غزة .. على أهلك السلام !

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف
في العدوان الإسرائيلي على غزة نهاية العام 2009 واشتداده المفرط مطلع العام الجديد دعينا إلى اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء العرب في القاهرة، كنت بمعية الأخت الشاعرة هدى أبلان ممثلين لاتحاد أدباء اليمن، ولم يكن باستطاعة المرء أن يسافر إلى القاهرة لمجرد إصدار بيان تنديد وشجب للعدوان، فقد شبعت الأمة العربية من هكذا بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل أصبحت (ماركة مسجلة) على العجز العربي المطنب، وتأشيرة عبور للعدو الصهيوني من فوق أشلائنا وجثثنا وخيباتنا لارتكاب المزيد من جرائمه النازية.
كان الموقف في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب والأدباء العرب يتجه نحو إزالة العتب عن وجوه أدباء العرب باستصدار البيان الموعود، وكنت إلى جانب الأخ ممثل أدباء سلطنة عمان نستميت من أجل عمل قومي يعبر عن روح وضمير الأمة العربية وأن لا نضيف ديباجة لغوية في التنديد والشجب تتجمع أوراقها تحت أقدام العدو فيبدو أكثر طولاً، واقترحنا على الأخ المتوكل طه ممثل أدباء فلسطين أن يقدم ملفاً عن جرائم العدو، ليس في هذه الحرب وحدها وإنما في كل مراحل القتل والعدوان الصهيونية على الشعب الفلسطيني للمكتب التنفيذي للاتحاد الذي بدوره يقدمه إلى اتحاد المحامين العرب لرفع دعاوى قضائية في محكمة العدل الدولية وغيرها من المحاكم في أوروبا لنتقدم خطوة على طريق مواجهة العدو بدلاً من لطم الخدود وشق الجيوب.
ولأننا صوتان فقط انبريا لطرح مغاير لم يكن في حسبان الإخوة الكبار في قيادة المكتب التنفيذي للاتحاد، فقد طرح الإخوة المصريون الهجوم الذي تشنه قناة الجزيرة على الرئيس المصري في ذلك الوقت حسني مبارك وعلى الموقف المصري، واصطاد ممثل فلسطين في الماء العكر عندما طرح مهاجمة المتظاهرين على القنصلية المصرية في خورمكسر وتحطيم أجزاء منها، فأجبته على الفور بأن المعتقلين بأيدي رجال الأمن هم فلسطينيون من الدارسين في جامعة عدن، وحقيقة فقد ألفت ما قلت هكذا تلقائياً لأعيد الكرة إلى ملعب الزميل المتوكل طه حتى لا يجني ثمار طرحه الماكر من الإخوة المصريين وعلى رأسهم د. محمد سلماوي رئيس الاتحاد، ولم تكن نظرات الأخت أبلان أمين اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تنم عن رضى من طرحي الخارج عن المألوف وغير المتماشي مع قيادات المكتب التنفيذي.
وعند خروجنا من مقر اتحاد أدباء وكتاب مصر كنا نمر على مقر اتحاد الصحفيين وهناك يتجمع عشرات من الصحفيين على البوابة دون أن يتخطوها إلى الشارع في وقفة احتجاج وتضامن مع أهلنا في غزة، كان ذلك في عصرية الثاني من يناير 2010 م قبل عام من تفجر ثورة الشعب المصري العظيم في يناير 2011 م.
هذه المرة والعدوان الإسرائيلي على أشده أيضاً على قطاع غزة، والقتلى من الأطفال والنساء والشيوخ قد تجاوز الألف، والدمار قد طال البيوت والمدارس ودور العبادة والمستشفيات، والمواقف الغربية وخاصة الأمريكية هي ذاتها، وربما الأسوأ في عهد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تتعامل مع إسرائيل كجزء استراتيجي في السياسة الأمريكية مثلها مثل أي ولاية أمريكية من الولايات الخمسين، أما الدول العربية فلم تخرج بعد إلى المواقف المشرفة التي تتجاوز التنديد والشجب. سلاما على أهلنا في غزة!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى