كرة المضرب بين تكنيكها وفوائدها القيمة والمتعددة

> صالح عميران:

> هذه اللعبة الفردية الرائعة والأنيقة في كل شيء أصبحت في معظم دول العالم المحبة لشعوبها من الألعاب الميسرة، بل إنها ستصبح عما قريب لعبة شعبية، بعد أن أصبحت ملاعبها مفتوحة للجميع وأدواتها بأسعارها المتواضعة تغري الشباب والشيوخ من الجنسين،وقد لا يعلم بعض القراء الأفاضل الفوائد القيمة التي يستفيد منها الممارسون لها وهي تنمية المهارات الحركية كالجري والقفز والتوازن بينهما، والتحقيق المتقن والحافز الحقيقي للحركة أثناء اللعب،وكسب الثقة المطلقة بالنفس وتشجيع الميل الغريزي للتنافس .. إنها رياضة ممتعة لقضاء وقت فراغ منظم ومفيد ،وتنمية العلاقات الاجتماعية بين اللاعبين والمشاهدين، كما تساعد على تنمية الطول والقوة والسرعة وتبث الغبطةوالمرح في نفوس لاعبيها،وهذه المزايا وردت على ألسن خبراء عظماء في اللعبة، ولا يشعر بذلك إلا من له صلة عملية بها ،ولا فخر القول بأني أشعر بما قاله هؤلاء الخبراء، فبرغم كبرسني، وممارستي للعبة منذ بداية الستينيات، فلا زلت أعشقها بكل الحب الفطري..إنها من الالعاب القادمة من أوربا، فقد خلدت الامبراطورية البريطانية التي غابت عنها الشمس إلى الأبد أحد رجالها المؤسسين لهذه اللعبة، عندما أقام أول بطولة للعبة وهو:(السيد دوايت ديفيز) في عام 1877م وفي موطنها الأصلي بريطانيا وفي عام 1913م أسس أول اتحاد لهذه اللعبة، وكانت عدن بأبنائها الأماجد الذين أدخلوا اللعبة تاريخياً قبل عام 1900م، وذلك عندما أسست أندية(جيم كانه كلب)، و(نادي صيرة للتنس)، وكان تأسيس هذه الأندية قبل تأسيس أول اتحاد دولي للتنس، ثم أسس بعد ذلك نادي التنس العدني، الذي أخذ التهالكً يهدده كمرض السرطان، وكل ذلك بسبب الحكومات المتعددة المصالح،والتي نصبت الجهل نبراساً لها، وتركتنا معزولين عن أية سمة حضارية في عالم الرياضة اليوم.

ومن شدة شهرة هذه اللعبة وتألقها تنافست كثير من الدول على بناء منشآت لها، وخلق مدربين عظماء، أما اللاعبون فإن التكنيك الذي أصبح شغلهم الشاغل مقسم بين أحدث المضارب وأحدث صناعة معقدة للكرات، حتى أنها أصبحت علماً بقواعده وقانونه الذي يخضع دوماً للتعديلات والمراقبة المركزة جداً، فالتحكيم أصبح سمة راقية حيث لم يعد البشر وحدهم يعتمد عليهم، فقد ابتكر أحد العلماء الأوربيين(جهاز الإعادة للتصحيح)إذ يفاجأ الحكم بأن ما يقوم به من تحكيم لم يعد يعتمد على النظر فقط، ومع ذلك فقد تشاهد بالعين الواضحة كم عدد الحكام في الملعب داخل مساحة محدودة، وأن الكبة أبو جلدين (الكرة الصفراء) لم تعد كرة زمان، ومن تعقيدها وولوجها بين أوتار المضارب(المزرزرة) بمقاييس علمية داخل رأس المضرب، فإن التحكيم قد هدأ عندما اطمأن الجميع من لاعبين ومدربين وحكام وقياديين في الاتحادات، أن (جهازالإعادة للتصحيح) قد حظى بكل الثقة باعتباره الحكم الأخير والمقرر لتصحيح سقوط الكرة الصفراء،وإن وزن هذه الكرة وحجمها يمثل أرقى ما وصل إليه العلم الرياضي اليوم(53 جرام ونيف وقطرها بوصتان ونصف)، وفي بطنها السر الرهيب، إنه الهواء المضغوط، والذي يعتمد عليه في جعلها قانونية، فإذا أسقطت على أرضية صلبة من ارتفاع(100 بوصة) فيجب ألا يقل ارتدادها عن 53 بوصة،وبعملية حسابية معقدة فإن لكل جرام أن ترتفع إلى بوصة واحدة، وبهذه العملية يتضح مدى صلاحية الكرة للعب، علماً بأن مدة صلاحيتها ثلاثة شهور، فما بالك يا أخي القارئ أننا نلعب بكرة قد مضى عليها أكثر من ثلاث سنين، وهذه هي (التجارة الحرة في اليمن)، وأننا عند فتح علبة هذه الكرات نجدها قد تحولت إلى(برتقال)ناهيك عن سعرها المخجل.. والشكوى لغير الله مذلة.

وبمناسبة الحديث عن الكرات فلقد ساعدت المضارب الحديثة والتدريب الراقي على اكتشاف مدى سرعة الإرسال عند بعض اللاعبين، وأن المضرب الحديث قد حول الكرة إلى قذيفة مذهلة من شدة السرعة في الدوران، فقبل 30 عاماً وفي إحدى البطولات الأمريكية، أخطأ أحد اللاعبين في الإرسال، فتوجهت الكرة إلى صدر حكم الكرسي،علما بأنه لم تكن السرعة حينذاك بسرعة كرة اليوم فسقط الحكم مقتولا من على الكرسي الذي كان ارتفاعه بسيطاً، ثم عدل بعد ذلك كرسي الحكم (chair empire) إلى ارتفاع يجنب الحكم أية خطورة..وقد تمكن العرب من اقتحام التحكيم ببعض الحكام الدوليين ومنهم الحكم الدولي قادري التونى والذي حكم مباريات في آخر بطولة من البطولات الكبرى(رولان جارووس)..ولم يشارك العرب بعد آخر مشاركة لهم في الستينيات بالبطل إسماعيل الشافعي لكن ما يثلج الصدر أن دولة قطر الفتية قد بعثت بأبطال متدربين إلى إحدى المدارس الاسبانية لدراسة التنس،وهذا عمل جبار يخدم الرياضة العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى