وللفن أسراره.. فنانة.. والدها كان حاقدا على البشرية!

> «الأيام» فاروق الجفري:

> ما هو معروف عن الفيلسوف الألماني (كارل ماركس) مؤسس العقيدة الشيوعية أقل بكثير مما هو مجهول عنه.. فلهذا الرجل حياتان، حياة عامة وحياة خاصة، وإذا كانت حياته العامة ظاهرة للعالم من خلال نظريته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الفاشلة- في اعتقادنا- فإن حياته الخاصة مايزال يغلفها جليد الغموض.. وأكثر المصادر وثوقا في هذا المجال هي الرسائل التي كانت تتبادلها بناته الثلاث.

وإذا كانت الرسائل المتبادلة بين (ماركس) ورفيق دربه (إنجلز) تعكس بعض جوانب حياته الخاصة- وهي حقده على البشرية- فإن مراسلات بناته تسلط الأضواء على كثير من خفايا شخصيته وأطواره ومفاهيم تقاليده.. فهذه الرسائل، التي نشرت في كتاب باسم (بنات ماركس) صادر عن دار النشر الفرنسية في باريس عام 1995، تكشف عن ميل مؤسس الشيوعية إلى البذخ والعيش المترف والبحبوحة التي كان يعتمدها في تربية بناته، والمحافظة على التقاليد القديمة، وكأن لا علاقة لماركس الأب بالشيوعية، ولكن يريد نشرها في العالم فقط لتدمير عادات وتقاليد وأخلاقيات الشعوب والتنكر لمعتقداتها الدينية!.

كان مهتما بتزويج بناته من رجال بإمكانهم أن يوفروا لهن حياة سعيدة ومريحة، وكان حريصا على اختيار الأثرياء ليسعد بناته.. وعندما نفي (ماركس) من ألمانيا عام 1864 واستقر في إنجلترا استأجر قصرا فخما، وكانت بناته يكثرن من القيام بالرحلات السياحية في داخل أوروبا وخارجها، وشراء أراض وعقارات، وكان (ماركس) يشجعهن على ذلك.

يقول (ميشال بيرو) واضع كتاب (بنات ماركس): «إن هذه العائلة كانت تعيش حياة أرستقراطية، وكانت زوجة (ماركس) تنتمي إلى إحدى العائلات الارستقراطية الألمانية». علما أن واحدة من بناته الثلاث كانت فنانة مشهورة في ذلك الوقت، وكانت تغني في أكبر المسارح الإنجليزية، وأيضا في الحفلات التي تقيمها العائلات الأرستقراطية في إنجلترا وبعض دول أوروبا، وكانت ترفض أن تغني للفقراء.

هكذا ظهرت حياة هذا الرجل الذي أعطى نظرية مبنية على الإلحاد والكفر ونشر الحقد بين الناس، بل وبين الأسرة الواحدة.. من كل ذلك يتضح أن (ماركس) كان يسير على النهج الرأسمالي، بينما هو يتنكر لهذا النهج ويقف ضده على الصعيدين السياسي والاجتماعي أمام العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى