سر عيد الفطر

> يوم أو يومان ينتهي شهر رمضان المبارك بلياليه المؤنسة وأكلاته الشهية ونهاره الهادئ، فالكل انتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، وهاهو الآن قد مر كلمح البصر، وسيأتي بعده ماهو أجمل منه.. ينتظره الأطفال بلهفة كبيرة للعب والمرح، وينتظره الكبار بالخروج للأماكن العامة والتنزه، وتنتظره الأسر لتبادل الزيارات العائلية التي أصبحت لا تحصى إلا في المناسبات كالأعياد.
سيأتي العيد ليحمل معه كل معالم البهجة والسرور والتآخي بين الناس ويظهر جماله مع أول تكبيرة في المسجد، حيث يخرج الناس من المسجد للسلام على الأهل والأصدقاء والأقارب وكل من يعرفة في لوحه فنية رائعة تعكس روح الأخاء والتعاليم الدينية السمحة، وصحيح أن الدول العربية والإسلامية باتت تعاني من الحروب والتفكك والانقسامات بين أبناء شعوبها، وظهور المذاهب والفرق الكثيره التي جاءت بمبادئ تعسفية دخيلة على ديننا الحنيف، كما يأتي مع معاناة الكثير من الأهالي والمواطنين بسبب الجوع والغلاء وأزمات أخرى عديدة في كل أرجاء الوطن العربي ولاننسى غزة التي نزفت الكثير من الدماء على أرضها الطاهرة، وفقدت الشهداء وضاعت الطفولة خلف أسوار الاحتلال وتجاهل الحكام العرب.
إن فرحة العيد تخترق كل حواجز الحزن فينا، ربما لأننا بالفطرة نحب هذا اليوم مهما كانت الأحداث التي من حولنا محزنة ومأساوية، إلا أن سر الفرحة هو الذي حير الكثير من الناس، إذ تكون للعيد نكهة خاصة وسحروجاذبية للصغار والكبار للاحتفال به واستغلال كل أيامة في الخروج والتنزة وزيارة الأهل والأقارب، فالعيد لايأتي سوى مرتين في السنة، عيد الفطر وعيد الأضحى وهنا تكمن سر الفرحة التي لاتوصف بأي إحساس، فهي تفوق حجم المشاعر، بل هي بؤوة المشاعر الإنسانية.
فكل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير وأتمنى أن تمحي فرحة العيد دموع الحزن التي تعيشها الدول العربية، وتبدأ من جديد عودة الابتسامة لقطاع غزة وبالنصر القريب -إن شاء الله- وأن يحفظ جميع أهالينا وأحبابنا من كل شر.. وكل عام والجميع بخير.
دنيا حسين فرحان/عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى