استمرار انقطاع الكهرباء في مناطق أبين ينغّص حياة المواطنين وظلام دامس يخيم على معظم مديرياتها

> استطلاع/ الخضر عبدالله:

> مازالت أزمة الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة ولساعات طويلة تتصدر قائمة المنغصات لدى أهالي وسكان مناطق وقرى لودر والوضيع بمحافظة أبين والتي تزايد بشكل واسع مع أول أيام عيد الفطر المبارك، ما سبب موجة تذمر وسخط كبير لدى عامة المواطنين الذين أضحوا لاحول لهم ولا قوة، وغالبا ما يستمر انقطاع الكهرباء عن مختلف مناطق ومديريات أبين لأكثر من 4 إلى 3 ساعات يومياً وعلى فترات متفاوتة وفي كل الأوقات.
استقبلت مديرية الوضيع والمناطق المتاخمة لمديرية لودر عيد الفطر المبارك هذا العام بألم وحسرة وسط صراخ الأطفال وأنات المرضى وكبار السن الذين باتوا يعانون الأمرين، حرارة الصيف الملتهبة، وتردي وضع شبكة الكهرباء ومولداتها المتهالكة، ما أثر وبشكل سلبي على معيشة وحياة المواطنين وحولت صباحهم إلى جحيم لا يطاق، وليلهم إلى ظلام دامس. فيما خيم الحزن والبؤس والضجر والضيق على حياة المواطنين في مناطق وقرى مختلفة من محافظة أبين، الذين اكتفوا بالقول : “الله لا سامح من يقوم بتخريب الكهرباء”.
ولمعرفة آراء وانطباعات عدد من المواطنين عن معاناتهم المتواصلة إزاء واقع الانطفاءات الكهربائية المستمرة، التقينا بالمواطن سالم الخضر، الذي عبر عن جل سخطه من وضع الكهرباء المتردي وانقطاعاتها المستمرة.
وقال: “شهد الوضع العام لخدمة الكهرباء مع أول أيام شهر رمضان المبارك ترديا واضحا حيث ظلت عملية الانطفاءات مستمرة لأكثر من 6 ساعات متواصلة دون أدنى ضمير ورحمة”.
وأكد الخضر أن “مسلسل انقطاع التيار الكهربائي على مناطق لودر زاد في تعكير الأجواء الرمضانية والعيدية ما دفع الناس بالخروج إلى الشوارع والمبيت فيها هرباً من جحيم المنازل المكفهرة بسخونة الجو وزيادة معدل الحرارة لفصل صيف هذا الموسم”.
وأضاف: “بالنسبة للأهالي من النساء والأطفال فهم في معاناة دائمة وعذاب مستمر، ناهيك عن ضعف إمداد الطاقة الكهربائية لبيوت وأحياء بأسرها، وبشكل يومي ومتواصل مسببا تلف بالأجهزة الكهربائية والمنزلية دون أن تقوم خدمة الطوارئ بمؤسسة الكهرباء بالمحافظة بدورها على أكمل وجه”.
** ضعف وأضرار وإهمال **
يؤكد مواطنون في شكواهم بأن إشكالية انقطاع الكهرباء ليست وليدة الأمس، بل إنها مستمرة منذ أشهر طويلة، يوازيه ضعف في التيار الكهربائي بسبب تحميل المولدات أحمال فوق طاقتها في ظل غياب جهود لتقوية محولات الطاقة المخصصة للمناطق المتضررة، وهي إشكالية زادت أيضا من إلحاق الضرر المعنوي والنفسي لدى العشرات من العائلات التي تعرضت لخسائر مادية كبيرة نتيجة تلف وأعطاب الأجهزة ومعداتهم المنزلية.
يقول المواطن علي الطالبي: “إن أوضاع المواطنين في أبين ساءت بشكل كبير، لاسيما حال الأطفال الذين بات صراخهم يتعالى بشكل يومي نتيجة الانقطاع المستمر والضعف المتواصل للتيار الكهربائي” وحمل الطالبي مؤسسة الكهرباء بمديرية لودر مسؤولية ما وصفه بالإهمال المتعمد حيال هذه الإشكالية التي تؤرّق عموم المواطنين” مطالباً: “بإيجاد حلول عاجلة في مسألة التحكم، وإيجاد تعرفة كهربائية تراعي مستوى دخل واحتياجات السكان المحليين سيما في ظل هذه الظروف المناخية المتسمة بحرارتها الفائقة”.
** العبث مستمر بالربط العشوائي **
مصدر محلي بالسلطة المحلية بلودر، دعا المواطنين إلى: “مساعدة أعضاء المجلس في تحسين وضع الكهرباء والتقليل من حدة الانطفاءات ومنع محاولات العبث بالشبكة والربط العشوائي، وكذلك من خلال الربط من خطين لأن ذلك يضاعف من مشاكل الانطفاء نتيجة ارتفاع الأحمال على الدوائر وعلى المحولات التي قد تؤدي بدروها إلى احتراق مكونات الشبكة، وتسهم بإنتاج آثار سلبية مدمرة على الشبكة نفسها”.
ويضيف المصدر: “لقد أصبحت انطفاءات الكهرباء في مديرية لودر ومناطقها والتي زادت مع شهر رمضان وتضاعفت مع أول أيام عيد الفطر، تشكل معاناة قاسية يدفع ضريبتها النساء والأطفال وكبار السن، وهي بمثابة موت بطيء أصبح يطال الجميع دون استثناء”.
** تواصل الانقطاع جحيم لا يطاق **
المواطن محمد حسين يؤكد: “أن انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الصيف، أوجد حالات إغماء كثيرة بين أوساط المواطنين ممن يعانون من أمراض القلب وارتفاع نسبة الضغط”، مضيفاً: “أن إشكالية الكهرباء أصبحت تنقطع عن منازل المواطنين لثلاث مرات يوميا، بنظام (ساعة أو ساعتين) في كل مرة، بينما تنقطع عن منازل في بعض الأحياء لمدة تزيد عن 4 ساعات متواصلة، بحجة تخفيف الأحمال”.
ويقول المواطن أحمد ناجي: “مازلت أبذل قصارى جهدي للحفاظ على الأجهزة المنزلية من التلف الناتج عن استمرارية الانقطاعات الكهربائية المتكررة التي نعاني منها من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم الواحد”.
كما شكا المواطن صالح أحمد من ضعف الكهرباء، وقال: “لدينا مشكلة في الكهرباء غير انقطاعاتها العامة، نتيجة الضعف الشديد في توليد طاقتها لمنازلنا، بل زادت في إتلاف أجهزتنا الكهربائية المكلفة”.
وأضاف متسائلاً بحرقة: “لماذا هذا العبث بنا يا أصحاب الكهرباء مش حرام عليكم؟ نحن نقف على رواتبنا في آخر الشهر وليس لدينا دخل آخر”.
ويكمل: “لقد ذهبت فرحة العيد من كثرة هذا العبث والاستهتار بسبب تواصل انقطاعات التيار الكهربائي، دون أن نلمس وجود حلول عملية لحل مشكلات الانقطاعات، ولا يسعنا سوى القول (حسبنا الله ونعم الوكيل)”.
ويشير عدد من أهالي تلك المناطق خصوصا مناطق (قاع حبيبات، العين، الوضيع، صرة، النخعين، وغيرها) إلى أن انقطاع الكهرباء عادةً ما تشمل أوقات الحاجة القصوى لها في أوقات خلود المواطن للراحة عند ساعات الفجر الأولى وأوقات الظهيرة وتستمر لساعات.
وأعربوا عن استيائهم البالغ إزاء الانقطاع المستمر الذي أفسد إحساس المواطن بلذة وبهجة العيد؛ خصوصا والأوضاع المعيشية والاقتصادية في ترد مستمر والمعاناة تتضاعف يوما بعد يوم”.
** كلمة أخيرة لابد منها **
من خلال أخذ آراء الناس حول انقطاعات التيار الكهربائي التي تشهدها مديرية الوضيع ومناطق لودر خلال هذه الأيام كان لزامًا علينا تبيان الحقيقة ونقل همومهم ومعاناتهم وطرحها على طاولة إدارة مؤسسة كهرباء لودر، وبما يلزمها على أخذ هذه الآراء محمل الجد والأهمية، وأملنا كبير جداً في إدارة كهرباء لودر ببذل المزيد من الجهود لإيجاد الحلول العاجلة لظاهرة الانقطاعات الكهربائية التي باتت تؤرّق جميع المواطنين كبارا وصغارا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى