«الأيام» مدير مكتب الصحة العامة والسكان بيافع في حوار مع .. وحدات صحية بيافع توقفت عن العمل بسبب نقص الكادر الطبي

> حاوره/ صلاح القعشمي

> يكابد المواطن ضنك العيش بحسرة وألم،ويتحمل أعباء الحياة على كاهله بعناء ومشقة لا تطاق ..ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل زادتها تعقيدا إرهاصات أخرى هي استغلال بعض من أصحاب المنشآت الصحية الخاصة لظروف المواطن وإقدامها على ابتزازه بطريقة ذكية يفرضها الواقع المعاش.
لذلك كان لابد من معرفة الحكاية والبحث عن الحقيقة، حول إلى أي مدى استطاعت وزارة الصحة الأخذ بيد المواطن البسيط الذي لا يقدر على التداوي في المنشآت الصحية الخاصة المكلفة أسعارها؟ وهل حقا أن المستشفيات العامة -الحكومية- لديها القدرة والإمكانات للتفرد بدور ريادي لتقديم خدمات طبية وعلاجية مثلها مثل المستشفيات الخاصة أو أفضل منها.. كل تلك المسائل المتصلة بنشاط الصحة العامة في يافع حملتها “ الأيام” إلى الأخ قاسم قحطان محسن القيدعي، مدير مكتب الصحة العامة والسكان بيافع، وناقشتها معه من خلال الحوار التالي:
صحيفة «الأيام» تود استضافتك في حوار سريع يتعلق بنشاط الجانب الصحي. بكل سرور وترحيبنا لا يقاس بعودة «الأيام»، واستئناف صدورها أمر ليس بالبسيط فهي الصحيفة المتفردة على الإطلاق، ولك طرح ما شئت من استفسارات.
ما عدد المنشآت الصحية في المديرية وتكويناتها؟
أود أن يعلم الجميع أن مديرية يافع لبعوس هي المديرية الأم لمديريات يافع السبع الموزعة بين محافظتي لحج وأبين كونها مديرية كبيرة وواسعة وفيها كثافة سكانية زد على ذلك أن قرى مناطقها ووديانها متباعدة وتشكل العمق الرئيس لبقية المديريات ويلمس الجميع ذلك من خلال توافد الكل إليها سواء للتسوق ومزاولة التجارة أو للتداوي في مستشفياتها ومستوصفاتها العامة أو الخاصة، وهذه مسألة غير عادية .. عموما في مديريتنا توجد عدد من المنشآت الصحية وهي: مستشفى أكتوبر العام - محوري في سوق أكتوبر ومستشفى ريفي في سوق السلام بالإضافة إلى 14 وحدة صحية ومركز صحي واحد.
ولكن هل جميعها فاعلة أم أنها مجرد مبانٍ خاويةٌ على عروشها ؟
الأمور تسير بحسب الظروف والإمكانات المتاحة، ونعمل جاهدين من أجل استمرار عملها وتقديم خدمات التداوي للمواطن، ونسعى للارتقاء بدورها المناط بها رغم الصعوبات التي نواجهها خصوصا نقص الكادر إلى درجة أن أربع وحدات صحية متوقفة وهي: الوحدة الصحية في منطقة تلبً، وقد أغلقت جراء الاقتتال الأهلي بتلك المنطقة، بالإضافة إلى 3 وحدات صحية أخرى في مناطق: حمحمة، ومرفد والعيسائي، وذلك بسبب عدم توفر
الكادر لتلك الوحدات الصحية، وهناك وحدة صحية بمنطقة أقطان(وادي بنا) وتعمل فيها ممرضة واحدة (قابلة) فقط بنظام التعاقد، وهذه الوحدة الصحية هي بحاجة إلى طبيب عام وممرضة أقل ما يجب أن يكون إلى جانب القابلة، ولا يعني أن باقي الوحدات مكتملة ولكنها تواجه تعثرات وصعوبات، وعموما العمل في أغلب تلك الوحدات الصحية جزئي ويتمثل في الرعاية الصحية فقط، وأما التداوي فهو معدوم نهائيا لافتقاد الكادر.
وماذا عن مستشفى أكتوبر العام ومستشفى السلام الريفي ؟ مستشفى أكتوبر العام أو كما يطلق عليها لفظيا ب (المحوري) حقيقة لا يقوم بدوره المحوري فعليا، وتصور أن السعة السريرية للمستشفى تبلغ 90 سريرا، لكن لا يتوفر فيها سوى 64 سريرا فقط، بالإضافة إلى أنها تواجه أزمة كبيرة منذ أن تعثرعمل البعثة الروسية مطلع هذا العام 2014 م،ولهذا تقوم المستشفى بتحويل كثير من العمليات الجراحية إلى المستشفيات الخاصة وبالذات أمراض النساء والولادة، أما مستشفى السلام مازالت تعمل بنظام الوردية الواحدة، والمفروض أنها تعمل بنظام ثلاث ورديات متى ما توافرت لها الإمكانات، لذلك تصور أن سعتها السريرية 60 سريرا إلا أنها لا تمتلك حتى سرير واحد، كما تواجهها كثير من الصعوبات، ونأمل أن نلقى الاستجابة لتحقيق طموحاتنا والارتقاء بدور المستشفى إلى الأفضل.
< هل لديكم إحصائية دقيقة بحجم النقص في الكادر؟ نعم لدينا وهاكم نموذج من استمارة النمط والفعلي للموارد البشرية للمواقع الصحية بالمديرية لعام 2013 م.
< وماذا عن التوظيف؟
بحسب النموذج أعلاه يتبين حجم النقص حيث تصل النسبة إلى 50 % من النمط المطلوب، كما أن المشكلة تكمن في غياب معايير التوزيع من المركز، وهذا يتطلب جهود ونوايا صادقة وعادلة وبحسب الكثافة السكانية وغيرها.
< يتساءل الجميع عن التموين الدوائي، حيث يتحدثون بأنه كانت توجد تجربة رائدة نقلت إلى المحافظة وعملتم بها، وتتعلق بتوفير جميع أنواع الأدوية في صيدليتي أكتوبر والسلام مقابل قيمة رمزية إلا أنها وكما لمسنا قد تعثرت فما هي الأسباب؟
سؤالك في محله، وهذا الأمر طبقناه منذ عام 2002 م وحتى العام 2009 م، ولكن مع الأسف تعثر بل توقف نهائيا بسبب قرار من المجلس المحلي، ونحن التزمنا بالتنفيذ، وأخلينا مسؤوليتنا عن نتائجه السلبية.
< هذا يعني أنكم غير قادرين على مجاراة القطاع الخاص أو إيجاد تنافس شريف تنعكس نتائجه لصالح المواطن الذي يتحمل أعباء مالية لا تطاق وأصبح بين مطرقة الغلاء وسندان الاستغلال؟
بالفعل كنا نعمل على التنافس الشريف وانعكس إيجابيا لصالح المواطن، ولكن بعد أن برزت التدخلات وغيرها من العراقيل بقصد أو بدون قصد، توقف هذا التنافس، وبصراحة أقول إن القطاع الصحي الخاص يلعب دورا لا يستهان فيه بحكم الإمكانات، ونحن في مكتب الصحة بالمديرية نشرف ونراقب كافة المنشآت الصحية الخاصة (مستوصفات وصيدليات وعيادات)ونعتبرهم مكملين لنا بالخدمة العلاجية رغم الشوائب، وإرضاء الناس غاية لا تدرك.
< وماذا عن خططكم المستقبلية ؟ من الطبيعي أن تكون لنا خططا وبرامج عملية للمستقبل، ونحن نسعى بهذا الاتجاه نحو تحويل مستشفى أكتوبر العام ليصبح مستشفى تخصصي للأمومة والطفولة، وكذا تحويل مستشفى السلام الريفي إلى مستشفى عام – محوري- والاستفادة من هذه المنشآت من خلال إعادة تأهيلها بما يتناسب والطموحات الجديدة كونها سوف تحقق نقلة نوعية سيلمسها المواطن بعموم مديريات يافع، وهي من الأمنيات والطموحات الرئيسية التي نسعى لتحقيقها، علما أننا قد حصلنا الموافقة الأولية على هذا الطموح المشروع من مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة لحج بالإضافة لعدد من الأعمال المستقبلية الهادفة إلى الارتقاء بعملية التداوي والرعاية الصحية وغيرها.
< ماهي أبرز المساعدات التي قدمها لكم أهل الخير ورجال المال والأعمال؟ يافع مليئة برجال الخير من أصحاب رؤوس الأموال، ويحبون أن يكون لهم إسهام ملموس في تقديم مشاريع هامة وخيرية تخدم الناس، وإذا تم الاستفادة منها بالشكل الصحيح فإنها سوف تحقق نتائج إيجابية سيلمسها المواطن بالمنطقة.
وأنتهز الفرصة لتوجيه الشكر عبركم لأسرة المرحوم الشيخ محسن عبد الرب الحريبي الذين قاموا وعلى نفقتهم الخاصة بتنفيذ مشروع مبنى قسم الطوارئ العامة مع تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة، وإعادة تأهيل الأقسام الداخلية بمستشفى أكتوبر بتكلفة إجمالية بلغت 85 مليون ريال يمني، كذلك جمعية المرحوم الشيخ عمر قاسم العيسائي والشيخ حسين محمد شلوة، الذين قدموا سيارات الإسعاف لمستشفى أكتوبر ومستشفى السلام بالإضافة إلى عدد من الأجهزة والمولدات وأيضا الشيخ محسن صالح الرشيدي، الذي تكرم بمشروع مبنى قسم الأشعة على نفقته الخاصة، وهناك الكثير من أصحاب الخير ولكن متى ما وجدت النوايا المخلصة والاتجاهات الصحيحة فإنك سوف تستطيع أن تحقق من خلالها الكثير إن شاء الله. كما أتوجه بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» على هذه الاستضافة والشكرموصول أيضا لكل من ساهم وقدم وعمل لتطوير النشاط الصحي والعلاجي في المديرية وتحسين الخدمات التي يقدمها للمواطنين وجزاهم الله عنا ألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى