هلّا نُميل دفتنا ونعقل

> محمد البقعي

> في الوقت الذي نمر به من تصعيد ثوري نتطلّع به لمُخرجات أسمى وأنفع لشعبنا الجنوبي الذي ينتظر منا ـ فعلاً ـ ثماراً ملموسة ونقاطاً تدفع بالقضية للأمام، ونحن بحاجة ماسة لتصحيح المسار لا أن نحوم حول دائرة الأخطاء التي تمرّغنا بها مراراً وتكراراً، وكنا بصدد الخلاص منها متفائلين بقيادات رشيدة، إلا أننا صُدمنا بعودة ما يُسمى بالعصيان المدني وهو الذي شل جزءا من حياة المواطن وعمله، وليس كما يجب أن يكون في لفت أنظار العالم والحكومة لتهدئة الوضع، بل غلب ضرّه على نفعه حيث صوِّب نحو المواطن العامل على مستوى الدخل اليومي وطلاب العلم الذين نطمح أن يكونوا بناة المُستقبل وجيل الوعي المُنتظر.. ثم ماذا جنينا من قطع الطرقات غير ألعاب الكر والفر للأطفال والشباب، والدفع بهم لمواجهة العسكر بصدور عارية وسط الحارات وتحت المنازل، ليس هم فقط من طالتهم أيادي الجنود العابثة، بل حُملت نحو المنازل المجاورة، حيث تأذى منها كهّالها ونساؤها وأطفالها من مسيلات الدموع والرصاص، الذين ظننا أننا تركناهم في مأمن، فإذا بهم ينالون نصيبا من (هوشليتنا)!!.
أليس الشرع يوجه بدرء المفاسد أكثر من جلب المصالح؟!، بل إن ترك سير التعليم متاحاً أمام أبنائنا هو بحد ذاته إنجاز ثوري وتصحيح حقيقي لمسارنا.

إن كانت هناك جهود يجب أن تبذل فلِمَ لا نميل بدفتنا نحو قضايا الاغتيالات لحفظ دماء شعبنا ونحو قلع فسدة المؤسسات لما تقترف أياديهم وتعبث بأموالنا!.. ليست تلك بتثبيطات للقضية ولا بخطوات تعجّز سيرنا نحو استقلالنا مثلما يظن البعض أن خطوات الإصلاح والتغيير تجعل حكومة صنعاء تتعاطف في ذلك وتصرفنا عن غايتنا فتكسب وقتاً للمُماطلة.. لا، فمنذ 2007م حينما انفجر لغم حق الاستقلال في وجه نظام صنعاء لم تقم على أرضنا أية نقطة إصلاح بل استمر العبث ونحن نبتغي الغاية العظمى فنسينا حق المواطن في العيش الكريم وتركنا روحه يعبث بها المُجرمون ونحن نلوّح بالاستقلال دون النظر إلى مقوماته!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى