المسرح اليمني عاجزا عن مواجهة الفن الحديث

> «الأيام» خالد حمدان مساوى:

> حقيقة اساسية أ ولى لابد أن تدرك ونتفق عليه جميعا نقادا وأساتذة مسرح وفنانين مسرحيين وجمهور مسرح وهي أن العالم يتغير من حولنا وباندفاع ملحوظ وفي زمن المتغيرات الاجتماعية والثقافة والسياسية الحالية كل شيء يبدو مختلفا تماما عما كان عليه، وفن المسرح يتغير أيضا وفي ظل التغييرات الجوهرية التي تشهدها الحركة الفنية المسرحية في كافة أرجاء العالم العربي والعالم أجمع نجد أن المسرح اليمني يضيء بعدم وجوده مغيبا تماما في بلادنا، وأصبح لغزا محيرا لكثير من المهتمين بالمسرح اليمني وقضاياه ويزيد من غموض هذا اللغز تلك التفسيرات الناقصة والتعليلات غير المقنعة، ولذلك يبدو أنه من الأفضل فك الخيوط غير المرئية والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء تجاهل وتهميش التعبير المسرحي دون سواه من الفنون -مع أنه أبو الفنون. ويقول المخرج العالمي (لي ستراسبورج) الأمريكي الجنسية:«إذا كان الرسام يتعامل مع لوحته لتوصيل فنه إلى الجمهور والأديب والشاعر يستعملان الكلمة والكتاب، فإن المؤلف والمخرج المسرحي يتعاملان مع مادة حية من لحم ودم (إنه لاشك الممثل) وتقديم من خلاله العرض المسرحي للجمهور».

وبات ظهور المسرح مرتبطا بالمناسبات، ومروره مرور الكرام، كمحاولة لملء الفراغ ليس إلا وهذا سبب من الأسباب الكثيرة في أزمة المسرح اليمني وما خفي كان أعظم.

إن وضع المسرح اليمني بوجهية التراجيدي والكوميدي وصل الحال به كالذي يدحرج حجرا على التل وبمعنى آخر كما قال الفنان القدير فيصل علوي: كلما تقدمت خطوة رجعوني خطوتين.

وإذا قلنا إننا نريد فكرا ومسرحا فإننا لانعني فلسفة أفلاطون وأفلوطين وأرسطو، ولانعني مسرح أسخيلوس وسوفوكليس لكننا نعني مسرحا أكثر عمقا لمسرحة الحياة الاجتماعية بكاملها وبروح الحداثة غير المشروطة.

وفي الحقيقة إن استمرارية المسرح واللقاءات المسرحية المتواصلة مهمة وضرورية في تطوير الحركة المسرحية وتلعب دورا بارزا لما له من خدمة الثقافة وترسيخ اتجاهاتها.

ووفقا لكل هذه الملاحظات المتواضعة..هل يمكننا أن نقول إن جديد مسرحنا اليمني يمثل مظهرا جديا متقدما.. بالتأكيد لا ، ذلك أننا نطمح إلى مسرح يبوح بتألق مشهود، ويكون له تأثيره وفاعليته، ويشكل الإضافة إلى عقول وذوق الجمهور المسرحي.

ولنا أمل أن يحظى المسرح اليمني بالاهتمام وتهيئة المناخ الفكري بشتى تجلياته.. وهو أمر كنا ومازلنا نحتاجه لإدامة هذا الفن العريق في تاريخه.. العظيم في فوائده.. والنبيل في غايته. لهذا علينا الانشغال بمشاهدته مشاهدة سليمة وإدراك القاعدة الذهبية في العلاقة بين الجمهور المسرحي، والمسرح كلغة نابضة بالحياة تستمد حيويتها من حركة العمل الإبداعي ومن التفاعل الحقيقي الذي يخلقه المبدعون على خشبة المسرح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى