قصة قصيرة .. (الفارس)

> وليد الحيمدي:

> خرجتُ ذات يوم أتجول في جوار داري، سرت أتطلع إلى الأشجار والنباتات والحدائق والناس المارين في سرور وبهجةٍ، إلى أن ترجلت عن السير في أحد شؤاطى المدينة، جلست أتطلع إلى البحر فذكرت قمرْ بل صباحْ..
وفجاهً ظهر أمامي شاب يلبس لباس عربي جاهلي.. كان يلبس عباءة وعمامة ويضع خوذة للرأس، وكان يحمل سيفًا كبيراً بتاراً.. وفجأة نظر إليّ بنظرات مخيفة تشيب رأس الطفل، فهذا الشاب كان طويل القامة مفتول العضلات عريض المنكبين ويقف مثل الأبطال حتى جيوش ستبتعد عنه، فقلت في نفسي باستغراب عجيب:
من هذا المجنون! أعتقد أنه خرج للتو من مصحة المجانين.
سرت قشعريرة في جسدي من شدة الموقف، وأنا وذلك الشاب غريب الأطوار وحيدان في مكان بعيد، وفجأةً تحدث الشاب بصوت صارم مخيف:
أأنت رامي يا فتى؟
فقلت بسرعة وبخوف:
نعم.. وماذا تريد؟.
رد الشاب بغضب مفرط وهو يقول:
أنتَ أخذت عليّ شيئاً ثميناً.
فقلت بتحدي:
ما هذا الشيء؟
قال بحزم رهيب:
لا يوصف وليس له مثيل.
فقلت له:
آه، لقد فهمت،إنها ......!
قاطعني بغضب البركان:
أذاً، لماذا تتغزل بتلك المليحةِ؟
فقلت له بفخر:
أنا مثلك أحب أن أتغزل بالصبايا الملاح.
قال بسخرية غريبة تثير الحنق:
دع المبارزة تحكم بيننا.
فقلت بخوف:
ولكن لا سيف معي.
فجأة أعطاني الشاب سيفاً قويا وقال:
هل أنت خائف؟
فقلت بهدوء:
أتظنني جباناً؟.. إذن إلى المعركة.
بدأت المبارزة بيننا لثوان لا غير، لقد حُسم الأمر فقد انتصر الشاب بسهولة بضربةٍ أطاح بسيفي في الهواء ثم انصرف عني وقال بفخرٍ و زهوٍ:
أنت لست جدير بغزل الصبايا..
فقلت له بأدب:
أنت مقاتل بارع ،من أنت!
قال وهو يمتطي خيله ويقول بفروسية:
أنا (أمرؤ القيس الكندي)
وأردف قائلاً:
أبتعد عن طريق الغزل، فهذا طريقي وعشقي.
فقلت له:
ألا أعشق؟
رد بهدوء عجيب:
نعم، ولكن صباح لا.
وزاد قائلاً بعشق:
جمال صباح أحياني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى