منطقة المراقد بأبين..خدمات مفقودة وحياة تفتقر إلى أبسط المقومات

> استطلاع/ سالم حيدرة صالح

> منطقة المراقد التي تبعد عن عاصمة المحافظة زنجبار مرمى حجر، يعيش الأهالي فيها ظروف قاسية وصعبة سيما في خدمة المياه، مما يضطر الأهالي إلى جلبه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة، في الوقت الذي كانت تنعم فيه المنطقة بمشروع مياه، قبل أن تتوقف خدمته منذ سنة، وهو ما شكل عبئا كبيرا على النساء والأطفال الذين يضطرون لإحضار المياه من مسافات بعيدة على ظهور الحمير، فضلا عن المعاناة الأخرى التي يعيشها سكان المنطقة المحرومين من أبسط مقومات الحياة، ولا تجد من يهتم بها إلا أثناء الحملات الانتخابية للظفر بأصواتهم ليس إلا. يبلغ تعداد سكان منطقة المراقد ألف وخمسمائة نسمة، وتوجد في المنطقة مدرسة ابتدائية تتكون من ستة فصول.
** مشروع المياة متوقف **
أصبح أهالي منطقة المراقد بمحافظة أبين يعانون الأمرّين جراء تعثر خدمات المشروع منذ سنوات طويلة... هذا المشروع توقف بالكامل منذ سنة، ولم تكلف السلطة المحلية نفسها في عمل الحلول المناسبة لإيصال خدمة المياه لأبناء المنطقة للتخفيف من معاناتهم التي أجبرت الأهالي إلى التوجة لأكثر من مرة بمناشدات إلى الجهة المختصة بالمحافظة، لكن تلك المناشدات لم تلق آذاناً صاغية من تلك الجهات، لتبقى المنطقة وأبناؤها يعانون العطش والحرمان.
«الأيام» زارت منطقة المراقد وتلمست هموم أهلها ومعاناتهم جراء توقف مشروع المياه عن منازلهم وخرجت بالحصيلة التالية.
تُعد مشكلة المياه أبرز المشكلات التي تعاني منها منطقة المراقد في محافظة أبين، وحول هذه المعاناة أوضح لـ«الأيام» الشيخ صالح متريس جانباً منها بالقول: “نحن نعاني من النسيان والإهمال من قبل السلطة المحلية بالمحافظة، التي باتت لا تؤدي واجبها في خدمة المواطنين وحل مشكلاتهم”، ويضيف متريس سرد معاناتهم بالقول: “حرمت منازلنا من المياه بعد توقف المشروع منذ سنة، ولم تعمل الجهات المختصة على إيجاد حل لها، مما اضطر الأهالي إلى جلب وإحضار المياه على ظهورالحمير من مسافات بعيدة” .
ويتابع: “لقد زاد هذا الأمر من تراكم المعاناة لدى أبناء المنطقة، وما زاد من تأزم من معاناة هذه المنطقة هو تناسي أو تجاهل السلطة المحلية لها، واستثنائها عن باقي المناطق وحارات زنجبار التي تنعم جميعها بهذه الخدمة”.
وطالب متريس في ختام حديثه الجهات المعنية “بسرعة العمل على إعادة إيصال خدمة المياه إلى منازل المواطنين، كون أنابيب المشروع متوفرة وموصلة للمنطقة، والتي لا ينقصها سوى تشغيل المشروع لإيصال الماء الذي لن يكلف السلطة المحلية كثيرا لإنقاذ منطقة المراقد التي أضحت منسية”.
** توقف المشروع رغم جاهزيته **
الشخصية الاجتماعية سعيد الحميدي أدلى بدلوه لـ«الأيام» حول هذا الموضوع بالقول: “نحن في هذه المنطقة نعاني من شحة كبيرة في المياه نتيجة لتوقف المشروع الخاص بالمياه في المنطقة على الرغم من اكتماله وجاهزيته كتوفر الأنابيب وجاهزيتها، حيث تمتد من مشروع المياه بزنجبار حتى المراقد”،ويضيف موضحاً “عدم اهتمام السلطة المحلية بمعاناة الأهالي وعدم الشعور بالمسؤولية، هو الذي حرم المواطنين من خدمات المشروع رغم جاهزيته، ولهذا نطالب السلطة المحلية بالقيام بمهامها وواجباتها في إيصال المياه إلى منازل المواطنين لتخفيف معاناتهم”، ويتابع الحميدي بالقول: “لقد قام الأهالي بمتابعة الجهات المعنية بإيصال هذا المشروع إلى المنطقة، وقد تحصلنا على العديد من الوعود ولكنها سرعان ماذهبت أدراج الرياح، ولا نعلم لماذا يتم تجاهل منطقتنا هذه على الرغم أنها تبعد نصف كيلو فقط عن مدينة زنجبار؟. الأمر الذي عرضها وأهلها إلى الكثير من الخراب والدمار والخسائر وجعلها مسرحا للعمليات الحربية بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، لينالها الإهمال والحرمان مرة أخرى من المستحقات، إذ تعرض أبناؤها للظلم في عملية التعويضات بشكل كبير، وكأن منقطة المراقد حكم عليها وأهلها بالعيش هكذا، ولهذا نتمنى من القائمين على صندوق إعمار أبين إعادة النظر في منطقة المراقد، كما نتمنى من الجهات المختصة سرعة معالجة مشكلة مشروع المياه لهذه المنطقة أسوة بالمناطق والحارات الأخرى بزنجبار، وكذا اعتماد فصول دراسية لمدرسة المراقد وتسويرها”.
** أزمة مياه خانقة **
المواطن محمد عبدالله الصيم بدوره تحدث بالقول: “لقد صرنا نعاني من أزمة خانقة في المياه في الوقت الذي تنعم فيه المنطقة بمشروع مياه متكامل لن يكلف السلطة شيئاً” ويضيف “إن مانعانيه هو تجاهل إدارة المياه وعدم القيام بواجباتها المناطة بها في خدمة الناس، واستغلال مسؤولياتها لما فيه مصلحتها، متناسية مطالب الأهالي وحقوقهم. الأمر الذي أدى بالمواطنين إلى قطع مسافات طويلة على ظهور الحمير في سبيل الحصول على المياه في الوقت الذي تقع فية هذه المنطقة في مديرية زنجبار عاصمة المحافظة”.
** تهميش وحرمان **
من جهته عبر المواطن عقيل عبدالله الساكت عن توقف مروع المياه وحرمان المواطنين من خدماته بالقول: “إن المنطقة تعاني من أزمة المياه بسبب توقف المشروع عن العمل”.
ويتابع “لم يهتم بنا أحد وتم تهميشنا وحرماننا من توصيل المياه في الوقت الذي وصل فيه المشروع إلى مناطق بعيدة جداً وتظل منطقتنا محلك سر، وهو ما سبب لنا العديد من المتاعب والأعباء؛ نظراً للظروف التي يعاني منها الأهالي”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى