> كابول «الأيام» سيد صلاح الدين :
كريستينا باربارا ماير
وقرأت المرأة الشقراء وهي ترتدي حجابا طويلا للرأس وزيا محليا احمر اللون من مذكرة مكتوبة بلغة الداري.
وقالت في شريط الفيديو الذي اذاعته محطة التلفزيون الخاصة (تولو) وهي تعرض بطاقة هويتها التي تحمل اسم كريستينا باربارا ماير "انني بخير..واطالب بلادي بتقدم المساعدة بصورة عاجلة والتعاون لإطلاق سراحي."
وقدمت المرأة التي كانت على مايبدو في قاعة صغيرة نفسها باللغة الانجليزية وقالت انها كانت موظفة لدى وكالة الاغاثة (أو آر ايه الدولية). وكان هناك رجل غير ظاهر في الشريط سألها عدة اسئلة بلغة انجليزية غير سليمة.
وظهر شاب يرتدي نظارة مغطيا وجهه على الشريط ليقول ان الخاطفين ليسوا من حركة طالبان مضيفا انهم ينتمون الى "شبكة خاصة".
وطالب باطلاق سراح رجال ينتمون الى هذه الجماعة تحتجزهم حكومة الرئيس حامد كرزاي. ولم يقدم اية ارقام او اسماء مضيفا ان التفاصيل ستنقل الى الحكومة من خلال قنوات خاصة,ولم تذكر محطة التلفزيون الموعد الذي سجل فيه الشريط.
ورفضت وزارة الخارجية الالمانية التعليق على الشريط وقالت فقط انها تقوم حاليا بتحليله. ولم يكن لدى الحكومة الافغانية ايضا تعليق فوري لكن وزارة الداخلية قالت في وقت سابق ان الشرطة تواصل البحث عن موظفة المعونة الالمانية.
وخطف الألمانية أول واقعة خطف لاحد الغربيين في كابول منذ أكثر من عامين. وكانت المرأة قد خطفت من مطعم في كابول اثناء تناول الغذاء مع زوجها أمس الأول.
وقالت وزارة الداخلية ان الخاطفين ليسوا من مسلحي طالبان الذين خطفوا في الأسابيع الاخيرة أكثر من 30 شخصا معظمهم أجانب في عدة مناطق من البلاد.
وقالت ان المسؤولين ربما أفراد عصابة اجرامية لكنها اضافت ان الدافع غير معروف.
وكان عدد من الغربيين خطفوا في الأعوام الأخيرة في كابول معظمهم على أيدي عصابات إجرامية لكن أطلق سراحهم دون أن تلحق أضرار بهم عادة بعد دفع فدية.
وارتفع معدل الجريمة في الاعوام الاخيرة في بعض مناطق افغانستان حيث تتوفر الاسلحة بغزارة. وعادة لا يؤدي خطف الافغان الى لفت انتباه وسائل الإعلام الغربية بصورة كبيرة.
ويأتي خطف ماير في الوقت الذي تناضل فيه الحكومة الافغنية لإطلاق سراح 19 رهينة كورية جنوبية وموظف معونة الماني خطفوا في مكانين مختلفين في جنوب غرب كابول على ايدي طالبان في الشهر الماضي.
وقتلت طالبان اثنين من المتطوعين المسيحيين الكوريين لكنها افرجت عن امرأتين من المجموعة في الاسبوع الماضي كبادرة حسن نوايا خلال محادثات مع دبلوماسيين كوريين.
وقتلت طالبان ايضا رجلا المانيا وتحتجز اربعة من مرافقيه الافغان.
من جانبها اعلنت وزارة الداخلية والشرطة الأفغانية أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت مساء أمس الأحد من تحرير امرأة ألمانية كانت قد خطفت مطلع الأسبوع الحالي.
وكان مسلحون خطفوا الألمانية كريستينا إم. /31 عاما/ التي تعمل في مجال الإغاثة يوم السبت الماضي من داخل مطعم بالعاصمة الأفغانية كابول.
وكانت محطة إخبارية أفغانية بثت أمس الأحد لقطات مصورة تظهر فيها عاملة الإغاثة الألمانية مع أحد خاطفيها الذي قال إنه سيطلق سراح "مدام كريستينا" مقابل الإفراج عن سجناء.
(شارك في التغطية لوي شاربانو في برلين) رويترز