متاعــب لــذيــذة !!

> عوض بامدهف

> “الحياة كلها متاعب”.. عبارة أدمنا ترديدها طوال الوقت بمناسبة ومن دون مناسبة.. ورغم كل ذلك.. تشدنا إيقاعات الحياة المتباينة إليها (حزناً وفرحاً) رغماً عنا.. ونمضي بعد ذلك مسلوبي الإرادة لنستمتع بالحياة ومتاعبها اللذيذة.. لنظل نردد دوما تلك المقولة الخالدة والتي شابها الكثير من الملل والرتابة من كثرة ترديدها، مما أفقدها مضمونها ومردودها.
الحياة كلها متاعب.. ولكن ما هي مشكلتنا بالتحديد؟، فمتاعب الحياة هي في الأصل عبارة مطاطة لا تكاد تستبين ملامحها ومعالمها ومعانيها الظاهرة والخفية.. ودائماً ما تخفي وراءها الكثير والكثير من الغموض والضبابية وبالمقابل نخفي أنفسنا لنتوهم الشعور بالراحة التامة.. ونحن نمارس بإصرار غبي عملية الترديد الببغائي، بل ونتمادى في ذلك إلى حد أن نقنع أنفسنا بأن مشاكلنا جميعها قد أصبحت في وضع سيطرة تامة، وأن كافة الأمور قد حسمت لصالحنا وبأقل جهد وبأقل التكاليف وبأقل عناء.. وهذا هو الوهم بعينه!!.
والحقيقة.. أن مشكلتنا هي في الأساس والأصل أننا في ذروة المشاكل.. نفقد القدرة على الإحساس والشعور والتفاعل الإيجابي مع كل ما حولنا وما يحيط بنا.
ولحظتها.. تتجمد كوامن الإحساس فينا وتتعطل لغة المشاعر الدافئة، وتغلفنا السلبية والجمود، ولسنا نعلم سبباً لذلك.
ولكن يبدو أنها عادة اعتدنا عليها، فلا أحد يهتم أو يريد أو يرغب بأن يهتم.. ربما أن هذه العادة نمارسها مجرد هواية مثل هواية كسر الأواني الفخارية على الطريقة الصينية!!.
إنها في الواقع عبارة عن ظاهرة طبيعية ترتبط بأوثق الصلات بحالات المد والجزر في مشوار الحياة أو شيء من هذا القبيل.
والغريب أن البعض يظن ـ وليس كل الظن إثم ـ أن متاعب الحياة هي الملح الضروري لكسر حاجز الرتابة والملل.. ولكن ومع تسليمنا المطلق بأهمية الدور الحيوي للملح في حياتنا إلا أننا ننبه بأن هذا الملح إن زاد عن حده انقلب إلى ضغط دم.. والعياذ بالله!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى