اليمن بين ظلمة الأنفاق!

> جمال محمد حسين:

>
جمال محمد حسين
جمال محمد حسين
كُتب على بلد السعيدة العيش بين ظلمة الكهرباء وظلمة الأنفاق، وقد بدأت أزمات الأنفاق المظلمة في اليمن منذ أكثر من تسع سنوات من خلال تصريحات للشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، اتهم من خلالها نظام علي عبدالله صالح بأنه يقود اليمن إلى (نفق مظلم)، وهذا ما جعل وسائل الإعلام التابعة لحزب المؤتمر الذي يرأسه صالح حينها تشن حملة كبيرة على الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.. وها هي اليمن اليوم بين مجموعة من الأنفاق المظلمة، فمن أين نبدأ حكاية الأنفاق في اليمن؟.
دعونا نبدأ حكاية الأنفاق المظلمة من بدايتها ومن أول نفق، وهو النفق الذي حفره جمال البدوي الذي قاد من خلاله عملية هروب من سجن المنصورة في عدن في ال 11 من إبريل عام 2003 م لتسعة من المتهمين معه في قضية المدمرة الأمريكية كول بعد حفر حفرة في دورة مياه السجن قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من القبض عليه وإعادته إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء وتقديمه إلى المحاكمة، وجاءت بعد ذلك بأشهر عملية حفر نفق في سجن الأمن السياسي بصنعاء لجمال البدوي مع 22 آخرين من أعضاء القاعدة في ال 3 من فبراير 2006 م عبر حفر نفق تحت سور السجن بلغ طوله حوالي 30 متراً وأطلق على تلك العملية بـ(الهروب الكبير) لقيادات القاعدة، وأحدثت أزمة دبلوماسية بين صنعاء وواشنطن، وشرخا في الثقة بين الجانبين إثر شكوك واشنطن في احتمالية تواطؤ بعض القيادات في نظام صالح بذلك، ولحقه أيضا حفر نفق آخر في السجن المركزي بالمكلا عام 2011 م وهروب 62 من عناصر القاعدة، وقد تمكنوا من الفرار من السجن من خلال نفق تم حفره أسفل السجن ويصل طوله لنحو 45 متراً، وهناك نفق آخر تم حفرة في سجن الأمن السياسي في البيضاء في 26 يونيو 2012 م والذي هربت عبره مجموعة من سجناء القاعدة بالطريقة نفسها التي استخدمت في هروب سجناء السجن المركزي بصنعاء، وهناك نفق أبين الذي تم اكتشافه في أغسطس 2012 م بعد تطهير أبين من القاعدة، ويحتوي النفق بين كل مسافة وأخرى على فتحات تهوية إلى السطح، ومقابل كل فتحة توجد 4 تشعبات، وكلها كانت مغلقة بأكياس رملية، وهناك ما يقارب ال 5 فتحات، وقدر طول النفق بحوالي 4 كيلومترات، ووصل عرضه إلى مترين، وعمقه 8 - 10 أمتار، وتوجد داخل النفق دعامات حديدية صممت بطرق ملائمة لذلك النفق، وقال مختصون “إن الأنفاق كانت تستخدم كأماكن للتغذية، وأخرى لخزن الأسلحة التي كانت تملكها جماعة أنصار الشريعة، ومن أحدث الأنفاق، أنفاق جامع الصالح التي تم اكتشافها قبل شهرين، والتي قيل بأنها تربط بين جامع الصالح في منطقة السبعين بصنعاء وبين القصر الرئاسي (دار الرئاسة) المجاور لها، وأثارت أزمة كبيرة بين صالح وهادي، واضطرّ هادي إلى تطويق جامع الصالح بقوات عسكرية كبيرة من الحرس الرئاسي الخاص.
وجاء آخر نفق وهو نفق منزل علي عبدالله صالح الذي أعلن عنه قبل أسبوع، ليفجر أزمة أمنية وسياسية جديدة بين صالح وبين خصومه، وأثيرت ضجة كبيرة حول النفق الجديد، وربما هي رسالة للرئيس هادي بأنك قريب ويسهل الوصول إليك بأي طريقة، وإن كانت من تحت الأرض.
وأظهر نفق صالح احترافا في حفره بواسطة آلات ومعدات حديثة، وعبر خبراء، كما يبدو من شكل النفق، ليسوا بالعاديين وهم متخصصون في حفر الأنفاق، قيل بأن بعضهم متخصصون أجانب في هذا المجال، وهذا ما ظهر جليا من خلال شكل النفق ونوعية وأسلوب الحفر والأدوات التي استخدمت فيه، فمن خلال تتبعنا لهذه الأنفاق ومن الذي قام بها ونفذها وجدنا أيضا تشابها كبيرا في أشكالها وتصميمها، وأعتقد أننا لو وقفنا عند آخر نفقين اكتشفا وهما نفق جامع الصالح ونفق منزل صالح، وتأملنا وحققنا في كل صغيرة وكبيرة فيهما، وطريقة الحفر وشكلها وتصاميمها وأشياء أخرى كثيرة، قد نصل لخيوط مهمة، ولو تتبعنا وقسنا وحققنا وقارنا بينها وبين بقية الأنفاق ربما سنصل إلى قواسم مشتركة وخيوط تقودنا إلى الحقيقة.
إذن نحن نحتاج لتحقيق دقيق جدا ولمختصين وباحثين ومحللين ماهرين، وكذلك لأمانة الباحث والمحقق.. وبين ظلمة الأنفاق في اليمن ليل طويل مستمر لم نشاهد بعده فجرا.. فإلى متى؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى