قصة قصيرة..صباح

> وليد الحيمدي

> في تلك الساعة من الصباح الباكر خرجت من منزلي متوجهاً إلى مقر عملي.. وأنا في طريقي رأيت العصفافير وهي تغرد والأزهار متفتحة، والهواء منعش للروح، فقلت في نفسي وأنا مبتهج: ما أجمل الصباح!، وصباح اليوم جميل، ياليت الأيام كلها مثل هذا الصباح!.
وصلت إلى مقر عملي، ودلفت مكان العمل، ثم مكتب الشركة وعندما دلفت إلى غرفة العمل رأيت مثل الصباح الذي رأيت قبل ذلك... رأيت فتاة لاتوصف، جميلة، بل إن قلمي عجز عن وصفها لأنها تفوقت على الوصف، فمنذ أن وقعت عيناي في عينيها تحنطت من روعة جمالها وأناقتها في الحديث، حيث إن شعر جسدي وقف تحية وإجلالاً لجمالها.
وفجاةً تحدثت لي بكل أدب الدنيا: هل أنت رامي زميلي الجديد؟ فأجبت بخجل وعيناي أرضاً: نعم آنستي. فرحبت بي بكل ذوق وقالت بصوت شجي:أنت على الرحب والسعة.
وأضافت بأدب: على العموم هذا مكتبك الذي ستعمل فيه، وأي مساعدة أنا تحت أمرك.
قلت في قلبي بسعادة لا توصف: حقاً.. لقد كانت لطيفة.
ومنذ ذلك اللقاء الذي جمع بيننا ظللت أترقبها من حين إلى آخر، لقد كانت مثالاً لأخلاق وأدب لا حدود لهما؛ فمديرها يضرب بها المثل بأنها منتظمة بساعات عملها وطيبة في تعاملها مع زملائها، فحاولت الوصول إلى صفة تتفق مع ذاتي لكي اسميها، لكن دون جدوى فحاولت مراراً وتكراراً، لكن دون فائدة، لقد كنت أنظر إلى وجهها وأرى فيه طيفاً بريئاً، العيون عيون مها.. ابتساماتها تشفي العليل وتجعل العجوز شاباً.. رقة لا حدود لها تجعل الأعمى يبصر والأصم والأبكم يسمع وينطق، وفجاةً توصلت إلى صفة أتمنى أن أكون محقاً في تسميتها، فغمغمت في صدري قائلاً في فرح: إنها مثل (الصباح)!.
كتب / وليد الحيمدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى