الخلاصة في مثل لحج المفيد

> الادب «الأيام» محمود المداوي:

> للأمثال الشعبية في حياتنا اليومية وقع الصدى الذي لا علاقة له بالصدأ .. فالمثل الشعبي الضارب جذوره في عمق الخبرة والتجربة وكل معاناة لا يبلى أبداً .. إنه يتجدد وهو بالنسبة لذاكرتنا الجمعية غذائها الروحي وزادها الثقافي الذي يتم استحضاره عند كل ضرورة وكل لزوم.. أمثالنا الشعبية أينما كان محلها ومعاشها وتجربتها الحياتية تتشابه، وإن جاءت متباينة في بعض المفردات التي تفرضها مقتضيات الدارج العام.. ولكنه اللسان .. وهذا يحدث كثيراً .. ونبدأ بواحد من أمثال لحج الشعبية وهو:
(سلا الهبلي عبث):
يقال هذا المثل الشعبي اللحجي في واحدة من المسائل الحياتية ذات الخصوصية من حيث أنه يصور لنا فرحة الأنثى فتاة كانت أو امرأة (الحمقاء) على أنه ضرر وعبث، وعلى نسق كل المفردات المرادفة لمدة الأذى سيما الأذى المادي وليس المعنوي وحسب.
ونرى أن قائل هذا المثل وبحكم عمق التجربة والخبرة الحياتية المستوحاة من تجربة معاشة وضع أمامنا ثلاث مفردات فقط عند صياغته هذا المثل وهي مفردات حرص صاحب هذا المثل أن تكون مختزلة ومقتضبة إلا أننا متى ما أمعنا القراءة في المفردات الثلاث وجدنا فيها غزارة في المعنى، وعمقاً بعيداً في الدلالة،ويمكن لنا إسقاط المثل في مواطن أخرى تتجاوز التجربة الخاصة إلى ما هو شامل وعام.
ولنا ونحن نقرأ هذا المثل أو نسمعه - لنا أن نتخيل كيف تكون هي فرحة الحمقاء فهي بلا شك فرحة لا ضابط لها وليس لها حدود .. فرحة ربما جاء ضررها بما لا يحمد عقباه .. هي حاله أقرب إلى حالة الجنون أكثر من أن تكون مبعث ابتهاج وفرح.
خلاصة وفائدة :
وهنا يحق لنا أن نسقط المثل الشعبي القادم إلينا من لحج .. سلا الهبلى عبث على وضع هذه البلاد وما آلت إليه أحوال نظام صنعاء عقب حرب صيف 1994م وما تلبس ثالوثها التدميري من نشوة انتصار زائف إلى رعونة بينة واضحه تشبه إلى حد التطابق مع سلا الهبلى الذي تحول إلى عبث عارم أضر البلاد والعباد ليس في الجنوب وحده، بل أن هذا العبث عمّ اليمن الذي شهدناه وهو يذهب بعناده وغطرسة حكامه مؤخراً إلى مهب الريح التي أودعته أحضان البند الأممي السابع وللأسف ما يزال سلا الهبلى وعبثها مستمراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى