سَقطُ مَتاع

> في لحظةٍ كابتسام البروق
ورقص الشعاعْ
وفي غفلة من حقيقة أمري
طويت الشراعْ
ترجَّلتُ عن مركبي المشتهى
واقتفيت - على وَجَلٍ -
ثرثرات اليراعْ:
تصوّرتُ
أن السعادةَ نهرٌ مشاعْ
وأن الغناءَ على ضفَّتَيهِ مشاعْ
كأنشودة الدمعِ
في مُقَلِ البائسين الجياعْ
وأن الجَمالَ حصانٌ مجنَّحْ
يطوف.. يحلِّقُ في الأمكنةْ
فينثر أزهاره في نفوسٍ تردَّتْ
- مدنسةً -
في صحارى الضياعًْ تصوَّرتُ أن الرجولةَ ليست محالا
كما لاكتِ الألسنةْ
وأن العروبة في زمن الانحناء
أمام العِدى
ممكنةْ
وصار التباكي على إخوتي الهالكينْ
في محرقات العدى
ثورةً مؤمنهْ
وولَّ انكساري بغير ارتجاعْ
***
في لحظةٍ كابتسام البروق
ورقص الشعاعْ
تناسلَتِ الأمنياتْ
كما تتناسل كل المواجع في وطني المستباحْ
ومثل اعتلاءالجراحْ
على ربوةِ الحُلْمِ
في وطن لم يعدْ قادراً
على فعل شىءٍ سوى الالتياعْ
***
وحين استبدَّ بي الصَّحْوُ أكثرْ
ومن قعر ذُلِّ
تعاطيتُ ذكرى أبي
تذكَّرتُ أني الفتى اليَعْرُبي
سليلُ الألي سطَّروا المعجزاتْ
وصاروا على المجد أبهى علامةْ
تذكرتُ أني ورثتُ الشهامةْ
وسيفاً .. ورمحاً .. وتاجاً .. وهامةْ
تذكرتُ أني
في ذات يوم
ورثت الكرامةْ
فكيف أضعتُ تراثي؟
وفي أية معركةٍ من حروبيَ
ضد أخي وابن عمي
فقدتُ القِوامةْ؟
وفي أي منحدرٍ من طريق ارتدادي
أضعتُ جوادي
وسيفي، وزادي؟
وفي أي شِعبٍ تركت العمامةْ؟
وهل كان لي وطنٌ
غير هذا الذي كلّلتهُ الجراحْ
ودبت على وجنتيهِ القتامةْ؟
وهل كان لي حُلُمٌ غيرُ هذا المضاعْ؟
****
في لحظةٍ كانطفاء البروقِ
وظلَّ الشعاعْ
آمنتُ أنيَ
لا شيءَ
لاشيءَ...
سَقْطُ مَتاعْ.
كتب / د.علي الزبير

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى