شاعر رهانه الشعر وسلواه وبلواه

> «الأيام» متابعات:

> تداخلت محطات الشاعر الكبير نزار قباني، وتعددت موزعة ما بين الألم والأمل والعشق والحلم والدهشة، وكانت بحجم قامته الشعرية وهامته الحياتية.

ومثلما تجلت شاعريته من أبسط الأشياء وأعمقها كانت كذلك حياته الزاخرة بالعطاء والنقاء والأحاسيس الملتهبة والعواطف المرهفة، فقد ولد نزار في دمشق في 21 مارس 1923 م ودرس فيها حتى تخرج في كلية الحقوق عام 1945 والتحق بعد تخرجه بوزارة الخارجية السعودية وشغل عدداً من المناصب الدبلوماسية في كل من القاهرة ولندن وأنقرة ومدريد وبكين وبيروت، واستقال من العمل الدبلوماسي بعدها وأسس لنفسه داراً للنشر في بيروت متفرغاً بذلك للشعر والتأليف.

في بدايات رهانه مع الشعر حاول أن يخرج علاقات الحب في المجتمع العربي إلى الضوء تحت ظل الشمس بدلاً من مغائر القهر والكبت والقمع الاجتماعي.. كسر حاجز الصورة المجسدة عن المرأة في المشهدية العربية وحولها إلى نجمة ووردة وقصيدة.

اختار لنفسه لغة خاصة استمد تشكيلاتها من الواقع اليومي واتجه بشعره إلى جميع الطبقات وأصبح الشعر على يده رغيفاً يومياً وقماشاً شعبياً يرتديه أكثر من 150 مليون عربي.. انتقل شعره بعد حرب 1967م من شعر الحب إلى القالب السياسي.

من القصائد التي شكلت تحولاً في مسيرته الشعرية منذ 1939م وأحدثت تأثيراً في المجتمع العربي «خبز وحشيش وقمر»، «هوامش على دفتر النكسة».

خطابة الشعري العاطفي أو السياسي تميز بالصدق والأشرعة والمسافات المفتوحة، ومنذ أن أتجه إلى ذلك وهو يرسخ بشعره أن يصبح البحر أكثر زرقة، وعصافير الحرية أكثر زقزقة، والماء أكثر عذوبة، والهواء أكثر رقة، وقامة الإنسان أكثر علواً وقلبه أكثر نقاء وجبينه أكثر إشراقاً.

المحرر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى