وأجهض الحلم من( نزوى) !!

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيدة:

> لم تكن مدينة نزوى العمانية المكان الذي سيسجل السبق التاريخي للكرة اليمنية، وسيطلق العنان للفرحة الشعباوية الحضرمية التي كانت قريبة جداً بعد مشوار طيب قطعه الشعب الحضرمي في البطولة الآسيوية بين عمان العاصمة الأردنية والمنامة البحرانية وصولاً لنزوى العمانية، بعد الوقوف على أرض صنعاء الحضارة وأخذ قسط من الراحة في المكلا الفاتنة بلاعبيه المحليين والمحترفين وبقيادة حضرمية بدأها الكابتن الخبير عمر باشامي وأنهاها ابن النادي المخلص خالد بن بريك، وما بين البداية والنهاية كانت البصمة الحضرمية عن طريق سفيرها ونوارسها حاضرة، وإن كان بالإمكان أحسن مما كان .

خسارة البطاقة الآسيوية والدخول في سباق لأفضل ثمانية منتخبات آسيوية كان حلماً عايشناه إلى حد الثمالة، حتى تأكد لنا أنه سيصبح حقيقة وستزفه وكالات الأنباء من نزوى التي ابتسمت لصاحب الأرض، وعبست في وجه المضيف في صحن الملعب لا خارجه، والتي كانت فيه فاتحة ذراعيها للجميع .

نعم كان حلم التأهل قريبا، بل وقريباً جداً بعد أن وصل الشعب الحضرمي إلى النقطة السادسة، والذي زادته التطمينات من قبل الجميع بما فيها الإدارة والجهاز الفني الذين ذهبوا إلى نزوى للعودة بالإنجاز، غير أن بطاقة التأهل ذهبت إلى حيث يريد أصحابها الذين لعبوا على التأهل متيقنين أن الأرض هي من تكسب، وهو ما فرطنا به حينما طار حلم التأهل في المريسي بتعادلات أشبه بالخسارة، وهي التي رمت فريق الشعب الحضرمي إلى ذيل المجموعة بعد أن كان على بعد خطوة واحدة من خطف البطاقة الأولى والاحتفاظ بالصدارة .

العوامل التي جعلت الحلم يقف عند هذا الحد كثيرة منها ما هو يخص الكيان الشعباوي نفسه، ومايعتمل فيه من تباينات لم تجعل الشعب أكثر تماسكاً، بل السمة الأبرز في فتح أبواب ومنافذ ما كان أن تحدث والفريق يسير برتم جيد في المسابقة المحلية والآسيوية غير أن المصالح والتسابق المحموم على الكراسي الذاهبة إلى العواصم العربية هو الطاغي وإن تم تداركه في نهاية المشوار من خلال إسقاط الواجب ورد الجميل لأصحاب الجميل .

التطلع نحو المنافسة للأدوار التالية لبطولة آسيوية تأتي في المقام الثاني في أجندة الاتحاد الآسيوي له أيضاً شروط لوعملنا بها كنا سنصل إلى حيث نريد، أما ترك هذه الشروط جانباً والاتكاء على الحماس وأخذ نتيجة من هنا أو هناك لا أعتقد أنه سيوصلك إلى حيث تريد بل ستبقى مكانك، فيما سيذهب الآخرون لالتقاط الصور التذكارية أمام كبار الضيوف في منصة الإنجاز .

لانريد هنا جلد الذات في مشاركة بدأت بحلم وانتهت بحزن، وإنما ما نريده هو أن نترك موضوع الصدفة والحماس جانباً، ونرى كيف يعمل الآخرون وكيف يسخرون إمكاناتهم للوصول إلى الأمام، مع أن الفرق التي لعبنا أمامها كانت في السابق تختلف عنا، ولا تملك تاريخاً بأقدمية الممارسة غير أنها عرفت من أين تبدأ وكيف هي البداية التي من خلالها تضمن لك الوصول إلى حيث تريد بكل ثقة، وهو ما شهدناه في الفرق التي قابلناها ومنها النهضة العماني وإيست بنجال الهندي، الذي هو الآخر جرع كأس المرارة للإمبراطور الصنعاني (الأهلي) مع علم الجميع بكرة الهند المتواضعة جداً ليحل الأهلي أيضاً في المرتبة الأخيرة .

خلاصة الخلاصة أن التجربة الآسيوية وقبلها تجارب كثيرة أكدت أننا لازلنا نغرد خارج السرب، ولم نتعلم بعد ولا نريد أن نتعلم.

وبالتالي فإن من يظن أننا قادرون على تحقيق إنجاز أو الوصول للأدوار المتقدمة للبطولات الآسيوية أو العربية هي مجرد أحلام سرعان ما نفوق منها، وسرعان ماننسى تجربة المشاركة بإيجابياتها وسلبياتها، لنرجع من حيث كنا لضربة البداية، التي حتماً لن توصلنا إلى أكثر من هذا .. وكل عام وأحلامكم وأحلامنا بألف خير وسلامتكم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى