وداعاً كوكب حضرموت الساطع وعميد آل شيبان

> سعيد شكابة:

> في برهة قصيرة من الزمن ولمحة بصر رحل عنّا علم من أعلام الحركة الأكاديمية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والقبلية والتربوية، وأحد الرجال الأفذاذ القلائل الذين كانت لهم -وحتى آخر أيام من حياتهم القصيرة- بصمات ومواقف جبارة .... إنه المربي الفاضل والرجل الصالح.. كوكب حضرموت الساطع وعميد أسرة آل شيبان الأستاذ الدكتور/أحمد سالم عيسى بن شيبان (التميمي) رئيس قيادة (الملتقى الوطني) لأبناء تريم -رحمة الله عليه-
رحل عنّا العميد في صمت وهدوء تام..رحل عنا بعد ستين عاماً قضاها في خدمة بلده وأرضه .
رحل عنّا (أبو فؤاد) في وقت عصيب وقاهر، نحن في أشد الحاجة الماسة لوجوده إلى جوارنا وبجانبنا نستقي من عمق توجيهاته الجريئة و الشجاعة التي نستمد منها القوة و العزيمة و الصلابة، وتضيء لنا توجيهاته وإرشاداته ونصائحه الأبوية والأخوية الصادقة طريقنا وأخطائنا المختلفة .
لقد وقع عليّ نبأ رحيله وقوع الصاعقة، ولم أصدّق الاتصال الهاتفي الذي تلقيته من السيد/مصطفى الهندوان، الذي حرص كل الحرص على نقل الخبر إليّ فوراً وتقديم تعازيه إليّ كونه يعلم علم اليقين ماذا يشكل لي فقيدنا الغالي، وما يربطني معه من روابط غير عادية.
وذهبت أفكاري الذهنية بعيداً، صحيح أن الموت حق وقدرنا المحتوم ومصير بيد رب العزة والجلال -جلا جلاله وعلا شأنه- ولكنني لم أصدّق إطلاقاً أن يكون رحل عنا ومن بيننا صاحب القلب الكبير والشجاع و الجريء و صاحب الكلمات ذات البلاغة و المعاني السامية و الرنانة والمواقف الصادقة و الوطنية المتضامنة مع حالة المواطن وما يتعرض له من ظلم وجور وقهر وحالة الوطن الرثّة .. لم أصدّق أن يرحل عنا في غمضة عين صاحب المدرسة الأخلاقية والإنسانية والوطنية النموذجية الفريدة و المتميزة ، ولم أفق من أفكاري و العودة عن ما قادتني إليه إلا بضع اتصالات أخرى تشاركني حزني وهمي وتمسح قطرات دموعي المنهمرة على خدودي وأنا أردد إنا لله وإنا إليه راجعون .
رحل عنا وصدى صوت أجمل كلماته الوطنية يرن في أذني، وهي الكلمات التي سمعتها منه أثناء تواجدنا معه في صنعاء أنا والسيد/مصطفى الهندوان وهو يتلقى العلاج عندما وصلته أخبار غير سارة تفيد بأن هناك مؤامرات ومماحكات تحاك ضد النقاط الأهلية المتواجدة في مديرية تريم لحماية المديرية وأبنائها من قبل بعض من الذين لا يعجبهم العجب ولا حتى الصوم في رجب، وعندها طلب منّا أن نتواصل مع الشباب لحثهم على الصمود والاستمرار في عملهم الوطني، فكان ردنا عليه أن يهتم بصحته وسلامته ولا عليه في الباقي، فرد علينا قائلاً :- إن سلامة تريم وأهلها قبل صحتي وسلامتي.
إنها كلمات تعبر عن قمة الوفاء، جاءت من قلب ممتلئٍ بحب بلده وناسه وأهله حتى وهو يعاني سكرات الموت .
لقد رحل عنّا (أبو فؤاد) فجأة وبرحيله خسر الوطن قامة وهامة أكاديمية وتاريخية وسياسية واجتماعية وقبلية فريدة ونادرة لها مكانتها بين الجميع، وفارساً مغواراً في الأخلاق والإنسانية والوطنية الفائقة، وخسرت الساحة الأكاديمية والسياسية أكاديمياً وسياسياً متميزاً لامعاً و نادراً لا يعوّض على الإطلاق، وخسرت أنا برحيله أباً مثالياً، وأستاذاً ومعلماً نموذجياً، وأخاً قديراً وصديقاً عزيزاً وقدوة نادرة الوجود .
ونحن نودع فقيدنا الغالي، ونترحم على روحه الطاهرة، ما أحوجنا أن نقتدي بوطنيته وصدقه وصراحته وشجاعته وجرأته وتفانيه و إخلاصه لمهنته ومهامه الجسيمة ووطنه وحبه لناسه و أهله، وأن نقتدي به في سلوكه و أخلاقه العالية ورحابة صدره ودماثة أخلاقه مع الأصحاب و الخلان وروحه المرحة، وصدره الواسع وغيرته على ناسه ومهنته وأرضه، وأن نقتدي بما خلّفه لنا من دروس وعبر ثرية ونموذجية ومثالية أعدّها لنا، وقدمها خلال مسيرة حياته الفانية، و أن نجعلها خطوطا عريضة وعناوين بارزة مغلفة ببرواوز لامع لتكون كضوء أخضر لسير أعمالنا ومهامنا وجوانب حياتنا المختلفة .
رحم الله فقيدنا الغالي، وفقيد اليمن، وفقيد الساحة الأكاديمية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والقبلية والإنسانية والخيرية والوطنية/أحمد بن شيبان (أبو فؤاد) رحمة الأبرار و أسكنه واسع الجنان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى