المستشار العلمي لهيئة المساحة الجيولوجية لـ «الايام» :لا توجد أي مظاهر توحي باحتمال حدوث نشاط بركاني في حقل صنعاء - عمران

> «الايام» صلاح القعشمي:

>
جانب من الانهيار الصخري في قرية الضفير محافظة صنعاء
جانب من الانهيار الصخري في قرية الضفير محافظة صنعاء
تناولت وسائل الإعلام المحلية المختلفة في الآونة الأخيرة عددا من الظواهر الطبيعية الملفتة للنظر التي أقلقت عامة الناس، وخصوصاً ما حدث مؤخرا في محافظة عمران، وصنعاء...إلخ، وتناقلتها الأخبار، وما أشارت إليه من توقعات احتمال حدوث نشاط بركاني وغيره.

ومن أجل معرفة حقيقة ما يجري كان لا بد من نقل الحقيقة ومخاطرها وآثارها وما يترتب عن تلكم الظواهر، من أصحاب الشأن والدراية ببواطنها المختلفة حرصاً من «الأيام» على نقل الحقائق وطرح المعلومة العلمية الدقيقة للقارئ الكريم، حيث كان ضيفنا العزيز الدكتور محمد علي متاش المستشار العلمي لهيئة المساحة الجيولوجية.. الذي اجرينا معه الحوار التالي:

المخاطر الناجمة عن الفعل الانساني قد تكون بنفس حجم المخاطر الطبيعية

< ما علاقة ما حدث في محافظة عمران بالظواهر الطبيعية؟

- في البداية أود أن اتوجه بالشكر الجزيل لكم شخصياً ولصحيفة «الأيام» الغراء لاهتمامكم الكبير والمتواصل بمثل هذه الامور باعتباركم منبراً نستطيع من خلاله توصيل الحقيقة إلى الناس في عموم الوطن اليمني. وفيما يتعلق بسؤالكم الخاص ببعض الظواهر الطبيعية في محافظة عمران فإني الخص ردي على النحو التالي: ان ما حدث في منطقة الخارد هو أن هذه المنطقة تحتوي على بعض الينابيع الحارة والتي تبلغ درجة حرارتها 20 درجة مئوية، أعلى من الجو المحيط، وفي الصباح الباكر وبحكم الفرق في درجة الحرارة تتصاعد الأبخرة بشكل ملفت للنظر مما دفع ببعض المواطنين إلى القلق واندهاشهم واستغرابهم لما يحدث، كما ساهمت بعض الصحف المحلية في تأجيج تلكم الظاهرة دون أن يعودوا إلى الجهة ذات العلاقة ممثلة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية.

< ولكن ماذا عن الجبل البركاني في منطقة الازرقين شمال صنعاء؟

- من خلال مشاهدتي أثناء نزولنا في مرات سابقة إلى مواقع مختلفة مشابهة والتي اثيرت حولها ضجة اعلامية في كل من محافظة عدن، أبين وتعز وغيرها، وجدت أن التأثير الإنساني كان وراء تلك الهموم، بمعنى أن الفعل الانساني كان السبب الرئيسي والمباشر لحدوث مثل هذه الظواهر، واعود للإجابة على سؤالكم وأقول إنه وبناءً على تكليف الأخ رئيس الهيئة قمت بالنزول إلى منطقة الازرقين بمعية الأخ المهندس عبدالسلام الدخين، وقمنا بمعاينة المخروط البركاني- الكالديرا- موقع الظاهرة معاينة كاملة وخرجنا بالاستنتاج التالي: لا توجد أي مظاهر توحي باحتمال حدوث نشاط بركاني، ومن ذلك عدم تصاعد أي غازات التي من أهمها ثاني أكسيد الكبريت وغيرها.

إن ما دفع المواطنين للتدافع إلى هناك هو تصاعد أبخرة خفية يتم مشاهدتها اثناء ساعات النهار المبكرة لا سيما وأن الرعاة يقومون بعملية الحفر إلى أعماق قد تصل إلى متر واحد داخل الراسب الحديث في السطح الجنوبي للجبل البركاني، حيث لفت انتباههم ازدياد ملحوظ في درجة الحرارة بلغ 5 درجات أعلى من المعدل.. لكن السبب الاساسي في ذلك ليس طبيعياً بل إنه ناتج عن تراكم المخلفات الصلبة في شرق وجنوب حافة المخروط وحرقها ودفنها خلال فترة زمنية طويلة مما ادى إلى انتقال حراري عبر صخور البازلت وبدوره ادى إلى ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة في الجهة الجنوبية من ذلك المخروط الملاصق للمخلفات المحروقة، أما باقي اجزاء الجبل فهي طبيعية.. ومن خلال الاعمار الجيولوجية التي حددناها في هذه المنطقة فإن هذا المخروط البركاني- الكالديرا - موقع الظاهرة هو الاقدم عمراً وتكويناً، وبالتالي فإنه الأكثر خمولاً مقارنة ببقية الفوهات البركانية في هذا الحقل، وإذا ما حدث إي نشاط بركاني هناك لا سمح الله فإن هذا المخروط يعتبر آخر موقع لحدوث أي نشاط.

< هل بالإمكان اعطاء القارئ فكرة عن هذا الحقل وتاريخه؟

- هذا الحقل عبارة عن حمم بازلتية مخاريط قباب بركانية (وتف قاعدي)، أي: رواسب بركانية قاعدية دقيقة الحبيبات واسعة الانتشار، حيث تغطي مساحة تقدر بنحو 6.1271كم2، يعود عمر بعضها إلى العصر الرباعي المبكر وبعضها الآخر إلى العصر الرباعي المتأخر، ويقع هذا الحقل (حقل صنعاء وعمران البركاني) إلى الشمال من صنعاء ويبعد عنها بحوالي 20كم في حافته الجنوبية أي في منطقة الازرقين، وقد تم وصف هذا الحقل من قبل مجموعة من الباحثين ومنهم Geukens

(Habesh,1976)1966

Mettash 1999- Grolier et

al,1977

وأخرى من عملية الانقاذ لضحايا الانهيار الصخري بضفير
وأخرى من عملية الانقاذ لضحايا الانهيار الصخري بضفير
حيث قدم الأخير دراسة تفصيلية حول التركيب المعدني لهذه الصخور بناءً على الدراسات العمرية Radio Metric agedata فإن العمر المقدر لهذه الصخور يتراوح ما بين 3,7 مليون عام وحتى 1,8 مليون عام إلا أنه يعتقد بأن الحمم البازلتية السوداء ذات نشأة حديثة قدر زمنها بنحو 7700 عام كما جاء في رأي Rathgens 1934 .

< عموماً هل قمتم بإجراء تحاليل علمية لبعض العينات الصخرية من الحقل؟

- نعم تم تحليل العديد من العينات الصخرية من قبل مجموعة من الباحثين ووجد بأنها مكونة من البازلت الاولفيني القلوي، وهذا النوع من الصخور له تركيبة مصمتة متماسكة احياناً، لكن في حالات عديدة يكون التركيب فقاعياً ومسامياً تتوضّع هذه الصخور فوق الحجر الرملي لمجموعة الطويلة أو الحجر الجيري لمجموعة عمران.

إلا أن التركيبة المعدنية لمكونات هذه الصخور قد تم دراستها وتحليلها من قبلي في العام 1992 حيث وجدت أنها تتكون من المعادن الأساسية: البلاجيوكلييز، الاوليفين، الكلانيوبايروكسين بالإضافة إلى المعادن الإضافية الممثلة بكل من الماجناتايت والالمنيت ، إلا أن البازلت الفقاعي يحتوي على نسب أعلى من معدن الاولفين بحيث تصل من 10-15% وتتميز إيضاً بنسيج زجاجي محدود، وحمم صغيرة وبأنواع الحمم المتمثلة بما يعرف بنوع -aa -وإيضاً الحمم الجبلية -Pahoe hoe - وهذه الانواع لها نفس التركيب الكيميائي إلا أن معدن الاباتايت يوجد مضافاً فيها.

< وهل من نصيحة تود أن توجهها عبر «الأيام»؟

- عند حدوث أي ظواهر طبيعية غير معهودة فيجب على الجميع بما في ذلك الصحف والجرائد المحلية الاسترشاد برأي المختصين في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، واستشارة المختصين في هيئة المساحة الجيولوجية قبل وأثناء القيام بأعمال انشائية وعمرانية بما في ذلك الطرقات، الانفاق، السدود، المباني وغيرها كما يجب عدم السماح بإنشاء المحاجر والمقالع دون الاستشارة المسبقة، ذلك لأن المخاطر الناجمة عن الفعل الانساني قد تكون لها في بعض الاحيان نفس احجام المخاطر الطبيعية، ولعل ما حدث في منطقة الشريجة قبل فترة وفي محافظة إب قبل بضعة أشهر لخير دليل على ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى