القذافي يجدد رفضه لمشروع الاتحاد من اجل المتوسط

> طرابلس «الأيام» عفاف قبلاوي :

> جدد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس الأربعاء رفضه القاطع لمشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي اقترحته فرنسا، واعلن عدم مشاركة بلاده في القمة التي تعقد في 13 تموز/يوليو في باريس لاطلاق هذا المشروع.

وقال القذافي في مؤتمر صحافي بمدينة طرابلس ان "المشروع حقل الغام" وهو "مشروع مخيف لانه سيحرك الجماعات الاسلامية ويكون سببا بان تعتبره احتواء صليبيا للبلاد الاسلامية وسيتهمون كل من يشارك فيه بالخيانة".

واعتبر القذافي ان مثل هذا المشروع سيعتبر "بانه سيجعل الدول العربية تابعة لاوروبا لانه لا توجد ندية في العلاقات (..) فما الندية بين 34 دولة وثماني دول (..) لا يوجد توازن".

وكرر القذافي القول "لا انصح شعبي بان يدخل في هذه الطبيخة هذا سيدخلنا في حقل الغام".

وتابع "انا لا يمكن ان اتجه ببلادي وان اجعل من العاصمة بروكسل عاصمتنا لان في ليبيا سيرمونني بالحجارة ان فعلت ذلك"، قبل ان يضيف ان المشروع يشكل برايه "احياء لخرائط مكروهة استعمارية".

وقال القذافي "هذا المشروع فاشل ويشوه من يشارك به من الاطراف العربية كما يعرض الدول الافريقية الى مساءلة قانونية من الاتحاد الافريقي الذي تنص بنوده على عدم التقسيم او الدمج في اي فضاء اخر".

واعتبر ان مشروع الاتحاد من اجل المتوسط "غير واضح ولي ذراع اما ان نقبل اسرائيل كشريك او لا نجلس معكم".

واكد القذافي "ان اوروبا هي المحتاجة الينا نحن لدينا النفط والهجرة غير الشرعية والارهاب كما تقول، اذن يجب ان تجلس معنا بدون شروط".

وردا على سؤال عما اذا كانت ليبيا ستشارك ولو على مستوى منخفض في القمة، اجاب القذافي "ليس هناك داع للمشاركة".

ولكن الزعيم الليبي اكد "ان رفضه للمشروع لن يؤثر على العلاقات الليبية الفرنسية او الاوروبية" التي وصفها" بانها متميزة".

وقال "يجب ان لا نجازف باي حال من الاحوال بتمزيق الوحدة العربية او الافريقية وعلى شركائنا (الاوروبيين) ان يفهموا هذا جيدا".

وقال "انا قبلت فكرة صديقي ساركوزي عندما كان المشروع تعاون وشراكة يجمع 6+6، اي الدول الافريقية والاوروبية الست المطلة على البحر المتوسط من الجانبين. ولكن المانيا رفضت ذلك وقالت نحن لن نسمح بتقسيم اوروبا. في المقابل نحن ايضا لن نقبل بتجزئتنا عربيا او افريقيا".

وراى القذافي ان دخول الدول المطلة على البحر المتوسط من الجانب الاسيوي "يخلق المشاكل" لوجود الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والمشاكل بين الاكراد والاتراك، معتبرا ان "هذه المنطقة شائكة ولا تتفاهم الا بالصواريخ والقتل وهي منطقة غير مؤهلة للجلوس معها".

واضاف "اذا ارادت اوروبا ان تتعاون فلتفعل ذلك مع الجامعة العربية او الاتحاد الافريقي ولكن لا نقبل ان تتعامل اوروبا مع جزء واحد" من هذه الدول.

وقال "لا يمكن ان نضحي بالجامعة العربية ووحدة افريقيا من اجل مشاريع استثنائية عابرة".

وتابع ان المشروع هناك من "فسره بانه مشروع استعماري مآله الفشل كما حدث لمسار برشلونة او لسياسة الجوار التي اعتمدها الاتحاد الاوروبي تجاه جيرانه على الضفة الجنوبية للمتوسط".

واعتبر القذافي ان "العاصمة التي تدير المشروع هي بروكسل وسيحول كل الدول العربية المشاركة الى دول تابعة الى اوروبا وانا لن اضع بلادي في مأزق مثل هذا".

وتساءل "هل من المعقول ان تعمل دول عربية اتحادا مع دول مثل اسكتلندا ودول البلطيق دون ان يجمعها معها اي رابط ثقافي اواجتماعي او انساني او حتى سياسي. انا حاولت مع العرب اربعين سنة ولم استطع".

وكانت فرنسا قبلت خلال القمة الاوروبية في آذار/مارس، ان يقتصر مشروعها بشأن اتحاد المتوسط على تفعيل مسار برشلونة المتعثر وان يطلق عليه "مسار برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط".

وكان المشروع الاصلي للرئيس الفرنسي يقصر العضوية في مشروع الاتحاد من الجانب الاوروبي على الدول المطلة على المتوسط.

واطلق الحوار الاوروبي المتوسطي (مسار برشلونة) في 1995 من قبل الاتحاد الاوروبي باتجاه دول الضفة الجنوبية للمتوسط. وهو يشمل اضافة الى الفلسطينيين تسع دول عربية كما يشمل تركيا واسرائيل.

وافاد مصدر رسمي مصري أمس الأول ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا السبت في باريس عشية القمة التي سيتم خلالها اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط.

واعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس الأول ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط "سيعقد اجتماعا تنسيقيا لوزراء الخارجية العرب المشاركين في الاتحاد في 12 الجاري بمقر السفارة المصرية في باريس وذلك في اطار تنسيق الموقف العربي والاتفاق على عناصره". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى