر له حتى الآن مجموعتان شعريتان هما (يا خير أمة) و( كلم جدار) ومع ذلك يرى أن تجربته الشعرية مازالت في مستهل البناء.. عن الشعر والعلاقة بين الشاعر والمتلقي وعن تراث يافع الفني والشعري، كان لنا معه هذا الحوار.

> صدر لك حتى الآن ديوانان.. هل صدور ديوان للشاعر يعني وصوله للمتلقي؟

- بالرغم من أن الديوانين اللذين صدرا لي كانا بدعم وتشجيع والدافع الرئيسي لي لإصدرهما هو المتلقي بكافة شرائحه وبالذات المثقف المهتم، لكن أكذب عليك وعلى نفسي لو قلت لك أنني وصلت إلى عموم المتلقي، الوصول إليه ليس بعدد الاصدارات لكنه بمضمون وجوهر ما يقدم للمتلقي ولو كان قليلا، ولكنه يعبر عن ما في نفسه من معاناة وهموم وكذا يعبر عن آماله وطموحاته وتطلعاته وما يلامس مشاعره واحساسه في مختلف الجوانب وهناك صعوبة بالغة أهمها قنوات التواصل للوصول للمتلقي.

طموحاتي للوصول إلى المتلقي كبيرة أكبر مما تتصور وليس الغرض من ذلك البحث عن الشهرة، ولم تكن هدفي، ولو كان كذلك لسلكت اقصرالطرق وايسرها لتحقيق الشهرة والوصول إلى الكثير من المصالح والمنافع الشخصية.

اخترت الطريق الصعب بكل ما تحمله الكلمة من معنى أنا صاحب قضية وهدف وأطمح لحب المتلقي فأنا لسان حاله.

> لهجة يافع غنية بمفرداتها، ولكن الملاحظ أنك لم توظف الكثير منها في ديوانيك.. لماذا؟

- اللهجة اليافعية ومفرداتها لا تخلو منها قصائدي ولدي الكثير من القصائد باللهجة اليافعية لم تنشر بعد (اللهجة اليافعية غنية بالمفردات الحميرية) وفي ديوان (يا خير أمة) تلاحظ أن المفردات اليافعية لا تخلو منه وتجنبت الكثير منها عند النشر والتقليل منها توفيرا للوقت والجهد الذي يتلطب بذله في وضع الهوامش والحواشي لها، وحتى لا يصاب المتلقي أو القارئ بالملل اثناء القراءة من كثر الحواشي.

> ما مدى علاقتك كشاعر بموروث يافع الشعري والفني؟

- موروث يافع الثقافي والحضاري كبير وغني ومتعدد ومتنوع وممتد ومتعاقب منذ مئات السنين ويعتبر من أهم مصادري، والشاعر تختلف مصادره بتعدد وتنوع ثقافته وحسب قدراته العلمية والثقافية وحسب اطلاعه الدائم والمستمر واهتماماته المعرفية وتعدد وتنوع البيئات التي عاشها وعايشها الشاعر ومدى تأثره وتأثيره بالمحيط والواقع والظروف والمرحلة نفسها.

> لا تعتمد كثيرا في قصائدك على اوزان الخليل فكيف تزن شعرك لتضمن توفر عنصر الموسيقى الخارجية في فيها؟

- السؤال فني والإجابة عليه تطول، الديوانان اللذان صدرا لي لم يكونا بالفصحى لذا لم أعتمد فيهما على قواعد الخليل بن أحمد الفراهيدي العروضية المعقدة بحكم كثرة تفاعيلها، فما احتواه الاصداران هو حسب قولك الشعر العامي أو الحميني أو الشعبي حسب وصفه في العديد من الكتب، ومنها الميزان لـ (محمد عبدالقادر بامطرف) فالشعر الحميني له أوزانه ويعتمد كذلك على القافية. لا تهم التسمية.. حميني، شعبي او عامي، الأهم في الموضوع والهدف الاساسي هو كيف نوجد لهجة عامية موحدة في اليمن فاليمن لهجاتها كثيرة ومتعددة وهناك العديد من المفردات التي تكون غير مفهومة، المهم ان نحاول الوصول لعموم المتلقي من خلال استخدام المفردات المفهومة لعموم اليمن وكذا المتلقي العربي.

> الزامل في يافع وفي غيرها من المناطق اليمنية.. هل يمكن تصنيفه لونا من ألوان الشعر الشعبي؟

- القصيدة شيء والزامل شيء آخر الزامل: هو وليد اللحظة ويقوله الشاعر ارتجالا ومباشرة ويعبر عن المناسبة والحدث الذي يقال فيه مثل الزواج أوالصلح بين طرف وآخر وفي مناسبات متعددة.. الخ، والزامل يقوله أشخاص لا يقولون القصيدة ويسمى (مترجز) والزامل ايضا يقوله الشاعر أي من يكتب قصيدة ويتكون من بيتين وهو عبارة عن مساجلة فورية (بدع وجواب) بين شاعر وآخر.

> في يافع عدد غير قليل من الشعراء واحتفاء كبير بميلاد كل شاعر.. لماذا؟

- سؤال مهم جدا اجيب عليه باختصار فالسؤال بحد ذاته يحتاج إلى حوار طويل، فليس غريبا حيث كانت الشعوب في الماضي تحتفل بظهور الشاعر أو الخطيب كظهور الفارس وقد قالت اليزابيت الأولى في القرن (16) إن شكسبير أعظم من التاج البريطاني فقد صدر العالم إليه بطاقة الكلمة وقالت هناك ألف من الساسة لكن هناك شكسبير واحد. وامتد هذا الى الاعتبار الشعبي، ففي الحرب العالمية الثانية ارتفعت اللافتات في بريطانيا وهي تحمل تحريضا: دافعوا عن وطن (شكسبير).. كذلك اللافئات السوفيتية للمواطنين: دافعوا عن وطن (بوشكين).

> ما الذي تبحث عنه في النقد؟

- ما أبحث عنه في النقد الرؤية الفكرية البعيدة عن النقد التأويلي للعمل الفني فالنقد فلسفة شاملة وليست جزئية، مطلوب رؤية فكرية شاملة تحلل الجزئيات الصغيرة في إطارها.. إذا وضعنا رؤية الأديب في إطار نقدي استطعنا رفع وعي الجماهير بالدور الحضاري للأدب وبالذات دوره في نشر القيم.. النقد جزء من الصراع الفكري في المجتمع، لا نريد النقد الذي يقوم بدور الدعاية والمدح، المطلوب رؤية حضارية وليس مجرد رؤية اجتماعية، فالحضارة الإنسانية قامت على أساس العلم والأدب.

> متى تكتب القصيدة؟

- حسب الظروف والحدث والواقع مليء بالأحداث والمفاجأت.

> في كثير من قصائدك نقد صريح للواقع اليمني والعربي على المستويين الاجتماعي والسياسي.. ما تفسير ذلك؟

-ان وضعنا اليمني والعربي واقع أليم ومليء بالأحداث والمفاجآت الحلوة والمرة، ولكن مع الأسف المرة هي الغالبة والواقع والظروف نفسها والمعاناة هي التي تخلق الشاعر.

> كثير من قصائدك العاطفية يصلح للغناء.. ما مدى طموحك للإسهام في تطوير وازدهار الغناء اليافعي؟

- الطموحات كبيرة وأتمنى ذلك ولكن الواقع لا يساعد والجهات ذات العلاقة غير مهتمة والأغنية لا تخلو أشعاري منها وقد غني لي الفنان هاشم هرهره، رحمه الله، في الثمانينات بعدها لم أهتم بنشرها ولا أريد استجداء الجهات ذات العلاقة، انا اعتبر قصائدي جواهر أقولها وأعمالا راقية فلا أرغب في عرضها في سوق اعتادت على الهابط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى