المثقف الحالة عبدالله باكدادة !

> د. هشام محسن السقاف

> المثقف حالة استثنايئة ارتقائية بطبيعة الحال لاستشراف آفاق مغايرة للسيرورة المعتادة، خروج عن المألوف، السائد الرتيب والقوالب الجامدة ليصنع هو وبكلتا يديه ناشئة جديدة فكرتها الأساس إنسانية الفعل ونقاوة الفكرة.
المثقف يمد جسورًا اتصالية مع الآخر، ويخلق وهجه الخاص متقداً من خابية ذهنية بحتة ليستضيء به المحيط، باشتراطات ليس من بينها مستلزمات القالب الواحد ووضع الحافر على الحافر بقدد ما هي اختلافات لا تجر إلى الخلاف وإنما
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
استضاءات قدر الإمكان بالشراكة الفكرية تأتي ومن التحسس الدائم لزناد الابتكار في الكلمة.
كنت أقرأ في الحالة الثقافية لعبدالله باكدادة تلك الفكرة الإنسانية دائبة التحول نحو الإنسان ذاته، تتلاشى السياسة كفعل شرق أوسطي مترع بالبداوة، لتلتقيك الحالة في منتصف الطريق فاردة ذراع المحبة في الاختلاف ونائية بالنفس من هيمنة إيديولوجيا النفس الواحد.
كان يمثل الرقي بالكلمة وهو يستقطب حالة ثقافية تدخل البيوت عبر الشاشة الفضية، لم يكن ليذكرنا بمشاهد ديوك المثقفين وهم ينفشون الريش مزكمين أنوف المشاهدين، فالرجل كان حالة من السلم الثقافي تتسلل إلى الذوات المتعبة في مدى الأثير المنتشر، ليس لديه ما يقدح به زناد الفكرة سوى الفكر وحده، يتنوع باتساق وبارادوية المثقف الذي يحمل مشروعًا للفكر غير قابل للرهن ولو بأغلى الأثمان.
وكانت النيران التي التهمت بيت الباكدادة حالة استثنائية غير مستدعاة ألبتة لزيادة وهج نجوميته، لكنها كانت اختبار من نوع آخر على رحابة فكرة الحب التي يزرعها المثقف في محيطة الإنساني، فينسى المأساة مضمدا الجراح بتلك الدعوات المترعة بالرجاء لواحد ألفته القلوب قبل العيون سفيرًا في كل دار للمثقف الحالة الإنسانية والمشروع الثقافي.
اليوم لا يجد الباكدادة الإنسان والمثقف داره التي يأوي إليها بعد يوم طويل من العمل الذهني المضني حقًا، لكن سيجد قلوبًا كثيرة تنفتح بيتًا له من الذين أحبوه أديبًا وإعلاميًا لامعا وما أكثرهم، دون حاجة لتذكير السلطة بواجباتها تجاه المثقف لأنها في الأول والأخير سلطة وليست نظامًا. سلمت لنا أخي عبدالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى