حول ثقافة الطفـل

> الادب «الأيام» خاص:

> في ذكرى يوم الطفولة، وعلى طريق دعم مكتبة مسواط للأطفال، إن الطفولة هي مرحلة نمو يتصف بها الأطفال بخصائص ثقافية، وعادات وتقاليد انتقلت إليهم من مجتمعهم، وكذلك ميول وأوجه نشاطات وأنماط سلوكية أخرى تميزهم عن الكبار.
وطفل اليوم هو إنسان له جميع حقوقه التي أقرها ديننا الحنيف بالدرجة الأولى.. وكذلك ما صدرت من قوانين وطنية ومواثيق الأمم المتحدة بالدرجة الثانية. ومن حق الطفل أن يكتسب هوية مستمدة من ثقافته.. كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو يمجسانه .... الحديث".
الأطفال في أي مجتمع لا يشكلون جمهوراً متجانساً، فهم يختلفون باختلاف تطوَّر نموهم .. لذا قُسَّمت مراحل الطفولة إلى مراحل متعاقبة .. لكل منها ثقافة خاصة تتوافق مع خصائص وحاجات الطفل في كل مرحلة.. كما أن ثقافة الأطفال تختلف في مجتمع ما عن آخر.. تبعاً لنوعية الثقافة العامة السائدة والموجهة للإفراد كانت أو للجماعات، وما يرتبط بذلك من وسائل التواصل.. والإتصال الثقافي بالاطفال والتعامل معهم باعتبارهم نواة المجتمع المنشود. كما يسهل على أي باحث أو دارس التعرف على ثقافة الاطفال في الملامح الكبيرة لثقافة المجتمع، فن كان المجتمع يولي أهمية كبيرة لقضية أو لقيمة ما من القيم فإنها تظهر في ثقافة الطفل وسلوكه.
إن الثقافة مهما كانت وسيلتها، ومهما تنوعت أداوتها تظل نتاجاً اجتماعياً.. وتقدم للطفل مسؤولية مجتمعية، إلا أن الدراسات والأبحاث التي تتناول ثقافة الطفل ما زالت شحيحة في كل عالمنا العربي ومنعدمة تقريبًا في بلادنا.
ولم نرَ ـ حتى يومنا هذا ـ أي مؤلف نشر يتناول هذا الجانب بصورة علمية منهجية .. تستند إلى إحصاءات دقيقة، ترصد واقع ثقافة الطفل من منظار تحليلي نقدي.
وربما تكون هناك بعض البحوث والدراسات لدى جامعاتنا والدارسين في الخارج قام بها طلبة في مجال تحضير رسائلهم وأطروحاتهم الجامعية.. إلاَّ أنها لم ترَ النور في نشرها، ولم تتوفر لدى القارئ أو المهتم العادي.. فهي في حكم المعدومة .. وللأسف الشديد لا يزال الكتِّاب والباحثون يهتمون بثقافة الكبار على اختلاف وسائلها ومضامينها، متناسين ومتجاهلين في آن واحد الأهمية القصوى والبالغة في توجيه الطفل، وحسن تنشئته ورعايته فكرياً وتربوياً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى