طرائف من الشعر الشعبي اللحجي

> «الأيام» فيصل علي مليكان:

> (لحج أمنا وأيش بانقول ..) جاء هذا البيت من الشعر ضمن جملة أبيات شعرية للشاعر الشعبي الأمير محسن حسن إسماعيل منتصف العشرينات من القرن الماضي وفيه يشكو بعض خصومه الذين دبروا له المكايد والفتن والمضايقات وتعرضه لمواقف قرر بعدها مغادرة لحج إلى أبين للتجارة والعيش فيها رغم حبه الشديد للحج .

ومن الطريق إلى أبين تعرضت قافلته التي تحمل تجارته لسيل جارف في أحد الأودية تلفت وفقدت نصف أملاكه مما اضطره للعودة إلى لحج مكسوراً تعساً فاستقبله السلطان عبدالكريم فضل وأكرمه وعوضه عما فقده من أملاكه ليعاود حياته الطبيعية والوقوف إلى جانبه.. يقول في شعره قبل سفره إلى أبين:

لحج أمنا وأيش بانقول في لحج محمي بالنمار

لكن فيها الجور والفتنة وتكثير الخبار

ماعاد بالحج الوسيعة ذي مصايبها كبار

باهبلي بسكن مع الأوحاش في طول الوعار

يومي وليلي يزرعوا من خبزهم ميت وار

يابوي أنا من باطلك يادار تخدع الأحرار

القصيدة على وزن وامراحباً بالهاشمي للشاعر محسن حسن إسماعيل ابن الأمير حسن إسماعيل قائد جيش لحج في أواخر القرن التاسع عشر له قصائد عديدة منها مساجلة شعرية بينه وبين الشاعر أحمد باهدى حول مواصفات الشاعر.

يقول محسن حسن إسماعيل:

ياشاعري الموصوف في عصر الجمالي شيخنا

ذاك الذي حاز المكارم والجمايل والثنا

عظيم تعظم بالمحاسن واللطافة والهنا

والصدق والإخلاص لقاصيها ودانيها هنا

ياباهدى وقته يعود أو سار بعبره وقتنا

أو في الشعوب الشرقية مثله يهدد ما بنا

الشاعر الشعبي أحمد باهدى رد واصفاً إياه بعبقري الشعر فيقول :

ياسائق الألحان والتبيان تبينها بنا

وعبقري الشعر هت لي وصف وادي المنحى

حقق لي أوصافه عسى تصلح بهذا صفنا

فتحت لي أبواب قدني كم تمناها منى

من حيث دار الكاس يامحسن من الكاس أسقنا

يالله بساعة خير ذي تجلي همومي والعنا

(لحج أمنا وأيش بانقول ..) وشعر صوبل الصوملية

جاء هذا البيت ضمن قصيدة للشاعرة اللحجية صوبل الصوملية عام 1916م عند دخول الأتراك لحج في الحرب العالمية الأولى وما أحدثوه من خراب ودمار وتشتيت لأهالي الحوطة إلى القرى الشرقية، والشاعرة هربت إلى قرية الحمراء وتقول :

يالحج ناظرتش من الحمراء وانتي في شتات

لما متى باتحزني على الذي أوصى ومات

لحج أمنا وأيش بانقول لحج محمي بالنمار

لكن فيها الكيد والفتنة وتكثير الخبار

شفت المقيله دلهمت والبرق من راس الحيود

ياشوقي الليله على أرضي وذيك الحدود

لحج تزرع العثبى وخلافها تزرع شعير

وعلي سعيد باشا مطنطن فوق السرير

قد شل ريشك وامقيبل كيف عادك باطير

اصبر على ضيق القفص وذوق الحالي والمرير

لحج تقول للتركي فكلي باهبلي مع اخوتي وأهلي

وبلبس لباسي الأولى وامرحبا بالهاشمي

القصيدة على وزن وامرحبا بالهاشمي وللشاعرة أشعار كثيرة ومتنوعة لم يدون منها إلا اليسير. وذكر أن القائد التركي علي سعيد باشا كان من أشد المعجبين بأشعارها يدعوها كل يوم إلى دار القفع مركز القيادة التركية ويستمع إلى أشعارها التي تبعث في النفس السرور والارتياح .

(يا لحج ما يسكنش إلا غزير المال ...)

البيت من شعر علي عبد محلتي من قرية الوهط تعرض للابتزاز والظلم والسخرية بسبب نزاع بينه وبين السلطان عبدالكريم فضل على قطعة أرض زراعية كل منهما ملكيته لها وحكم القاضي بأحقية السلطان للأرض مما أثار غضب الشاعر علي عبد محلتي الذي توجه إلى دار السلطان يشكو القاضي ويعتبر الحكم ظلما له وعند القصر رفض الحرس السماح له بالدخول ومقابلة السلطان، فكتب شعراً يشرح ظلم القاضي له ويطلب من السلطان إنصافه وعدالته وعلق الشعر على باب المحكمة يقول :

ماذا يجيب يادولة ترجي لك

عدالتك موجودة وأنا مظلوم

لاجيت لاباب الدار ردوني

عساكرك والبواب قلي قوم

لا بالشريعة ولا الفقيه أحمد

ولا الرعية يكون لك معلوم

من قرأها من الناس سخر من الشاعر كيف له مخاطبة السلطان ومطالبته بالعدالة والإنصاف وهو خصمه وكيف للسلطان استقباله في داره وهو البائس الفقير والسلطان لايستقبل إلا الوجهاء.. تأثر من سخرية الناس عليه وراح يكتب شعراً يقول فيه :

يالحج مايسكنش إلا غزير المال

أو بديع الجمال أو كل زنديق محتال

قضى وقدر ولا حوله ولا قوه

ولا اعترفلي صديق موثوق عنده مروه

كن كيفما شئت إن الأرض ولاده

وافعل ماتريد واحذر طريق الكياده

علم السلطان بشعر علي عبد محلتي الذي علقه على باب المحكمة وأنه قرر السفر إلى أبين للعيش فيها. سارع السلطان إلى منطقة دار سعد والالتقاء بالشاعر علي عبد محلتي وطلب منه العدول عن سفره والعودة إلى قريته الوهط وأنه سيعيد له الأرض ورد له الاعتبار. رفض الشاعز المحلتي العرض واعتبره شفقة وسافر إلى أبين لبضغة أشهر عاد بعدها إلى قريته الوهط ثم هاجر إلى الحبشة عام 1930م وقبل سفره إلى الحبشة قال شعرا في الدنيا (يادنيا لمن تكوني):

ماقدر الله يادنيا تكوني

والله بهذا أراد

بأن تكوني فكنتي

ياسجن آدم وذريته تحكمي

يا دار مأوى الفساد

جرت على الخلف جرت

مالي ذرى ياخبيثه

أين وجهتي

كما نويت الشدادي

خذتي ضمادي ورحتي

وكنتي في ليلة خير زاد

قدش في البلية خير زاد

(القات) في الشعر الشعبي اللحجي:

الشاعر حمود نعمان من جيل الرواد للشعر الشعبي في لحج أشعاره تمتاز بالبساطة والسلاسة في تصوير الأحداث اليومية لحياة الناس، ومن أشعاره قصيدته (ياشعب ياتاكي) التي تعبر عن هوس الناس وجنونهم على القات فيدفعون الأموال بفخر وسخاء عند شرائه والبعض منهم يقف محتارا في الأسعار.

والشاعر واحد ممن لايقدرون على شراء القات بسعره المرتفع فيقول :

ياشعب ياتاكي مخزن يومه وأيش السبب

مقيل وسمره تخدير والحاله تعب

لاخير في مرعاك يافقر المهانة والتعب

ياموطني المنكوب ياكهف المآسي والكرب

من مثلكم ذا في الوجود واليوم باقي ماوثب

ياللي تبركع حظكم مقطوع من تحت الركب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى