قصة قصيرة..الورقة

> وليد الحيمدي:

> يحكى قديماً أن رجلاً كان يعيش في بلدة كانت البركة تعمها والخير أساسها، وهذا الرجل كان يمتلك فرناً لصناعة الخبز، فيطعم منه الفقير والمحتاج وابن السبيل على الرغم من فقر الرجل الصالح.
في يوم من الأيام بلغ الرجل نبأ وفاة جده فقرر الذهاب إلى البلدة ليواري جده الثرى، وعندما قيل له: أن جده خلّف له أرثاً، تعجب الرجل من ذلك فقد كان يجزم أن جده فقيرلا يمتلك إلا قوت يومه فمن أين جاءت له هذه التركة، وبعدما وصل الرجل البلدة وقام بدفن جده، تسلم (صندوق إرث جده) وبسرعة البرق عاد الرجل الفقير وهو في غاية الفرحة والابتهاج إلى بلدته، وظل يقول أخيراً فتح الله علي، أشكرك يا الله.
اعتقد أنه ذهب، بل نقود سوف ابني منزلا كبيرا وأعطي المحتاجين والفقراء.
وصل الرجل إلى المنزلة ليلاً ودلف إلى إحدى الغرف في بيته وفتح الصندوق ووجد ورقة.. ورقة ! انصدم الرجل من رؤية الورقة الموجودة داخل الصندوق، وقرأ الورقة كاملاً، فقال: نعم يا جدي أشكرك على هذه النصيحة، وسوف أعمل بها.
منذ الصباح الباكر رفع الرجل سعر الخبز وامتنع عن إعطاء الفقراء والمحتاجين الصدقة من الخبز.
لقد تغير الرجل الكريم إلى رجل بخيل.
أصبح يهم النقود، فخلال سنوات فقط جنى الرجل من رفع سعر الخبز نقوداً، وبنى الرجل بيتاً كبيراً وأنشأ الرجل جنة من نخيل وأعناب، وأصبح يكره العمل ويحب النوم ولا يتصدق ولا يزور والدته الفقيرة..
وفي يوم من الأيام اجتمع بكل أهل البلدة وقال لهم بفخر:
أنا من صنع ذلك وحدي، أنا الذكي وأنتم فقراء ابتعدوعني، ليس لكم حاجة عندي إذا أردتم خبزاً أو نخيلا وعنباً فعليكم بالنقود.
فدعا عليه الناس بأن يعود كما كان في السابق ويتوب إلى الله.
فضحك عليهم، أتريدون مني أن أعود مثل ما كنت فقيراً؟!
حل الليل على الرجل الخباز ونام نوماً عميق واستيقظ في الصباح ليرى فرنه قد احترق وجنته قد احترقت فبكى الرجل بكاءً شديداً وندم على ما فعل وقال مقهوراً: يا ليت لم أقرأ (ورقة جدي) بعين تترجى الثراء، وتقطع وصال القناعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى