الفنانة المتألقة كامليا لـ «الأيام»:الفضل في تميز لون الغناء اللحجي يعود للقمندان.. (أهل الخير).. منعوني من لقاء الفنان أبوبكر سالم بلفقيه

> «الأيام» جهاد جميل محسن :

>
(كاميليا).. فنانة يمنية مبدعة أجادت العزف على إيقاع الأصالة ومراقصة المشاعر بلحن المحبة، رسمت حلمها في حدود حبها للفن الذي جاءت تحلق به من ربوع أودية ومروج وبساتين (لحج) الخضيرة، وصدح صوتها العذب يحاكي تغاريد الطيور وخرير الجداول، وينثر عبق زهور الفل والكادي وراوئح المسك والبخور.

لم تكن البيئة المعقدة التي ظهرت فيها الفنانة (كاميليا) تساعدها على ممارسة الغناء والطرب، لكنها شقت طريقها بإرادة فولاذية لتقطع المسافات الطويلة بدقة أدائها وبسلاسة الكلمات الجميلة التي تغنت بها، ونقشت اسمها سريعا كواحدة من الفنانات المتألقات في المشهد الفني اليمني، بعد أن ارتبطت بعلاقة قوية مع الفن منذ سنوات الصبا، والعزف على أوتار الحب منذ عمر الزهور، واستطاعت أن تحافظ على طابع الأصالة والخصوصية الفنية المتميزة التي تزخر بها مدينة (لحج)، وقدمتها للناس بصورة تعانق الإبداع والتألق وبأداء يداعب الروح والإحساس. حين استأذناها لنطرح عليها تساؤلاتنا رحبت بابتسامة عريضة لم تفارق شفتيها، وظلت حاضرة الروح في الحديث والتواضع والبساطة التي تأسرك، في شخصيتها المرحة وطريقة تعاملها مع كل المحيطين بها، وأيضا بعفوية ردودها الطيبة والجريئة في بعض الإجابات.

> نريد أن نعرف آخر الأعمال التي قمت بتسجيلها في التلفزيون؟

- هي أربعة أعمال قمت بتسجيلها مؤخرا في قناة عدن (يمانية) (أنا باجيك ياخلي) و(دار الأمير) كلمات وهبي جابر وألحان حمود حزام، و(حذروني الناس منك) و(صغيرة على الحب) كلمات وألحان عبود الأثوري، إضافة إلى أعمال جديدة حظيت بها من قبل الشاعر الغنائي القدير علي عمر صالح، منها أغنية (من يخون الأمانة).

> متى سنرى كاسيتا خاصا بك؟

- حتى الآن لم أجد شركة إنتاج مناسبة أتعامل معها، وبعض شركات الإنتاج الفني للأسف تسعى وراء الفنان المبتدئ للتعاقد معه مقابل أجر زهيد، ولاتكترث بالفنان المعروف في الساحة، لأنها لاتسطيع أن تقدم ضمانات بدفع حقوقه ومستحقاته كاملة.

> لماذا اسمك غائب عن المشاركات الفنية في الخارج؟

- أنا نفسي لا أعرف السبب، ربما تكون المشاركات الخارجية حكرا على بعض الفنانين الذين يتمتعون بعلاقات خاصة مع الجهات المعنية!.

> وماذا عن الدعم والرعاية اللذين تتلقيهما من وزارة الثقافة؟

- للأسف.. لم أتلق أي دعم أو رعاية من وزارة الثقافة أو غيرها.

> أشرت في وقت سابق إلى أن هناك تمييزا وانحيازا لصالح فناني صنعاء.. ما الذي دفعك لهذا القول؟

- لأن فناني عدن ولحج مثلا، إذا أرادوا المشاركة في برنامج أو سهرة فنية في الفضائية اليمنية في صنعاء، يأتي الرد: لاتوجد إمكانية وميزانية كافية. لهذا يكون أغلب المشاركين من العاصمة صنعاء الذين يحصلون على مختلف الفرص والحقوق.

> ممكن توضحي أكثر كاميليا؟

- خذ على سبيل المثال هذه القصة، بادر الأستاذ محمد صالح الشعبي مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة لحج بالاتصال بالأخ عبدالملك السماوي مقدم برنامج (طاب السمر) الذي يعرض في الفضائية اليمنية، واستفسر عن سبب عدم استضافة البرنامج لأسماء فنية لحجية باستثناء الحلقة الوحيدة التي ظهر فيها الفنان علوي فيصل علوي.. فكان جواب الأخ السماوي «لاتوجد الآن فرص مواتية إلا بعد مناسبة العيد، وأي فنان من لحج يريد المشاركة عليه الاتصال بي».. قلنا معليش نصبر إلى بعد العيد، ولايوجد أي فنان في العالم صبر مثل صبر الفنان اليمني الذي مازال يبحث عن مكانه تشريفية في بلاده، وينتظر من يحفظ مكانته ووجوده.

واتصلت بالأخ السماوي، وأفادني بأنه حريص على الفن والتراث اللحجي لدرجة أن هناك فنانين من خارج محافظة لحج يقدمون عبر برنامجه نماذج من الغناء اللحجي، وكأن لحج لايوجد فيها أي فنانين، أو أن فنانيها موقوفون عن الغناء حتى يأتي الآخرون ويقدمون طابعها الغنائي بطريقة شكلية وسطحية لاتمت لخصوصية الطرب اللحجي الأصيل بصلة.

> أين يجد الفنان اللحجي نفسه بين هذا التجاهل والتهميش؟

- الفنان اللحجي يجد نفسه في كل مكان يذهب إليه، ويسكن في قلب جمهوره الكبير والعريض، ومازال يقدم أعماله وإبداعاته بجهوده الذاتية، فهو قادر على بذل المزيد من العطاء والتألق وإيصال رسالته وفنه دون الحاجة إلى إشارة أو تعريف به من إحد.. حتى أن دول الخليج بدأت تهتم بتراث الفن اللحجي وتقدمه بأصوات فنانيها، ولكن من المؤسف أن قناة (اليمن) و(السعيدة) لم تقم حتى الآن بتسيجل أعمال أوسهرات لفناني لحج باستثناء قناة (يمانية).

> ما الذي يميز خصوصية الغناء اللحجي عن بقية الألوان الغنائية اليمنية؟

- لحج أرض التراث والأصالة والفن والإبداع، بما تختزله من أسماء كبيرة ولامعة في الساحة الفنية اليمنية، أمثال أحمد فضل القمندان وعبدالله هادي سبيت وفضل محمد اللحجي وصالح نصيب ومهدي حمدون وغيرهم الكثير، والأغنية اللحجية معروفة ولها جذور تاريخية.

وتبرز عوامل ثرائها وروعتها وقوتها ونجاحها من حيث المقامات الصعبة في الإيقاع الفني، ومن الناحية الجمالية في أسلوب، وسلاسة الكلمة الغنائية.. وأستغرب لماذا لاتكون الأغنية اللحجية حاضرة في المهرجانات العربية والإقليمية وبأصوات فنانيها؟.

> كيف وجدت أداء الفنانة الإماراتية (فاطمة) التي قدمت أغنية (يادي تبون الحسيني)؟

- كان الأداء جميلا، واكبته إمكانيات فنية راقية وعزف موسيقي متطور، وليس أغنية (يادي تبون الحسيني) وحدها مما تغنى به فنانو الخليج، هناك توجد الكثير من الأغاني اللحجية التي قدمت في دول الخليج بأصوات خليجية.. وأؤكد لك لو توفرت المسارح والإمكانيات الفنية والوسائل الموسيقية المتكاملة في بلادنا، وتحصل الفنان اليمني على الدعم والرعاية والاهتمام من الجهات الحكومية، سيكون مستوى إداء هذه الأغاني أرقى بكثير مما يقدمه الأشقاء بدول الخليج، وهذا بسبب تعمق اليمني بمفردة اللهجة المحلية والجملة اللحنية المتوافقة مع الإيقاع التراثي الخاص بنا، ولدينا كفاءات وكوادر يمنية متخصصة بعلم الفن والموسيقى، ولاتوجد لدينا إمكانيات وجهود حريصة للمحافظة على فننا وتراثنا.

> أتعتبرين غناء مطرب خليجي لاغنية لحجية دليل على تميز اللون اللحجي، أم تميز كلمات الشاعر القمندان وحده؟

- الفضل وراء تميز وارتقاء اللون الغنائي اللحجي يعود إلى القمندان، وكلماته هي التي وضعت إطارا جميلا وصيغة شعرية غنائية ساهمت في إبراز مكامن الجمال والمتعة في اللون اللحجي.

> حين أشاد بأدائك الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه، ألم تتوقعي منه تعاونا فنيا؟

- منعوني.. ولم يعطوني فرصة لمقابلته والتحدث معه!.

> من الذي منعك؟

- (أهل الخير)!.. وضعوا بيني وبينه مسافات وصعوبات حتى لا التقي به.

> لن أسألك عن أهم عمل قدمته، لأنني أعرف جوابك مسبقا، ولكن لماذا (إذا نسنس النسنوس) هي الأغنية الوحيدة التي تحظى بمكانه لديك؟

- لأن هذه الأغنية هي أول عمل أخذني إلى عالم الشهرة، وعرف الناس الفنانة (كاميليا) من خلاله، بالرغم أن عندي أعمالا جديدة سجلتها في تلفزيون عدن، لكنها لم تستحوذ على انتباه الجمهور وتحقق الشهرة المطلوبة مثل أغنيتي هذه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى