جرعة الموت

> محمد بالفخر:

>
محمد بالفخر
محمد بالفخر
مباشرة وبعد انقضاء شهر رمضان المبارك بكل تكاليفه وما احتاج الناس إليه من نفقات تفوق كثيرا نفقات بقية شهور السنة انتظر الناس إكرامية العيد بعدما نفضوا أيديهم من إكرامية رمضان جاء الكرم الرئاسي والسخاء الحكومي ليقصم ظهر الوطن والمواطن في ثاني أيام العيد وبعد لقاء المصافحة بين شركاء اللعبة السياسية في اليمن في جامع الصالح يوم عيد الفطر، وذلك بإعلان جرعة سعرية في المشتقات النفطية والتي ترتب عليها كارثة إنسانية اقتصادية إضافية للمواطن اليمني المثقل بالأعباء والمشاكل، وفي وطن يعاني الفقر والاضطرابات الأمنية جاءت الجرعة لتذوق الناس الويل ولتفتح شهية تجار الأزمات لرفع مزيد من الأسعار.
وفي ظل هذا الوضع الصعب ماذا عسى يكون حال المواطن في الجنوب الذي يعاني الفقر مع أن بلده يعتبر المنجم الكبير لثروات اليمن كافة من نفط ومعادن وثروة سمكية وغيرها.
أسعار تضاعفت وخدمات مازالت متردية وتتجه نحو الأسوأ يترافق مع هكذا وضع أمني مضطرب.
المواطن في الجنوب يعاني الفقر، وجاءت الجرعات القاتلة لتقضي على ما تبقى من خرم إبرة كان الناس يتنفسون منه.
المواطن في الجنوب يلاحقه الموت يوميا سواء بالأمراض أو بالقتل وبأيادٍ متعددة ولأسباب لا ذنب للمواطن العادي في صنعها ولا يعلمها أصلا في الغالب.
في ظل هذه الحالة المزرية والوضع المحزن ماذا قدمت من سمّت نفسها أو أطلق عليها لقب (زعامات الجنوب) للتخفيف من معاناة المواطن؟
أين علية القوم وساسته الكبار مما يحدث؟ أين الفعاليات والتحركات واتخاذ ردود أفعال تلغي أو توجد حلولا للإنسان البسيط؟
منذ انطلاقة الحراك الذي تأمل الناس به خيرا لهم وتغييرا من أوضاعهم والدفاع عن حقوقهم لم يرَ الناس حتى اليوم شيئا مما تأملوه منه، فالشعار هو الشعار والأفعال هي الأفعال، بل إن البعض قد بالغ في المتاجرة بالقضية وقفزوا مراحل في الثراء والمناصب وحال المواطن العادي لم يزد إلا سوءا.
نعم الاستقلال سقف مطالبنا، لكن هذا لا يمنع من العمل السريع والعاجل لتخفيف المعاناة عن الناس.. إن أقل حق يجب أن يوفر لمن وضعوا ثقتهم بالساسة الكبار أن يشعروا بهم وأن يعملوا بصدق للدفاع عنهم، وأن يوفروا للناس مشاريع وبدائل ومخارج للضيق الذي يعانونه.. للأسف هؤلاء يعيشون في قصور عالية ورفاهية أنستهم معاناة الناس واحتياجاتهم، فكيف يشعر بالمواطن البسيط من يصرف في حفلة عائلية بسيطة ملايين الدولارات؟.
وكيف سيتذوق ألم الفقر وقلة الحيلة من ذاق حياة الملوك وصار لا يرى من دونه من الناس إلا خدما له وسلما يرتقي عليه لتحقيق أطماعه وطموحاته الشخصية وضمان المستقبل للأولاد والأحفاد؟
إنني هنا أتحدث بحرقة وبصدق عن قادة لا يقدمون شيئا للوطن والمواطن، وقد كشفتهم أفعالهم وعرّاهم الواقع وعرف زيف خطاباتهم القاصي والداني .
إن لم تتخذ قرارات وتمارس ضغوطات لإيجاد حل للوضع في الجنوب بلد البترول والموانئ والثروة السمكية فلا خير فيهم ولا صدق لما يدعونه.
إلى متى سيظل تخدير الناس بالشعارات العريضة والمطالب الوحيدة في حين أن الناس تموت فقرا وقد عمها الجهل وصعوبة الحياة؟!!
أصبح الأجدر بالإضافة للمطالبة بالاستقلال أن نطالب بحق الحياة الكريمة للمواطن في ظل هذا الوضع، وهذا أبسط حق له، أما أن ترحل كل الحقوق ويُمنى الناس بالأحلام والوعود فهذا لم يعد زمان الكذب والضحك على الناس.. لابد من خطوات فعلية وتحركات عاجلة، فحق الحياة مقدم على حق الحرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى