العاشــر من سبتمبر.. عيد العلــم تقليـد تربــوي بديع احتفى بالمتفـــوقين والمبــدعين وطــمس في زمن الوحــدة

> عوض بامدهف:

>
عوض بامدهب
عوض بامدهب
العاشر من سبتمبر، يوم متفرد في المعنى والدلالة واستثنائي وبامتياز، وحق له أن يزهو ويفتخر على سائر أيام العام، فهو الموعد المنتظر للالتقاء الحميم والشامل مع كل مظاهر الاحتفاء والتكريم والتقدير لكل من قدم العطاء الجزيل والجهد النبيل الموشى بالسهر الجهيد المطرز بحبات العرق الحبيب.
ذاك هو موعد اللحظة المرتقبة للتنفيذ الخلاق والتجسيد الأمثل والفعلي للمقولة الشهيرة “لكل مجتهد نصيب”، وفي أجمل وأبهى وأزهى صور الترجمة الحقيقية والناصعة على أرض الواقع، وذلك من خلال الحرص الشديد والتحضير الشامل والإعداد الجيد لإقامة الحفل التربوي والتكريمي البهيج تحت ظلال المناسبة الغالية ألا وهي عيد العلم، وهو تقليد تربوي بديع احتفى بالمتفوقين والمبدعين وأرسى قرار المؤتمر التربوي الأول الذي انعقد في الفترة 7 - 10 سبتمبر من العام 1975م، حيث شكل هذا المؤتمر نقلة نوعية لإجمالي مسار العملية التربوية والتعليمية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وقد نص قرار المؤتمر التربوي الأول على اعتبار العاشر من سبتمبر من كل عام عيدًا للعلم يتم فيه الاحتفاء والتكريم لكل من أوائل التلاميذ والطلاب في ختام المرحلة الأساسية والثانوية ومعاهد التعليم الفني وكليات جامعة عدن والخريجين من الجامعات في الخارج، وكذا التكريم للمعلمين النموذجيين والأسر المثالية والمبدعين في مجالات الأدب والفن والرياضة، على أن تتولى وزارة التربية والتعليم همة التحضير والإعداد للاحتفال الشامل والبهيج بعيد العلم، مع التأكيد على ضرورة أن يكون المكرمون من مختلف المحافظات خاصة في مجالي المعلمين النموذجيين والأسر المثالية وبنسب متساوية، وتقوم الدائرة السياسية في وزارة التربية والتعليم بمهام السكرتارية للجنة التحضيرية العليا لعيد العلم.
عيد العلم في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حظي باهتمام واسع وكبير على أعلى المستويات في الحزب والدولة، حيث كان الاحتفال بعيد العلم، والذي تواصل الاحتفال به منذ العاشر من سبتمبر 1975م وعلى امتداد 14 عاما متواصلة، يحظى برعاية كريمة من رئيس الجمهورية والقيادات العليا في الدولة، وكانت آخر مرة احتفل فيها بعيد العلم في العاشر من سبتمبر من العام 1989م.
ومثل كل شيء جميل وبديع وناجح في عدن والجنوب كان عرضة للطمس والإلغاء من زمن الوحدة، فقد تم إلغاء هذا التقليد التربوي البديع وتم استبداله باحتفالات متفرقة بما أطلق عليه يوم المعلم، حيث جاء الاحتفال هزيلاً ومتواضعاً إلى حد لا يليق بمكانة المعلم الباسقة، وتم بعد ذلك إسقاط التكريم عن المتفوقين والمبدعين إلا فيما ندر وفي احتفالات متواضعة ومشتتة هنا وهناك فقدت القدرة على التعبير والتجسيد لهذا الفعل التكريمي النبيل.
تحية تقدير للعاشر من سبتمبر ولا عزاء لنا في هذا الزمن الرديء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى