قصة قصيرة..أوجاع

> عمر مكرم:

> كتلة غضب تفجرت بداخله في لحظة استثنائية ، وذلك البالون الذي ظل ينتفخ في صدره طوال سنوات صبره تناثر على وجه زوجته التي كانت تزآر منذ قليل لتتحول في لحظة إلى قطة أليفة... استجارت بزاوية الجدار بينما هرع الأطفال إلى أماكن أخرى للاختباء.
كان صوته يرعد.. وزبده يتناثر على جوانب فمه، وكانت قدماه ترتعشان.
تكورت تلك البدينة في زاويتها صامته وقد غطت وجهها بين ركبتيها اللتين عقدتهما بذراعيها بانتظار ما ستنتهي إليه ثورته التي لم تشهدها منذ أمد بعيد.
كان صوته يرتفع أكثر وأحمال كثيرة تزاح من على كاهله .. لكن شجاعته جعلته في غفلة منها .. بدأ صوته يتحشرج.. وأنينه طغى على حروف كلماته المتعثرة، ورغماً عن عنفوان كبريائه أخذ يبكي ..
أنا خلاص تعبت.. إلى متى؟
أحست بخبثها المعهود أن لحظه انهياره قد حانت ، وأن دورها قد أزف ، رفعت رأسها، استطالت وخاطبته بشيء من التذلل قائلة :-
- خلاص حبيبي .. لا تقهر نفسك .. إللي أنت تشتيه با نسويه، نظر إليها من خلال دمعاته .. أحس بأنها قد أدركت لحظه ضعفه التي عهدتها وعبر من خلالها لاستغلال طيبته وتحدي رجولته.
مال بجسده نحوها.. صفعها على خدها بقوة أعادتها إلى زاويتها ورسمت علامه تعجب على وجهها.
قال متوعداً: من الآن وصاعد اللي أشتيه أنا اللي با أسويه.. فاهمة! ومضى دون أن ينتظر ردها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى