الفكر العربي بين واقع التصحر الثقافي والجفاف المعرفي

> الادب «الأيام» خاص:

> خصني مشكورًا الأستاذ الدكتور علوي عمر مبلغ، الأستاذ المشارك في كلية الآداب ـ جامعة عدن، بأن أهداني نسخة من كتابه البحثي القيّم، الموسوم عنوانه بـ (الفكر العربي.. بين واقع التصحر الثقافي والجفاف المعرفي)، وقد استحوذ انتباهي هذا الكتاب البحثي المرجعي، بدءًا من عنوانه الجري مرورًا بموضوعاته واختتامًا باستنتاجات الباحث والخلاصة التي اختزل فيها أفكاره في الكتاب.. إذ قل أن نجد عند كثير من رجال الفكر والعلم والمعرفة من يخوض هذا تجربة في قضايا بهذا القدر من التصريح.. وأن ماوصل إلى أيدينا من بحوث مشابهة فإن أصحابها إنما يتناولونها بنوع من الاستحياء.. لأن ذلك يتطلب قدرة معرفية في علوم الفلسفة وخباياها، وشجاعة أدبية لدى أصحابها.. أو ذلك القدر الكبير من الخلافات النكرة الحادة عند أولئك المفكرين في تفسير وجهات نظرهم وتعقيداتها.
الأستاذ الدكتور علوي مبلغ جابه العديد من القصايا التي بسطها على مائدة كتابه هذا بمصداقية وصراحة متناهيتين،أشار إلى بعضها الدكتورعدنان الجفري في تقديمه للكتاب.. بأن المؤلف طرح من القضايا أهمها وأخطرها وأعقدها في مجتمعنا العربي عمومًا.. والذي مازال مرتهنًا لفلسفة التوفيقية التي سيطرت على فكرنا العربي منذ منتصف القرن التاسع عشر.. وأن أصداءها التي مازالت تقبع بين ثنايا دعواتنا نحو فكرعربي جديد يتفق مع واقع متغيرات العصر والحداثة ..
تلك الأصداء التي مافتئت تشدنا نحو دائرة الماضي بمراحله العجاف.
يقول د.علوي مبلغ في مقدمة مؤلفه: "إذا كان الصوت الحضاري العربي قد خفت في الفترة الممتدة من عام 1258 وفي 1918 بسبب عوامل الضعف والسيطرة،وغياب الدولة الوطنية القومية.. فإن المتغيرات العالمية التي حدثت من بعد الثورة الفرنسية عام 1789 والحرب الغربية والصراعات الفكرية التي انعكست على (المجتمع العربي)،لم تكن تخلو من آثار إيجابية أيقظت في (المكنون الفكري العربي)،روح البحث عن الذات بين الخضم من المتغيرات العالمية على صعيدي الفكر والحياة" .
الاستاذ د.مبلغ جعل منهجه البحثي مبنيا على التسلسل التاريخي والأحداث التي عايشت هذا التاريخ، والواقع الذي جثم على العقلية والفكر العربي،كما تناول الكتاب عددًا من المحاور بدأها بمفهوم الفكر العربي المعاصر وبعض إشكالياته.. والنهضه العربية بين الواقع والعموم.. ومشروعي النهضه والحرية.. ومحور المثقف والسلطة من خلال المرجعية التراثية العربية والإسلامية.. ولم يفت الباحث تناول دور الوظيفة التاريخية للفلسفة في الجامعات العربية.. وأخذ تجربة قسم الفلسفة بجامعة عدن مثالًا.
واختتم قوله بخلاصة بحثه واستنتاجاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى