قصة قصيرة .. لحظة حسـاب

> الادب «الأيام» د. هشـام عبدالعزيز:

> وقف أمامه بوجه يملأه الغضب والحنق .. لم يدَّخر كلمة لوم أو عتاب إلا وكالها عليه .. وبذات الغضب زاد من وتيرة تعنيفه بعد أن رآه مطأطئاً الرأس مستسلماً لما يتلقاه من توبيخ وتقريع .. حتى غَدَت كلماته سوطاً يجلد ما يصل له من تلابيب جسده المنكمش الملتف على ذاته ..
بينما هو كذلك استغّل برهة الصمت التي توفرت له متسائلاً بصوت مرتعش : "ماذا كان بإمكاني أن أعمل؟!!" .. إحمرّ وجه بقوة : "لم تكن يوماً بهذا الضعف والجبن والتخاذل .. ألا ترى أنه أنسان حتى وإن كان يتمتع بالسلطة والقوة والجاه بحكم منصبه وموقعه من المسئولية .. كان بإمكانك أن تكسب ذاتك على الأقل .. لكنك خسرت كل شيء بسلبيتك وإذعانك"..
فتحت الزوجة باب الغرفة يوجهٍ حزين تغشاه علامات الشفقة وقاطعته وهي تمسح بيدها على ظهره مواسية : كفاك حبيبي .. ارحم روحك، أعرف أنك معتاد على محاسبة النفس .. لكنّها المرّة الأولى التي أراك فيها أمام المرآة لتعاقبها بهذا العنف والشِّدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى