> في البدء كانت الكلمة الشعرية هي الميلاد، وهي الفرح والمعاناة والبؤس.. هي أيضاً العشق والجمال.. الأمل والتجليات.. هو التعبير عن الهوية والوطن، والشاعر لسان عصره كما يقال ولابد من الشعر وإن طال السفر، والمقام في حضرته.. فكلٌ مسير لما خُلق له.
فيا حافون عودي لي
ويا لمحبوب في حافون
غرزت القلب في العينين
كالمجنون ياحافون
ورمت الشمس نارًا
في جنون العشق
كالمجنون
لابد من هذا الاستهلال مدخلاً لهذه التناولة والسفر بإيجاز في ديوان (العشق أيضاً يمان)
للشاعر سالم محمد عبد العزيز -يرحمه الله.
في الأسبوع ماقبل الماضي أهداني الأستاذ عبد الله سالم بن سلوم مؤلفًا رائعًا هو الديوان الشعري للشاعر الراحل سالم محمد عبد العزيز الموسوم " بـ ( والعشق أيضًا يمان).. وقد اطلعت عليه وبما فيه من شعر ثري بدأ بمحراب العشق الذي بدأه صافون وهي مسكن الشاعر، وأولها (الأريج من المحبوب) كما ذكر ذلك الأستاذ الدكتور مبارك حسن الخليفة في تقديمة للديوان، وبأن الشاعر يتكئ في بعض قصائده على التراث ويبين ذلك في عناوين مثل (استشر البغاث) و (هل يخفى القمر) وقصائد أخرى.. وفي قصيدته (لابد من عدن) يذكرنا الشاعر بيتًا ينسب إلى الإمام الشافعي لابد من صنعاء وإن طال السفر.
في الديوان قصائد أخرى غير قصائد العشق كتبها الشاعر في موضوعات متنوعة هي بعض ما أشار إليها الدكتور مبارك الخليفة في مقدمة الديوان.
اشتمل الديوان على 67 قصيدة ذات عمق وفصاحة وبلاغة ومضى.. كيف لا وهو الشاعر المتمكن.. وقد قرأ الأدبين الإنجليزي والأمريكي أثناء دراسته في بيروت عام 1964.. ويعد أستاذا للأدب الإنجليزي والترجمة بجامعة عدن.
الشاعر الراحل الأستاذ سالم عبد العزيز عربي الهوى، وطني غيور يعايش همه العربي والمحلي لاينفصل عن آلام الناس ونزعته القومية، يقول الشاعر الراحل:
عاد الذي ماعاد بالأمس
ونامت الحمراء على القدس
يدور رب الدار مضطربًا
في غربة الدارين كالقيس
مرددًا في كل خاتمة
عادت خيول الروم والفرس
تستنطق الصحراء خيمتها
ماذا جرى للفارس العبسي.
إلى آخر القصيدة.