السابعة والنصف

> «الأيام» أحمد السعيد:

> مهداة إلى روح عمي الصحافي والشاعر الكبير محمد نعمان الشرجبي، وهي القصة الأولى التي لم يقرأها.

وصلت مبكراً إلى الدائره التي أعمل فيها، ولم يكن أحد من الموظفين قد وصل، سرت بين المكاتب.. الهدوء يسود المكان حتى أنني كنت أستمع إلى وقع أقدامي وأنا أمشي في الردهة.. دخلت إلى مكتبي وقمت بترتيب الملفات والأوراق المتكدسة أمامي.. نظرت إلى ساعة الحائط، وكانت تشير إلى تمام السابعة والنصف.. عدت إلى عملي وانشغلت طويلا.. نظرت إلى الساعة، وكانت تشير إلى السابعة والنصف.. نظرت إلى الساعة في معصمي كانت مطابقة تماماً لساعة الحائط.

تركت مكتبي وخرجت لأتفقد زملائي الموظفين.. لم يصل أحد منهم، سألت الحارس: كم الساعه؟

أجاب: السابعة والنصف.

قلت في نفسي: لايزال أمامهم نصف ساعة للحضور.. سأعود إلى مكتبي، وسأشغل نفسي بتجهيز الملفات والأوراق التي سيتم تداولها ومراجعتها.. اشتغلت واشتغلت واشتغلت.. ثم نظرت إلى الساعة، وكانت تشير إلى السابعة والنصف.. دققت فيها، كان عقرب الثواني يتحرك بشكل طبيعي.

عدت مرة أخرى إلى عملي.. أنجزت الشيء الكثير.. أحسست بالتعب، غلبني النعاس فنمت.. وعندما صحوت فركت عيني ورحت أدقق في الساعة التي كانت تشير إلى السابعة والنصف, تركت المكتب ومضيت إلى الحارس سألته: كم الساعة الآن؟

أجاب: السابعة والنصف.

خرجت من المبنى، واتجهت إلى منزلي.. نظرت إلى ساعة الحائط وكانت تشير إلى السابعة والنصف.. تناولت غدائي، وذهبت إلى سريري لآخذ القيلولة.. وعندما نهضت كانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف.. شغلت نفسي بقراءة الصحف والمجلات.. لا شيء جديدا فيها، أخذت المذياع وحركت المؤشر، لم أستقر على محطة معينة.. تناولت عشائي ونمت، وفي الصباح خرجت إلى مقر عملي، وكان المبنى خالياً.. دخلت إلى مكتبي، وكانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف!!.

هذا هو حالي منذ سنوات لا أتذكر عددها.

عدن الجميلة/ 13 أبريل 2009

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى