قصة قصيرة....اختفاء (سوبر مان)

> مازن رفعت:

> (المشهد الاول)
البلد: الولايات المتحدة
الولاية: واشنطن
المكان: مبنى المخابرات الأمريكية ( C.I.A
يمشي (جون طومسون) في رواق المبنى في خطوات أقرب إلى العدو، يقف أمام أحد
الأبواب، يطرق بهدؤ ، ثم يدخل، يلقي التحية العسكرية على القائد الذي يشير له بالجلوس أمام مكتبه، يسأله جون: ناديتني يا سيدي؟
- أجل ياجون، فلدينا مشكلة كبيرة ستهدد أمن بلدنا وربما أمن
السلام العالمي.
- ماذا هناك يا سيدي؟
سوبر مان اختفى.
ماذا تعني باختفى؟
اختفى.. أي لم يعد له وجود.
لم أفهم، هل تعني أنه اختفى كما يختفي الناس العاديين؟
بالضبط، ولكن .. هذا مستحيل .. فهو سوبرمان.
أجل، وهذا ما يقلقنا، لعله أنهمك في مهمة في مكان ما على الأرض وسيعود!
هذه هي المشكلة.
ماذا تعني؟
لقد أوكلنا سوبر مان مهمة محاربة الفساد والقضاء على الإرهاب في اليمن قبل يومين .. وقد مر أسبوع دون أن تردنا أي أخبار منه.
ألم تحاولوا الاتصال به عبر الأقمار الاصطناعية؟
بذلنا كل الوسائل للاتصال به دون جدوى.
-أولم ترسلوا بعثة للبحث عنه؟
هذه ستكون مهمتك أنت .. وستكون سرية فلا نريد أن يعرف العالم باختفاء سوبر مان خشية أن يثيرهذا الخبر الفزع، وقد يجده الإرهابيون فرصة لتوسيع هجماتهم.
ينهض جون وهو يقول في ثقة: لا تقلق يا سيدي .. سأعثرعلى سوبر مان في أسرع وقت.
(المشهد الثاني)
البلد: اليمن.
المدينة: صنعاء.
المكان: باب اليمن.
يمشي جون في هيئة سائح، وهو يصورالأماكن بكاميرته، كان قد مضى عليه يومان في اليمن، ولم يعثر على أي أثر يدله على سوبرمان، وفي يوم ، دخل سوق التحرير وهناك لمح أحد الباعة الذين يفترشون الشارع، وهو يبيع بدلة سوبرمان، تقدم منه وسأله: من أين لك هذه البدلة ؟
أجابه البائع: اشتريتها من السوق.
يخرج جون من جيبه ورقة من فئة مائة دولار وهو يقول :
- سأعطيك هذه المائة دولار إذا أجبتني عن سؤالي .. من أين لك هذه البدلة ؟
- أحد الأجانب أقبل إلي وباعني إياها مقابل ثمن القات.
يخرج جون من جيبه صورة لسوبرمان، ويريها للبائع وهو يسأل:
- هل كان هذا الشخص ؟
- أجل يا سيدي، هو نفسه.
- ألا تعلم أين أجده؟
- بلى يا سيدي، ستجده يتسول في باب اليمن.
- يتسول!
- أجل.. هلا ناولتني المائة دولار؟
يناوله جون المائة، ويمضي إلى باب اليمن، وهناك عرض صورة سوبرمان على كل من صادفه، حتى دلوه على مكانه، وبالفعل وجد سوبرمان، لكنه شك من هوية الرجل الذي يراه، فالذي رآه رجل مزري الهيئة، كث الشعر واللحية، خده الأيسر منتفخ من كمية القات التي يلوكها لدرجة خروج بعضه من فمه، يرتدي قميص يمني رث قد صار من كثرة العرق والوسخ بني اللون، يحيط رأسه بمشدة، ويجلس على الأرض متكئاً على حجر كبير، اقترب منه جون وسأله :
- سوبر مان؟
رفع الرجل نظره إليه بلهفة وهو يقول:
- أتعرفني؟
- هل أنت سوبرمان؟
- أجل أنا هو، ولكن كيف عرفت؟
- لا أصدق ما أرى.. ما الذي أصابك؟ ولم اختفيت كل هذه المدة دون أثر؟
تنهد سوبر مان وقال: حتى أنا غير مستوعب ما جرى لي.
- أخبرني .. ما الذي حدث لك ؟
- لقد أٌرسلت من قِبل الحكومة الأمريكية في مهمة إلى هنا للقضاء على الفساد والإرهاب معاً .. وما أن دخلت الأجواء اليمنية حتى فقدت قواي فجأة وسقطت على الأرض، وانكسرت أضلاعي، وهاجمني لصوص يريدون أن يسرقوني، فلما لم يجدوا معي شيئا أبرحوني ضرباً، ولم أجد سبباً لاختفاء قواي.. قدم لي أحدهم المساعدة، فداواني وأطعمني وقدم لي القات رفضت تناوله، لكنه أخبرني بأن هذا القات سيجعلني أحس وكأني سوبر مان، فتناولته وبالفعل أحسست بشعور رهيب، ومنذ ذاك وأنا ألوكه يومياً ولكن دون أن أصبح سوبر مان.
- هذا فظيع، ولكن كيف لبلد مثل اليمن أن تمتص قواك؟
- لا أدري .. ولكني أشعر هنا وكأنني في كوكبي كريبتون، وأنت تعلم أنني في كريبتون أعود شخصاً عادياً.
- هذه كارثة، إذن لابد من أن نخرجك من هنا.
- هذا صحيح، والآن ساعدني على النهوض.
يعاونه جون على النهوض، فيسقط من سوبرمان شريط دواء، يسأله جون:
- وما هذا؟
يبتسم سوبرمان ويجيب: حبوب القذافي!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى