(القضية الجنوبية .. رؤية سياسية تاريخية)..مساهمة في نقد السياسة والواقع لقادري أحمد حيدر

> تقديم : نجيب محمد يابلي

> خصَّني أخي وصديقي الباحث المتألق قادري أحمد حيدر بنسخة من كتابه (القضية الجنوبية.. رؤية سياسية تاريخية)، ويقع الكتاب في 283 صفحة موزعة على خمسة فصول وخمسة عشر قسماً، ويأتي هذا الكتاب في سلسلة إصدارات للباحث قادري ناهزت (12) إصدارا، إضافة إلى إصدار قيد الأعداد والموسوم بـ (أوليات التنوير في اليمن - 1925م - 1962م).
طرح الباحث قادري السؤال الغائب الكبير عن حياتنا جميعاً في الشمال والجنوب لدرجات متفاوتة، وهو ما حاولت جميع فرق الحوار التأكيد عليه، وهو السؤال الذي حاولت وثيقة العهد والاتفاق الإجابة عليه التي أعاقتها حرب صيف 1994م (ص12)، وقدم الباحث قادري قراءة لخطاب رئاسي تشطيري، الذي عرى عقلية شريك الوحدة الرئيس السابق في خطاب ألقاه أمام ممثلي وقيادات المجالس المحلية المنتخبة في المحافظات الجنوبية والشرقية في لقائه بهم في عدن عندما طالبه بالضمير الجمعي: علينا أن نعمل معاً لإزالة مخلفات الاستعمار والنظام الشمولي، في حين أن صالح عمل على تكريس سلطة القبلية، والذي لم يحمل أي مشروع نهضوي لبناء دولة مدنية، والخطاب نشرته صحيفة "الثورة" في عددها الصادر يوم 5 ديسمبر 2006م (أي بعد يوم واحد من لقاء عدن)، ص75 و 76.
قدم الباحث قادري قراءة علمية وتاريخية للوحدة بالقوة في مراحل التاريخ المختلفة، فحينا أخذت وحدة القوة والتغلب والعصبية والشوكة، وهي وحدة المكاربة والأقيال والأدواء وصولاً إلى وحدة المتوكل على الله إسماعيل 1644 - 1676 ووحدة دولة الإمامة الحميدية في عشرينيات القرن العشرين، التي رأت في أبناء الجنوب "كفار تأويل" واعتبرت فتواه الدينية أراضي أبناء الجنوب ومناطقهم أراضي خراجية مفتوحة للنهب والفيد وليست إلا في عشارية لمسلمين (ص181).
تناول الباحث عدداً من المحطات منها حرب صيف 1994م، وانكسار الطرف الجنوبي، وعقدت اللجنة المركزية دورة سبتمبر 1994م وأدانت فيها الحرب والانفصال ودعت لإصلاح مسار الوحدة والدعوة لمصالحة وطنية بين الشمال والجنوب (ص223)، ثم تناول الباحث التراكم النوعي الذي تولد عند الشعب في الجنوب، نتيجة السياسة الرعناء للمنتصر، وترتب على ذلك قيام حركات احتجاجية سلمية رافعة لسياسة القمع والنهب، ووقف الباحث أمام وقفة المعتصمين في ساحة الحرية بخور مكسر في 2007/7/20م (ص161) والشعارات الراديكالية المطروحة التي فرضها الواقع المتعجرف منها :
ياجنوبي سير سير واصل حركة التغيير
أوقفوا نهب الثروات يا أصحاب المليارات
تكوينا نار الأسعار وأنتم في السلطة تجار
نحن ـ الشركة والجيش ـ شركاء في رغيف العيش
هذا الضالع يا ردفان هذا الضالع مش سنحان
يتناول الباحث عدداً من المواضيع منها العدالة الانتقالية والحصانة، وخيار الأقاليم، وفضل الباحث فيها الإقليمين، أما خيار الأقاليم الستة فهو ما يدعو له المعطلون (254).
الكتاب جدير بالقراءة للواقع الجيوسياسي للبلاد بخلفياته التاريخية والدينية والمذهبية، وقد تلتقي مع الباحث، وقد تختلف معه، والخلاف لا يفسد للود قضية، لأن الباحث قادري حيدر عودنا على نشر بحوثه ودراساته في "الأيام" و"الثوري" و "التجمع"، ويحظى قادري باحترام وحب الجميع.
تقديم : نجيب محمد يابلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى