قُصُد حضرمية: أ.سالم محمد عبدالعزيز - 1979م

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
أهدتني السيدة الجليلة الأستاذة شفيقة غلام معين الدين (أم عمر) أرملة العطر الذكر، الأستاذ سالم محمد عبدالعزيز ثلاثة من إصدارات الأستاذ سالم: (قُصُد حضرمية) ، (والعشق أيضا يمان) ، (200 بيت شعري مقفل) بالإنجليزية، إلا أن شهيتي انفتحت على (قصد حضرمية) منذ الوهلة الأولى، وشمرت عن ساعدي لأدلي بدلوي مع الآخرين، بتقديم قراءة متواضعة.
العطر الذكر الأستاذ سالم محمد عبدالعزيز حفر اسمه في صخر العطاء والإبداع والتعليم العالي، وهو الخريج الألمعي في الأدبين الإنجليزي والأمريكي، من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1962م (أي قبل 52 عاماً)، وإن كان الأستاذ سالم عظيماً، إلا أن هناك مقولة معتمدة بأن "وراء كل عظيم امرأة"، وهي هنا زوجته وأم أولاده التربوية الجليلة الأستاذة شفيقة، التي اقتطعت (35) عاماً من حياتها لطالبات المرحلة الثانوية، ليصبح اسم (معين الدين) اسماً على مسمى، فقد كانت خير معين للدين، واستحقت بذلك خير معين لزوجها وأولادها: نادية و د.نجوى وعمر وعلي، ليصبحوا جميعًا معينين لبعض.
بدأت (قصد حضرمية) بـ (6) خماسيات وانتهت بـ (64) رباعية، وعنوان الخماسيات (الجماعة) وانتهى كل بيت من الأبيات الـ (30) بمفردة (جماعة) بطريقة شائقة دون أن تسبب الملل إلى النفس:
كل واحد ياجماعة له جماعة (مطلع الخماسية) (1)
كان يا ماكان فيه مرة جماعة (مطلع الخماسية) (2)
في الخميس يوم السحر عند الجماعة (مطلع الخماسية) (3)
لانويت الحج طرف الجماعة (مطلع الخماسية) (4)
وين بغيت ماشي مفر طيف الجماعة (مطلع الخماسية) (5)
أيه من عيشة معاك يابو الجماعة (مطلع الخماسية) (6).
ننتقل إلى الصفحة (22) وقصيدة (ياحافر الحفرة) لتستمتع بالشعر الحكمي وتطوف معه في عالم العملة القديمة، وإلى المدخل البديع للقصيدة :
يا حافر الحفرة صدق من قال ** كل من حفر حفرة ارتمى فيها
وهذا تنبيه بديع من الأستاذ سالم :
وكل من شرب دغمة على استعجال ** من غرب حطبينه يراعيها
وهنا نقف أمام القديم:
وشلوا الربابي عسكر السركال .. ماشي بقى إلا أراديها
وهنا نقف أمام الحكمة:
يا صاحبي شف ذا الزمن بطال .. المعشقة كملت محازيها
إلى الصفحة (24) وقصيدة (فك المسجل) ومطلعها:
فك المسجل واطرح البكره .. واسمع كلام العاشق المصطاع
القصيدة طويلة طابعها اجتماعي حكمي، سأقدم منها هذه الأبيات :
حلفتكم يا داخلين بدره .. هاتوا خبر من آل بارباع
عاد شيء نبأ من صاحب الشفرة .. لي كان بالصاعين يرد الصاع
محد يشل التمر للبصره .. ومحد يخبي الشمس في المصناع
من ماركة بو كلب به عفره .. كل ما رفع رأسه عطوه القاع
إلى الصفحة (21) وقصيدة (ليالي الأنس) ورأى الشاعر الحاجة للتذكير في ثنايا القصيدة بعبارة (من كل خمير عطوان يغني له قد صوتين)، ويذكر الشاعر بأن يغنم المرء زمانه:
ماشي حطب قال كزواتنارين .. العمر واحد مامعك عمرين
ويقف الشاعر أمام متغير الحال:
وقالوا عليه فرعون وذو القرنين .. من فين هذه الربربة من فين
ولا وين كل الخبخبة لا وين .. لي ما يسير في الأرض بالرجلين
با يسير على اليدين
وإلى صفحة (29) وقصيدة (قال الفتى) ومطلعها:
قال الفتى القلب بغران محد شفى له غليله
ويشدك الشاعر عند مشاهد السخط : (والشعر يبكي خليله) و (العشق يبكي جميله) و (هي الأحمال الثقيلة) و (كلن يبكي قتيله) و (الحال ماهي سهيله) و (الأرض ماهي عديله) و (كِلن راح في سبيله).
يقف الشاعر أمام الجانب المادي في القصيدة:
قال البقش من بقشان ** بقشان محد مثيله
قل دي قارون وهامان ** وأهل العروش الجليلة
هناك مشاهد ومشاعر عند الشاعر كما قال أخي فاروق ناصر وهو يقدم هذا الكتاب إن الشاعر تنبأ بما يحدث الآن بعد (7) سنوات من وفاته، فحضرموت خاصة تتعرض لمؤامرة خارجية لصالح عرابدة حاشد وسنحان فيقول الشاعر:
يابخت من هزه الدان ** في ذي الليالي البخيلة
سيختتم القارئ هذا الكتاب بـ (64) رباعية ـي (256) بيتاً فتدخل مع الشاعر إلى هم لتخرج منه إلى غم:
يقولون الزمن قد جار
وهم نسيوا حقوق الجار
رموه بالطوب والأحجار
قعد وحده وهم يجرون
الكتاب جدير بالاقتناء، جدير بالتأمل، وفير بالحكم .. الأستاذ العطر الذكر والوافر العطاء سالم محمد عبدالعزيز شخصية جديرة بالتناول في إحدى حلقات (رجال في ذاكرة التاريخ) وقد طلبت من السيدة الجليلة أم عمر موافاتي بالسيرة الذاتية لأبي عمر سالم محمد عبدالعزيز رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى