نار.. من يقدر أن يطفئها ؟!

> حسين زيد بن يحيى:

>
حسين بن يحيى
حسين بن يحيى
فض دعوات العصيان المدني وتهييج الشارع الجنوبي الذي دعا وسعى إليها حراك المشترك والرئيس صالح خطوة للإمام، وموقف يفترض أن يقابله الرئيس هادي عند منتصف الطريق بلفتة معادلة له ببرجماتية انحاز إليها (الحراك)، ولم تكن نتاج اختراق كما ذهب ظن الذين في قلوبهم مرض.
الرغبة الجادة لتحقيق الاصطفاف الجنوبي هي من تقف خلف تلك المقاربة السياسية بين الحراك والرئيس هادي.. مقاربة تستند إلى قاعدة أن الجنوب لكل أبنائه وتحت سقف الولاء له، على اعتبار أن تلازم الولاء والانتماء حقيقة علمية تكشف زيف جنوبية المنتسبين لأحزاب المؤتمر، الإصلاح، الاشتراكي، الرابطة، النهضة، الرشاد، القاعدة، أنصار الشر .. إلخ.
إن المقاربة السياسية المتحققة بين الحراك والرئيس هادي ليست مطلقة مفتوحة دون شروط، بل مقاربة مرهونة استمراريتها بالوفاء بالالتزامات المتبادلة التي تفرضها متطلبات الانتماء للجنوب بحدها الأدنى، لذلك كلما اقترب من الحلم الجنوبي يقابل بالثقة، مع إعطاء الفرصة للانتصار للحق الجنوبي تحت ظلال مشروعه الانتقالي، فللمتباكين كذبا من الرفاق والمتأسلمين نقول: الحلم الجنوبي حق وبالتالي لا خوف عليه، وكما صمد أمام تحالف حوار موفنبيك صنعاء - أيضا - لن يوهنه غنج أهل صنعاء التي حوت كل فن، حيث كل الوقائع تؤكد أن (الحراك) هو من استطاع خلخلة الجبهة المقابلة من أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 94 م، وأول مخرجات صمود (الحراك) تصادم توجهات المجتمع الدولي مع المساعي الإقليمية للرجعية السعودية، ذلك يظهر جليا في تعدد المبعوثين الخاصين بالتسوية التي كانت حصريا على بن عمر، والاختراق الآخر كان في ثنايا القرار الأممي 2140 الذي صدر بعد إقرار الأقاليم الستة، ومع ذلك اكتفى بالدعوة للدولة المدنية الاتحادية دون أن يحدد عددها.
المتغير الأبرز شمالا و المعول عليه كان اقتلاع القوى التقليدية من جذورها، وهو ما استنفد الحاجة للأقلمة.. متغيرات متلاحقة تركت الباب مفتوحا أمام خيار الدولة الاتحادية من إقليمين (شمال وجنوب) مع حق تحديد المكانة السياسية. مواكبة التغيرات المتسارعة شمالا تتطلب أن يقابلها جنوبا إعادة تأهيل (الحراك) وتحريره من قوى الماضي الاشتراكية والمتأسلمة التي علقت به، ومن جهة أخرى صنعاء تحفر قبرها بيدها إن فهمت خطأ أسباب التعاطي الإيجابي الجنوبي مع مخرجات الحوار الشمالي - الشمالي بفندق موفنبيك صنعاء، وأن أية محاولة غدر أخرى على الحق الجنوبي ستواجه بانطلاق ثورة لن تسكتها أية وعود أو نوايا حسنة، لذلك نؤكد أن تعاطي المارد الجنوبي مع حكمة الرئيس هادي يجب أن تقابله إيجابية من شريك شمالي لديه مصداقية، فإن لم تشهد المرحلة الانتقالية تحقيق تقدم نحو إحقاق الحق الجنوبي فليترقبوا نارا.. من يقدر أن يطفئها؟!.
* منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى