قصة قصيرة الحوت

> وليد الحيمدي:

> كان هناك حوت كبير يعيش في البحر الواسع، كان في منتهى السعادة عندما يُشاهد الحياة البحرية بكل أسماكها ذات الألوان الزاهية الجميلة والشعاب المرجانية الرهيبة، كان البحر لا يوصف كان أزرق داكنا بل فاتحا، لم يكن هناك لون محدد يوصف البحر به، عجز الحوت عن وصف لون البحر، فتحدث في انزعاج واضح وقال: آه، أيها البحر الجميل ما أجملك! لا أقدر على غزلك لقد هزمتني!.
أخذ الحوت الكبير في التجوال بعرض البحر الأزرق الداكن بل الفاتح، فقد عبر الحوت عن ذلك بالغناء، أخذ ينشد ويغني بصوت خفيف يحمل أحاسيس ومشاعر جارفة تصافح القلب.. فجأة ظهرت سفينة من فوق الحوت الذي كان في عُمق قريب من سطح البحر، غضب الحوت من ذلك التصرف وأحس أن حماه قد استبيح، صعد الحوت الكبير إلى سطح البحر ورأى عمال السفينة وهم يرمون مخلفات كيميائية وبترولية، فصرخ بكل حزن وأسف الدنيا: لا.. ماذا تفعلون أيها الحمقى!.
وأردف بحنق قائلاً: أنتم لا تدركون نعمة هذا البحر أيها الجُبناء.
بعد لحظات شاهد الحوت الأسماك وهي تموت والبحر الأزرق الفاتح يتحول إلى أسود، فقال الحوت بأسف: إن الإنسان لا يدرك نعمة الحياة إلا بعد فوات الأوان.
وابتعد الحوت عن سطح البحر الملوث بهدوء، وهو يغوص في العمق تاركاً سطح البحر للإنسان يفعل به ما يشاء.
كتب / وليد الحيمدي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى