قصة قصيرة: شحنات زائدة
> مازن رفعت:
>
أغثنا أيها الطبيب !!
ينظر الطبيب إلى الأب الهلوع ، والأم الملتاعة ، وولدهما الشاحب ، فيسأل بهدوء :
- ماذا هناك أيها الرجل الطيب ؟
- ولدي .. أيها الطبيب !!
- ما به ؟
- يعاني من نوبات صرع عنيفة ومتكررة .. ولقد عرضته على أطباءنا هنا وفي الخارج منهم يصف له بعض الأدوية ومنهم من يلغيها إلى أن زادت حالة ولدي سوءً وزادت فترات نوبات صرعه !
- هل لديك تقرير بحالته ؟
- أجل .. لدي كل التقارير من أطباء الداخل وأطباء الخارج !
يناول الأب التقارير للطبيب الذي يتمعن فيها لبرهة ، ثم يجيب :
- ولدك يعاني من شحنات زائدة في الدماغ !
- أجل لقد أخبروني بذلك !
يبتسم الطبيب ويجيب :
- مشكلة ولدك بسيطة بإذن الله !
يهتف الأب بلهفة :
- أحقاً ؟! لم أسمع هذه الإجابة من أي طبيب من قبل .. رغم أنهم جميعهم من أكبر أطباء البلد !
- رغم أن بعض هؤلاء الأطباء هم أساتذتي إلا أن تشخيصهم وطريقة علاجهم لحالة ولدك يشوبها الكثير من التنظير والتبجح !
- الحمد لله الذي دلني عليك من بعض أهل الخير الذين أخبروني أنك عالجت حالة مشابهة لحالة ولدي !
- أطمئن .. حالة ولدك بسيطة ولا تحتاج لكل هذه الأدوية التي ضاعفت من حالته !
- فما العلاج إذن ؟!
- هل الكهرباء تنقطع عندك ؟
- لساعات طويلة !
- جيد .. عندما تنقطع الكهرباء عندك خذ أصبعي ولدك .. السبابة والوسطى وأدخلهما في فتحتي الكهرباء .. ستولع الكهرباء لديك كرر هذه العملية كلما انقطعت الكهرباء لديك وستلاحظ أن نوبات الصرع تقل شيئاً فشيئاً حتى تختفي نهائياً !
- معقول ؟!
- أجل .. وستكون قد كسبت شيئين .. مولد طبيعي وصحة ولدك !
- شكراً أيها الطبيب .. وجزاك الله خيراً !
بعد أسبوع ..
- كيف حالك أيها الطبيب !
ينظر الطبيب إلى الأب البشوش والأم المبتسمة وولدهما المعافى ، فيبتسم ويرد السلام :
_ أهلاً بالرجل الطيب ! .. يبدو أن ولدك قد تعافى وهذا ظاهر على
- محياكم جميعاً !
- أجل والحمد لله .. والفضل بعد الله يعود لك !
- أنا لم أقم سوى بواجبي !
- والآن نحن نريد منك خدمة أخرى !
- ماهي ؟
- نريد أن نعيد شحن ولدنا بالكهرباء !
ينفجر الطبيب ضاحكاً وجيب :
- لا داعي لهذا .. ففي المستقبل إن شاء الله لن تعاني من انقطاع الكهرباء
مطلقاً !
- وكيف هذا ؟
- لأن ولدك سيكون وزيراً للكهرباء !
9/7/2014 م
مازن رفعت
ينظر الطبيب إلى الأب الهلوع ، والأم الملتاعة ، وولدهما الشاحب ، فيسأل بهدوء :
- ماذا هناك أيها الرجل الطيب ؟
- ولدي .. أيها الطبيب !!
- ما به ؟
- يعاني من نوبات صرع عنيفة ومتكررة .. ولقد عرضته على أطباءنا هنا وفي الخارج منهم يصف له بعض الأدوية ومنهم من يلغيها إلى أن زادت حالة ولدي سوءً وزادت فترات نوبات صرعه !
- هل لديك تقرير بحالته ؟
- أجل .. لدي كل التقارير من أطباء الداخل وأطباء الخارج !
يناول الأب التقارير للطبيب الذي يتمعن فيها لبرهة ، ثم يجيب :
- ولدك يعاني من شحنات زائدة في الدماغ !
- أجل لقد أخبروني بذلك !
يبتسم الطبيب ويجيب :
- مشكلة ولدك بسيطة بإذن الله !
يهتف الأب بلهفة :
- أحقاً ؟! لم أسمع هذه الإجابة من أي طبيب من قبل .. رغم أنهم جميعهم من أكبر أطباء البلد !
- رغم أن بعض هؤلاء الأطباء هم أساتذتي إلا أن تشخيصهم وطريقة علاجهم لحالة ولدك يشوبها الكثير من التنظير والتبجح !
- الحمد لله الذي دلني عليك من بعض أهل الخير الذين أخبروني أنك عالجت حالة مشابهة لحالة ولدي !
- أطمئن .. حالة ولدك بسيطة ولا تحتاج لكل هذه الأدوية التي ضاعفت من حالته !
- فما العلاج إذن ؟!
- هل الكهرباء تنقطع عندك ؟
- لساعات طويلة !
- جيد .. عندما تنقطع الكهرباء عندك خذ أصبعي ولدك .. السبابة والوسطى وأدخلهما في فتحتي الكهرباء .. ستولع الكهرباء لديك كرر هذه العملية كلما انقطعت الكهرباء لديك وستلاحظ أن نوبات الصرع تقل شيئاً فشيئاً حتى تختفي نهائياً !
- معقول ؟!
- أجل .. وستكون قد كسبت شيئين .. مولد طبيعي وصحة ولدك !
- شكراً أيها الطبيب .. وجزاك الله خيراً !
بعد أسبوع ..
- كيف حالك أيها الطبيب !
ينظر الطبيب إلى الأب البشوش والأم المبتسمة وولدهما المعافى ، فيبتسم ويرد السلام :
_ أهلاً بالرجل الطيب ! .. يبدو أن ولدك قد تعافى وهذا ظاهر على
- محياكم جميعاً !
- أجل والحمد لله .. والفضل بعد الله يعود لك !
- أنا لم أقم سوى بواجبي !
- والآن نحن نريد منك خدمة أخرى !
- ماهي ؟
- نريد أن نعيد شحن ولدنا بالكهرباء !
ينفجر الطبيب ضاحكاً وجيب :
- لا داعي لهذا .. ففي المستقبل إن شاء الله لن تعاني من انقطاع الكهرباء
مطلقاً !
- وكيف هذا ؟
- لأن ولدك سيكون وزيراً للكهرباء !
9/7/2014 م